العقيدة والمنهج القويم

[العقيدة والمنهج القويم][١٤]”مشهد جوخى زاروه” قرب النعمانية] البحث ( 6)

[ الـقَـبْـر…وَصِـيَّـةُ إخْفَـاءٍ وَإعْفَـاء…هَـارُونُ وَالظِّـبَـاء ] البحث ( 6)
 

[العَقِيدَةُ وَالمَنْهَجُ القَوِيم][١٤]”مَشْهَد جَوْخَى زَارَوه” قُرْبَ النُّعْمَانِيَّة]

 

 

١- عَن الإمَامِ الصادق(عَلَيْهِ السَّلَام)، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام): {بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَصَحْبِهِ وَسَلَّم) فِي هَدْمِ الْقُبُورِ، وَكَسِر الصُّوَرِ}[الكافي١۳ للكليني، البحار۷٦، مصباح الفقاهة١للخوئي، مرآة العقول۲۲ للمجلسي، البحار ۷۹، روضة المتقين۷لمحمد تقي المجلسي، المحاسن۲للبرقي، مصباح الفقيه(۱ و ٥)للهمداني، جامع أحاديث الشيعة۳للبروجردي، وسائل الشيعة۲للعاملي، جواهر الكلام٤ للجواهري، الوافي۲۰للكاشاني، مسند الإمام الصادق(ع)١۷لعطاردي]
۲- عَن البَاقِر(عَلَیْهِ السَّلَام)، أنَّ النَّبِيَّ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم) قَالَ لِعَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَام):{يَا عَلِيّ، اِدْفِنِّيِّ فِي هَذَا المَكَان، وَارْفَعْ قَبْرِي مِنَ الأرْضِ أرْبَعَ أصَابِع، وَرُشّ عَلَيْهِ المَاء}[أصول الكافي١، وسائل الشيعة۲]
۳- عَن الإمَامِ البَاقِر(عَلَيْهِ السَّلَام)، قَالَ رَسُولُ اللهِ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم): {لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي قِبْلَةً وَلَا مَسْجِدًا، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَعَنَ الّذِينَ اتَّخَذَوا قَبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ}[علل الشرائع۲للصدوق، منتهى المطلب للعلامة الحلي، مصابيح الظلام٦للبهبهاني، مصباح الفقيه(۲و۱۱)للهمداني، جامع أحاديث الشيعة٤للبروجردي، مستند الشّيعة٤للنراقي، جواهر الكلام۸للجواهري، بحار الأنوار۸۰، وسائل الشيعة۳للعاملي، الدّرر النجفيّة۲للبحراني، مرآة العقول۱٤للمجلسي، الذكرى للشهيد الأوّل، كشف اللثام۱للأصفهاني]
٤- قَالَ الإمَامُ الصَّادِقُ(عَلَیْهِ السَّلَام): {مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا وَصِيِّ نَبِيٍّ يَبْقَى‌ فِي الْأَرْضِ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ تُرْفَعُ رُوحُهُ وَعَظْمُهُ وَلَحْمُهُ إِلَى السَّمَاءِ}[الكَافي٤للكُلَيني، مَن لَا يَحْضَرُه الفَقيه۲للصّدوق، تَهْذيب الأحْكَام لِلطّوسِيّ، المَزَارللمُفِيد، كَامِل الزّيارات للقُمّي، بَصَائر الدَّرجات للصّفَار، البِحَار۱۱للمَجْلِسي، وَسَائِل الشّيعَة۱۰للعاملي، جَامِع أحَادِيث الشِّيعَة۱۲لِبروجَردي، الدُّرَر النّجفيّة۳للبَحْرَاني، مُعْجَم الأحَادِيث۱لأصف]
