الحلول العسكرية لا تكفي
الحلول العسكرية لا تكفي

الحلول العسكريّة و الاستخباراتيّة.. والتحشيدات الطائفيّة لا تكفي لمعالجة الفكرالتكفيريّ

أكّد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني خلال المحاضرة التاسعة والعشرون من بحثه (وقفات مع… توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) والتي القاها يوم الثلاثاء 29 جمادي الاخرة الموافق 28- 3- 2017، ضرورة مواجهة التطرف والتكفير فكريا والقضاء على اساسه ومنابعه والا فإن الإرهاب التيمي الداعشي التكفيري سيستمر ويواصل تأثيره في الفتن واباحة الدماء والاموال والاعراض فالحلول العسكرية والإستخباراتية لا تأتي بالحلول الجذرية وإنما تبقى حلول ترقيعية لا تعالج أصل المشكلة وأساسها التكفيري.
وأعطى السيد الصرخي مثالاً ومصداقاً اخر من أئمة التيمية المارقة وما يتصف به من نفاق وجاسوسية ومن وعاظ السلاطين وممن يكثر الوقيعة في الناس على حد وصف ابن الاثير في الكامل ويقصد بذلك ابن الجوزي الحنبلي والذي يعد من ائمة التيمية المارقة فجاء في: الكامل (ابن الأثير) 10/(181):

الْوَفَيَاتُ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، تُوُفِّيَ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلِيُّ بْنُ الْجَوْزِيِّ الْحَنْبَلِيُّ الْوَاعِظُ بِبَغْدَادَ، وَتَصَانِيفُهُ مَشْهُورَةٌ، وَكَانَ كَثِيرَ الْوَقِيعَةِ فِي النَّاسِ لَا سِيَّمَا فِي الْعُلَمَاءِ الْمُخَالِفِينَ لِمَذْهَبِهِ وَالْمُوَافِقِينَ لَهُ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِمِائَةٍ.

وقال المرجع الصرخي لافتاً:

هذا من أئمّة التيميّة من أئمّة المارقة، ما هي صفات هذا الحنبلي ابن الجوزي؟ لست أنا من يُقيّم وإنّما ابن الأثير هو من يُقيّم وقد عاش معه وفي زمنه، يقول عنه: وَكَانَ كَثِيرَ الْوَقِيعَةِ فِي النَّاسِ. أي كان منافقًا، جاسوسًا، من وعّاظ السلاطين، حسودًا حاقدًا، فساعدكم الله أيّها الشيعة، أيّها الإماميّة، أيّها الصوفيّة، أيّها الأشاعرة، أيّها المعتزلة، أيّها الجهميّة، لاحظوا كيف يتسلّق ويصل إلى السلاطين وينافق على العلماء..
فهذه هي صفات التيميّة وأئمّتهم فليس عندهم إلّا النفاق، يسلكون كلّ الطرق الشيطانيّة للوصول من أجل النفاق والإيقاع بالناس.

وأكد السيد الصرخي ان لا نهاية للتكفير الا بالقضاء على منابعه وجذوره:

..تكفير مطلق، فلا توجد نهاية لهذا التكفير وللمآسي التي يمر بها المجتمع المسلم وغيره إلّا بالقضاء على هذا الفكر التكفيريّ، وما يوجد من حلول – إن سُمّيت حلولًا- فهي عبارة عن ذر الرماد في العيون، وعبارة عن ترقيعات فارغة، ولا جدوى منها إذا لم يُعالج أصل وفكر ومنبع وأساس التكفير، أمّا الحلول العسكريّة والإجراءات الاستخباراتيّة والمواقف الأمنيّة والتحشيدات الطائفيّة والوطنيّة والقطريّة والقوميّة والمذهبيّة والدينيّة فهذه لا تأتي بثمرة إذا لم يُعالج الفكرالتكفيريّ ومنبعه.

وواصل بيان ما يتصف به ابن الجوزي وأئمة التيمية:

لاحظ ما هو شغل ابن الجوزي؟ شغله أن يصل الى منصب ينافق فيه على باقي العلماء فيصفيهم، فهذا هو عمل أئمّة التيمية لاحظ ماذا يقول ابن الكثير: وَكَانَ كَثِيرَ الْوَقِيعَةِ فِي النَّاسِ – هذا ابن الجوزي، وهو من أئمّة الدواعش المارقة التيميّة، من أئمّة التوحيد الأسطوري- لَا سِيَّمَا فِي الْعُلَمَاءِ الْمُخَالِفِينَ لِمَذْهَبِهِ وَالْمُوَافِقِينَ لَهُ. ولا نعلم هل يقصد ابن الأثير أنّ ابن الجوزي كان ينافق على العلماء ممن يخالفه بالمذهب وممن يوافقه بالمذهب؟ أو أنّه ينافق على مَن يخالفه بالمذهب مِن العلماء ومَن وافق هؤلاء في مذهبهم؟
بمعنى أنّه كان تكفيريًّا قاتلًا لم يسلم من تكفيره حتّى الموافقين لمذهبه فكيف باقي الناس،وإذا لم يسلم أتباع المخالفين له والموافقين للمخالفين فكيف بنفس العلماء المخالفين له، وهؤلاء من طائفته من السنّة فكيف بالشيعة الإماميّة وبالإسماعيليّة والفاطميّة والزيديّة وغيرهم؟!! إنّه منهج تيميّ طُبعت قلوبُهم وقُفلت عقولهم عليه، فأين المفرّ يا أمّة الإسلام؟!

قال ابن الأثير:

ـ اشْتَدَّ الْغَلَاءُ بِالْبِلَادِ الْمِصْرِيَّةِ لِعَدَمِ زِيَادَةِ النِّيلِ، وَتَعَذَّرَتِ الْأَقْوَاتُ حَتَّى أَكَلَ النَّاسُ الْمَيْتَةَ، وَأَكَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ لَحِقَهُمْ عَلَيْهِ وَبَاءٌ وَمَوْتٌ كَثِيرٌ أَفْنَى النَّاسَ.
ـ وَفِي شَعْبَانَ مِنْهَا تَزَلْزَلَتِ الْأَرْضُ بِالْمَوْصِلِ، وَدِيَارِ الْجَزِيرَةِ كُلِّهَا، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ وَغَيْرِهَا، فَأَثَّرَتْ فِي الشَّامِ آثَارًا قَبِيحَةً، وَخَرَّبَتْ كَثِيرًا مِنَ الدُّورِ بِدِمَشْقَ، وَحِمْصَ، وَحَمَاةَ، وَانْخَسَفَتْ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى بُصْرَى، وَأَثَّرَتْ فِي السَّاحِلِ الشَّامِيِّ أَثَرًا كَثِيرًا، فَاسْتَوْلَى الْخَرَابُ عَلَى طَرَابُلُسَ، وَصُورَ، وَعَكَّا، وَنَابُلُسَ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْقِلَاعِ، وَكَانَتْ بِالْعِرَاقِ يَسِيرَةً لَمْ تَهْدِمْ دُورًا.
ثانيا: [الْوَفَيَاتُ]: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، تُوُفِّيَ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلِيُّ بْنُ الْجَوْزِيِّ الْحَنْبَلِيُّ الْوَاعِظُ بِبَغْدَادَ، وَتَصَانِيفُهُ مَشْهُورَةٌ، وَكَانَ كَثِيرَ الْوَقِيعَةِ فِي النَّاسِ لَا سِيَّمَا فِي الْعُلَمَاءِ الْمُخَالِفِينَ لِمَذْهَبِهِ وَالْمُوَافِقِينَ لَهُ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِمِائَةٍ.

المحاضرة:



تحميل.