الرِّوَايَة٤: فيها مَقطَعَان:
المقطع۱- رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيّا، قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ عَائِشَة، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنَ خازم[حازم]، قال(ابن خازم): {خَرَجْنَا يَوْمًا مَعَ الرَّشِيد مِنَ الكُوفَة نَتَصَيّد، فَصِرْنَا إلَى نَاحِيَةِ الغَرِيَّيْنِ وَالثّوِيّة، فَرَأيْنَا ظِبَاءً، فَأرْسَلْنَا عَلَيْهَا الصُقُورَةِ وَالكِلَاب، فَجَاوَلَتُهَا ساعةً، ثُمَّ لَجَأتِ الظِّبَاءُ إلَى أكَمَةٍ فَسَقَطَتْ عَلَيْهَا فَسَقَطَتِ الصُقُورَةُ نَاحِيَةً، وَرَجَعَتِ الكَلَابُ، فَعَجَبَ الرَّشِيدُ مِن ذَلِك، ثُمَّ إنَّ الظِّبَاءَ هَبَطَتْ مِنَ الأكَمَةِ فَهَبَطَتْ الصُقورَة وَالكِلَابُ، فَرَجَعَتِ الظِّبَاء إلَى الأكَمَةِ، فَتَرَاجَعَتْ عَنْهَا الكِلَابُ وَالصُقُورَة، فَفَعَلَت ذَلِكَ ثَلَاثًا، فَقَالَ الرَّشِيدُ: [ارْكُضُوا، فَمَن لَقَيْتُمُوهُ فَأتُونِي بِه]، فَأتَيْنَا ُبِشَيْخٍ مِنْ بَنِي أسَد، فَقَالَ لَهُ هَارُون: أخْبِرْنِي مَا هَذِهِ الأكَمَة؟…قَالَ: [حَدَّثَنِي أبِي عَن آبَائِه أنّهُم كَانُوا يَقُولُونَ أنّ فِي هَذِهِ الأكَمَةِ قَبْرَ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)، جَعَلَهُ اللهُ حَرَمًا لَا يَأوِي إلَيْه شيءٌ إلّا أمِن]، فَنَزَلَ هَارُونُ فَدَعَا بِمَاءٍ وَتَوَضَّأ وَصَلَّى عِنْدَ الأكَمَةِ وَتَمَرَّغَ عَلَيْهَا وَجَعَلَ يَبْكِي، ثُمَّ انْصَرَفْنَا
المقطع۲- قَالَ مُحَمّدُ بْنُ عَائِشَة: فَكَأَنَّ قَلْبِي لَم يَقْبَلْ ذَلِكَ، فَلَمّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ حججتُ إلى مكة، فرأيتُ بها ياسرًا رَحّال الرَّشِيد، فَكَانَ يَجْلِسُ مَعَنَا إذَا طُفْنَا، فَجَرَى الحَديث إلَى أن قَالَ(یَاسِر): قَالَ لِي الرَّشِيدُ لَيْلَةً مِن اللَّيَالِي، وَقَد قَدِمْنا مِن مَكَّةَ فَنَزَلْنَا الكُوفَة: [یَا يَاسِر، قُل لِعِيسَى بْنِ جَعْفَر(العبّاسي) فَلْيَرْكَب]، فَرَكِبَا جَمِيعًا وَرَكِبْتَ مَعَهُما، حَتّى إذَا صِرْنَا إلَى الغَرِيّين، فَأمّا عِیسَی فَطَرَحَ نَفْسَهُ فَنَامَ، وَأمَّا الرَّشِيد فَجَاءَ إلَى أكَمَةٍ فَصَلّی عِنْدَهَا، فَكُلَّمَا صَلّى رَكْعَتَيْنِ دَعَا وَبَكَی وَتَمَرَّغَ عَلَى الأكَمَةِ، ثُمَّ يَقُول: [يَا عَمّ أنَا وَاللهِ أعْرِفُ فَضْلَكَ وَسَابِقَتَكَ، وَبِكَ وَاللهِ جَلَسْتُ مَجْلِسِي الّذِي أنَا فِيه، وَأنْتَ أنْت، وَلَكِنَّ وَلْدَك يُؤذَونَنِي وَيَخْرُجونَ عَلَيَّ]، ثُمّ يَقُوم فيُصَلّي، ثُم يُعِيدُ هَذَا الكَلَام وَيَدْعُو وَيَبْكِي، حَتّى إذَا كَانَ فِي وَقْتِ السَّحرِ قَالَ لِي: [يَا يَاسِر، أقِمْ عِیسَی]، فَأقَمْتَه فَقَالَ لَه: [يَا عِیسَی، قُمْ صَلِّ عِنْدَ قَبْرِ ابْنِ عَمِّكَ]، قَالَ لَه: وَأيُّ عُمُومَتِي هَذَا؟ قَالَ: [هَذَا قَبْرُ عَلِيٍّ بْنِ أبِي طَالِب(عَلَيْهِ السَّلَام)، فَتَوَضّأ عِيسَى وَقَامَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَزَالَا كَذَلِكَ حَتّى طَلَعَ الفَجْر، فَقُلْتُ: يَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ أدْرَكَكَ الصُّبْحُ، فَرَكِبْنَا وَرَجَعْنَا إلَى الكُوفَة}[الارشاد۱، فرحة الغريّ لابن طاوُوس]
تَنْبِيه: إنَّ ضَعْفَ وَوَهْنَ التُّرَاثِ الشِّيعِيّ المُعْتَمَد جَعَلَهُم يَتَمَسَّكُونَ بِأوْهَامٍ وَخُرَافَاتٍ مَقْرُونَةٍ بِالتَّجْهِيلِ وَتَرْبِيَة القُطْعَانِ عَلَى الكُرْهِ وَالبَغْضَاءِ وَالحِقْدِ وَالانْتِقَام، حَتَّى صَارَ الكَذِبُ وَالبُهْتَانُ وَالفُحْشُ والسِّبَابُ وَالطّعْنُ وَانْتِهَاكُ الأعْرَاضِ دِينًا وَسُنّةً وَعَقِيدَةً!! وَشَوَاهِدُ تُراثِهِم الهَزِيلِ كَثِيرةٌ، وَفِي “الإرشَاد” الكَثِير!!
الارشاد
وَالكَلَامُ فِي نُقَاط:
۱- [أسَانِیِد الدّسّ وَالتَّدْلِيس]: بَعْدَ الجِنّيَّةِ سَحِيقَةَ(شَبِيهَةِ أمِّ كُلْثُوم!!) الأخْبَارِيَّةِ الشِّيرَازِية، وَبَعدَ جَلَسَاتِ المَكْرِ وَالسِّحْرِوَالشَّعْوَذَة، صَارَ المُدَلِّسَةُ يَأخذُونَ رِوَايَاتِهم وَتَوْثِيقَاتِهِم وَطُقُوسَهُم مِن هَارُونَ الرّشِيدِ وَرِفَاقِه وَخَدَمِهِ وَكِلَابِهِ وَصُقُورِه!! وَنَبْقَى مَعَ رِوَايَةِ الشّيْخِ المُفِيد(رض):
أ- فِي المَقْطَع۱: {[عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم(حَازِم)] عَنْ [شَيْخ مِنْ بَنِي أسَد] عَنْ [أبِيه] عَنْ [آبَائِهِ]}
بـ – فِي المَقْطَع۲: {[مُحَمّدُ بْنُ عَائِشَة (مَجْهُول أوْ غَيْر مُوَثّق)] عَن [يَاسِر(رَحّال هَارون العَبَّاسِي)] عَن [هَارُون قَاتِل الإمَام الكَاظِم(عَلَيْهِ السَّلَام)]}
جـ – فِي المَقْطَعَيْنِ: كِلَابُ وَصُقُورُ هَارُونَ!! وَهِيَ بَيْنَ مَجْهُولِ الحَالِ وَغَيْرِ المُوَثّق!! وَعَلَى فَرْضِ وَثَاقَتِهَا فَمِن أيْنَ لَنَا أنْ نَعْرِفَ أنَّ فَعْلَهَا وَسلُوكَهَا كَانَ خَوْفًا مِن مَلَائِكَةٍ وَمَخْلُوقَاتٍ صَالِحَةٍ مُبَارَكَةٍ أوْ خَوْفًا مِن شَيَاطِينِ الجِنِّ وَأرْوَاحٍ شِرِّيرََة؟!!
د – كُلُّ المَذْكُورِينَ؛ إمَّا وَهْمٌ أوْ مَجْهُولٌ أوْ غَيْرُ ثِقَةٍ، وَلَكِنَّ المُدَلِّسَ المَاكِرَ جَعَلَ تَوْثِيقَ وَتَصْدِيقَ هَارُونَ لِلكِلَابِ وَالمَجَاهِيلِ حُجَّةً وَمَنْبَعًا لِلتَشْرِيعِ وَالطُّقُوسِ وَالعَقِيدَة!!
۲-[كُتُبٌ مَوضُوعَة: “الاخْتِصَاص” – “مَقْتَل الحُسَين” – “سُلَيْم بْن قَيْس”]: لَا تَخْتَلِفُ أكذُوبَة هَارُونَ وَكِلَابِهِ وَالقَبْرِ وَإظْهَارهِ عَنْ غَيْرِهَا مِن أكَاذِيبَ فِي اخْتِلَاقِ كُتُبٍ تُنْسَبُ لِأشْخَاصٍ لَا عَلَاقَة لَهُم بِهَا وَبَعْدَ الاطِّلَاع عَلَى بَعْضِ أسَالِيبِ التَّدْلِيسِ المُتَعَلِّقَةِ بِالبَحْثِ نَفْهَمُ حَقِيقَةَ الوَهْنِ وَالدَّسَّ وَالتَّدْلِيسِ فِي العَقَائِدِ المَأخُوذَةِ مِن الكُتُبِ المَوضُوعَةِ المَكْذُوبَة، كَكِتَابِ “الاخْتِصَاص” وَ “مَقْتَل الحُسَين”وَ”سُلَيْم بْن قَيْس” وَغَيْرِهَا، الّتِي يُقَادُ بِهَا النّاسُ نَحْوَ الضَّلَالَة وَالهَلَاك!! وَسَنُشِيرُ إلَى بَعْضِ أسَالِيبِ الدَّسِّ وَالتَّدْلِيسِ، فِي هَذِهِ النّقْطَة وَمَا بَعْدَها:
– قَالَ المُفِيدُ… قَالَ ابنُ عَائِشَة: {حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم [حَازِم]}
أ- بِكُلِّ سُهُولَةٍ سَتَجِدُ فِي كُتُبِ الرِّجَالِ وَالتَّارِيخِ أنَّ [عَبْدَ اللهِ بْنَ حَازِم(خَازم)] كَانَ قَائِدًا وَوَالِيًا عَلَى خُرَاسَان، وَقَد تَمَرَّدَ عَلَى الأمَوِيِّينَ، وَبَايَعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيرِ، وَتَوُفِّيَ سَنَة(۷۱هـ) فِي خِلَافَةِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَان، وَدُفِنَ بِخُرَاسَان بِنیسَابُور[أنظر: تاریخ الطبري٤، البداية والنهاية۸لابن کثیر، تاریخ ابن خلدون۲(مقتل ابن حازم بخراسان)، الاستیعاب لابن عبرالبر]
بـ – أي: إنَّ هَذَا(عَبْدَ اللهِ بْنَ حَازِم) المُتَوَفِّى سَنَة(۷۱هـ) قد تُوُفِّيَ قَبْلَ تَوَلّدِ هَارُون الرَّشِید سَنَة(۱٤٥هـ أو ۱٤۹هـ) وَقَبْلَ مِئَةِ عَامٍ مِن تَوَلِّي هَارُونَ الخِلَافَة سَنَة(۱۷۰هـ)، فَيَسْتَحِيلُ أنْ يَرْوِيَ عَن الرَّشِيد؟!
جـ – عَلَى فَرْضِ وُجُودِ ابْنِ عَائِشَة، وَفَرْضِ صَحَّةِ صُدُورِالرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَإنّهُ عِنْدَمَا تَحَدَّثَ عَن [يَاسِر] فَقَد عَرَّفَه بِـ[رَحّال الرَّشِيد]، قَالَ{فَرَأَيْتُ بِهَا “يَاسِرًا” رَحّال الرَّشِيد..فَجَرَى الحَدِيثُ إلَى أنْ قَالَ(يَاسِر): قَالَ لِي الرَّشِيدُ..} وَهَذَا وَاضِحٌ وَضَرُوړِيّ لِأنَّ المُعتَاد أنَّكَ لَا تَجِدَ اسَْم [يَاسِر] فِي كُتُبِ الرِّجَال، لَا مُسْتَقِلًّا وَلَا بَيْنَ أسْمَاءِ أسَاتِذَة ابْنِ عَائِشَة وَمِمَّن رَوَى عَنْهُم!!
د – لَكِنّ ابْنَ عَائِشَة لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِنْدَمَا ذَكَرَ [عَبْدَ اللهِ بْنَ خَازِم]، قَالَ{حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم [حَازِم]، قَالَ(ابْنُ خَازِم): خَرَجْنَا يَوْمًا مَعَ الرَّشِيد..}، خَاصَّةً أنَّهُ اسْتَخْدَم لَفْظَ {حَدَّثَنِي}، وَهَذَا ظَاهِرٌ أوْ رَاجِحٌ فِي كَوْنِه مِن الرِّوَاة وَلَيْسَ مِن عُمُومِ النّاس أوْ العَامِلِينَ فِي البِلَاط العَبَّاسِيّ!!
هـ – الظاهرُ أنَّ المُدَلِّسَ الأوَّلَ لَم يَضْبطْ عَمَلَهُ، وَمِن هُنَا يَأتِي دَوْرُ المُدَلِّسَة اللّاحِقِينَ لِلْبَحْثِ عَنْ شَخْصِيَّةٍ وَاقِعِيَّةٍ مُحْتَمَلَةٍ لِتَطْبِيقِ الاِسْمِ عَلَيْهَا!!
و – هُنضا يَحْتَاجُ المُدَلِّسُ المَاكِرُ إلَى أنْ يَصْرِفَ النَّظَرَ عَن “ابْنِ خَازِم” السَّابِق المُتَوَفِّي سَنَة(۷۱هـ)، إضَافَةً لِجَعْلِ الاسْمِ يَدُلُّ عَلَى شَخْصِيَّةٍ وَاقِعِيَّةٍ وَلَو لَمْ تَكُنْ مُوَثَّقَةً، فَتَكُونُ الرِّوَايَةُ عَن شخصٍ غيْرِ مَوثوقٍ بَدَلًا مِن أنْ تَكونَ رِوَايَةً عَنْ مَجْهُولٍ أوْ عَن الجِنِّيَّة سَحِيقَة الشِّيرَازِيَّة الأخْبَارِيَّة!!
ز – تمت إضَافَةُ اسْمِ [خُزَيْمَة] إلَى إحْدَى النّسَخ، وَثُبِّتَ فِي السَّنَدِ [عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم بْنِ خُزَيْمَة]!! وَنَسَبُوا ذَلِكَ إلَى ابْنِ طَاوُوس فِي فَرْحَة الغَرِيّ: {قَالَ(ابْنُ عَائِشَة): حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم بْنِ خُزَيْمَة، قَالَ: خَرَجْنَا مَع الرَّشِید}[فَرْحَة الغَرِيّ لابْنِ طَاوُوس]،
ذِهَابُهُم إلَى “فَرْحَة الغَري” يَكشِفُ أنَّ اسْمَ [خُزَيمَة] لَمْ يُذْكَزْ فِي أيِّ مَخْطُوطَةٍ لكتاب “الإرشَاد”، فَاضْطَرّوا لِلتَدْلِيس فِي “فَرْحَةِ الغَرِيّ” ثُمَّ اسْتِخْدَامِه فِي الإرْشَاد!!
ح – مِن هُنَا نَضْطَرُّ لِلدِّخُولِ فِي بَعْضِ الكَلَام مَعَ “فَرْحَة الغَرِيّ” وَابْنِ طَاوُوس، وَمِنَ اللهِ التَّسْدِيد
٣- [قَدِيم..قَدِيمَة…هَوَاء فِي شَبَك…لَا يُثْبِت السَّنَد]: مِن أيْن جَاءَ ابْنُ طَاوُوس بِتِلْكَ الرِّوَايَةِ، المُتَضَمِّنَةِ لـ[خُزَيمَة]، لِإثْبَاِت رِوَايَةِ هَارُون وَكِلَابِهِ وَصُقُورِه؟! كُلُّ شَيْءٍ جَاهِزٌ وَتَحْتَ الطّلَب:
أ- فِي عِبَارَةٍ مُضْطَرِبَة مُتَخَبّطَة فِي “فَرحَةِ الغَرِيّ”، تَحَدَّثَ ابْنُ طَاوُوس عَن صَفِيّ الدِّين، {فِي رِوَايَةٍ رَوَاهَا فِي بَعْضِ الكُتُبِ الحَدِيثِيَّة القَدِيمَة}!! لَكِنْ، هَلْ كَلَامُ ابْنِ طَاوُوس مِنَ الوَهْمِ وَالخَيَال؟! هَلْ دَسَّ صَفِيُّ الدِّين الرِّوَايَة فِي كِتَابٍ قَدِيمٍ لِلْأحَادِيث!! أوْ أنَّه نَقَلَ الرِّوَايَةَ عَنْ كِتَابٍ قَدِيم؟!
بـ – تَنْبِيه: عَادَةً مَا تَتَكَرَّر عَلَيْكُم عِبَارَاتٌ مِثْلَ: [نُسْخَة قَدِيمَة]-[مَخْطُوطَة قَدِيمَة]-[كِتَاب قَدِيم]-[أوْرَاق قَدِيمة] وَنَحْوِهَا، وَهِي هَوَاءٌ فِي شَبَكٍ لَا تُثْبِثُ شَيْئًا!! هَذَا هُوَ تُرَاثُكُم وَأسَاسُ طُقُوسِ الشَّعْوَذَةِ وَالخُرَافَةِ عِنْدَكُم!! وَمِن ذَلِكَ نِسْبَة كِتَاب “مَقْتل الحُسَين” لِأبِي مَخْنَف!! وَنِسْبَة كِتَاب “الاخْتِصَاص” للمُفِيد!! وَنِسْبَة كتاب “سُلَيْم بْن قَيْس” لِسُلَیْم!!
جـ – أضافوا [خُزَيمة]، لماذا؟! لصرف الأذهان نحو [خَازِم بْن خُزَيْمَة]، وهُوَ القَائِدُ الكَبِير مَعتَمَدُ السَّلاطِينَ العَبَّاسِيّينَ وَمَوْضِعُ ثِقَتِهِم وَالَّذِي يَقْتَرِبُ دَوْرُهُ أو يُوَازي دَوْرَ أبِي مُسْلِم الخَرَاسَانِي فِي تَأسِيس الدَّوْلَة العَبَّاسِيَّة وَتَثْبِيتِ أرْكَانِهَا، وَصَارَ وَالِيًا عَلَى خُرَاسَان وَمَاتَ فِي بَغْدَاد فِي عَصْرِ المَنْصُور العَبَّاسِيّ(ت: ۱٥۸هـ) ، قَالَ ابْنُ قُتَيْبَة فِي “المَعَارِف”: {خَازِم بْن خُزَيْمَة: يُكَنّى أبَا خُزَيْمَة..وَوَلِيَ خُرَاسَان..وَوَلِيَ عُمَان..وَمَاتَ بِبَغْدَاد}، وَقَد تُوُفِّيَ خَازِم قَبْلَ سَنَةِ(۱٥۸هـ) أي قَبْلَ أكْثَرَ مِن عَشْرِ سِنِين مِن تَوَلِّي الرَّشِيد الخِلَافَة سَنَة ( ۱۷۰هـ)، فَلَا يُمْكِنُ أنْ يَرْوِيَ عَن الرَّشِید؟!
د – قَالَ ابْنُ قُتَيْبَة فِي “المَعَارِف”: {خَازِم بْن خُزَيْمَة(النّهشَلي)…لَهُ وَلَدَانِ(خُزَيمَة بْن خَازِم) وَ (إبْرَاهِيم بْن خَازِم)}، أمَّا خُزَيْمَة بْنُ خَازِم فَقَد أخَذَ دَوْرَ أبِيهِ وَمَنْصِبَه فِي سُلْطَة العَبَّاسِيِّينَ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَة(۲۰۰هـ)، وَيَتَبَيَّنُ أيْضًا أنّهُ لَا يُوجَدُ لِـ[خَازِم] وَلَدٌ اسْمُهُ [عَبْدُ الله]!! فَمِنْ أيْنَ جِئْتُم بـ[عَبْدِ اللهِ بْنِ خَازِم بْنِ خُزَيمَة]؟! وَهَل يُوجَد اشْتِبَاهٌ وَخَلْطٌ فِي الأسْمَاء؟!
هـ – نَقَلَتْ لَجْنَةُ التَّحْقِيقِ عَن تَارِيخِ الطّبَرِيّ أنّ [عَبْدَ اللهِ بْنَ خَازِم] مِنَ القَادَة العَبَّاسِيِّين وَتَحْتَ سُلْطَتِهِم، وَعَلَى فَرْضِ كَوْنِ [عَبْدِ اللهِ بْنِ خَازِم] شَخْصشيَّةً حَقِيقِيَّةً، بِاسْمِ [عَبْدِ الله] أوْ بِاسْمِ آخَر، فَإنّهُ مِن أعْوَان العَبَّاسِيِّينَ وَلَا تَثْبثُ وَثَاقَتُه بَل يَثْبتُ عَدَمُها!! فَكَيْفَ نُصَدّقُ بِرِوَايَتِهِ عَن هَارُونَ وَكِلَابِه وَصُقُورِهِ فِي تَحْدِيدِ مَوْضِعِ القَبْرِ، وَنُكَذِّبُ بِعَشَرَاتِ الرِّوَايَاتِ المُخَالِفَة؟ وَكَيْف نَتْرُكُ وَنُخَالِفُ وَصِيَّة أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) اليَقِينِيَّة فِي إخْفَاءِ وَإعْفَاءِ القَبْر؟!
و – العَجَبُ العُجَابُ مِنْ مُخَالَفَتِهِم وَصِيّة أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام)، وَتَكْذِيبِهِم لِرِوَايَاتِ الأئِمَّة(عليهم السّلام)، لِمُجَرَّدِ قصّةٍ مزعومةٍ منسوبةٍ لِهَارُونَ وَكِلَابِهِ وَصُقُورِهِ فِي إيجَادِ القَبْرِ وَإظهَارِه!!
المُهَنْدِس: الصّرخي الحسني
لمتابعة الحساب على:
الإنستغرام: instagram.com/alsarkhyalhasan