أئمة التيمية قسموا البلاد الإسلامية
أئمة التيمية قسموا البلاد الإسلامية

أئمة التيمية قسموا البلاد الإسلامية!

كشف المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ان أئمة الدواعش التيمية التكفيريين يستميتون في سبيل السلطة ويعادي بعضهم البعض ويقتل بعضهم البعض في سبيل الوصول الى الحكم والسلطة! وقد استدل المحقق الصرخي بما ذكره ابن الاثير في “الكامل، الجزء 10”, وقد أشار المرجع الصرخي الى أنّ ((البلاد انقسمت أكثر فأكثر، كان سلطان واحد لصلاح الدين، كان سلطان السلاطين وملك الملوك وخليفة الخلفاء وإمام الأئمة، لكن بعد وفاته صار كل منهم يريد أن يصير سلطانًا!!)

و استعرض سماحته سيرة “الملك العادل أبو بكر بن أيوب” (الأيّوبي):

نطلع هنا على بعض ما يتعلق بالملك العادل وهو أخو القائد صلاح الدين، وهو الذي أهداه الرازي كتابه أساس التقديس، وقد امتدحه ابن تيمية أيضًا، فلنتابع الموارد التالية لنعرف أكثر ونزداد يقينًا في معرفة حقيقة المقياس والميزان المعتمد في تقييم الحوادث والمواقف والرجال والأشخاص، فبعد الانتهاء من الكلام عن صلاح الدين وعمّه شيركوه، ندخل في الحديث عن الملك العادل:
[ذِكْرُ حَالِ أَهْلِهِ (صلاح الدين) وَأَوْلَادِهِ بَعْدَهُ]:
لَمَّا مَاتَ صَلَاحُ الدِّينِ بِدِمَشْقَ كَانَ مَعَهُ بِهَا وَلَدُهُ الْأَكْبَرُ الْأَفْضَلُ نُورُ الدِّينِ عَلِيٌّ، وَكَانَ قَدْ حَلَفَ لَهُ الْعَسَاكِرُ جَمِيعُهَا، غَيْرَ مَرَّةٍ فِي حَيَاتِهِ،


– فَلَمَّا مَاتَ مَلَكَ دِمَشْقَ، وَالسَّاحِلَ، وَالْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ وَبَعْلَبَكَ، ((لاحظ إذا كان أقرب المقربين لصلاح الدين وليس له طاعة له، فكيف تطيع الناس صلاح الدين؟!!)) وَصَرْخَدَ، وَبُصْرَى وَبَانْيَاسَ. وَهُونِينَ وَتِبْنِينَ. وَجَمِيعَ الْأَعْمَالِ إِلَى الدَّارُومِ.
ـ وَكَانَ وَلَدُهُ الْمَلِكُ الْعَزِيزُ عُثْمَانُ بِمِصْرَ، فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَاسْتَقَرَّ مُلْكُهُ بِهَا.
ـ وَكَانَ وَلَدُهُ الظَّاهِرُ غَازِي بِحَلَبَ فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَعَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهَا مِثْلَ: حَارِمٍ، وَتَلِّ بَاشَرْ، وَإِعْزَازَ وَبَرْزَيَةَ، وَدَرْبِ سَاكْ، وَمَنْبَجَ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
ـ وَكَانَ بِحَمَاةَ مَحْمُودُ بْنُ تَقِيِّ الدِّينِ عُمَرَ فَأَطَاعَهُ وَصَارَ مَعَهُ ((أي صار مع الظاهر غازي)).
ـ وَكَانَ بِحِمْصَ شِيرِكُوهُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرِكُوهُ، فَأَطَاعَ الْمَلِكَ الْأَفْضَلَ
وعلق المرجع الصرخي قائلا: ((لاحظ انقسمت البلاد أكثر فأكثر، كان سلطان واحد لصلاح الدين، كان سلطان السلاطين وملك الملوك وخليفة الخلفاء وإمام الأئمة، لكن بعد وفاته صار كل منهم يريد أن يصير سلطانًا)).
ـ وَكَانَ الْمَلِكُ الْعَادِلُ بِالْكَرَكِ قَدْ سَارَ إِلَيْهِ (الى الكرك)، كَمَا ذَكَرْنَا فَامْتَنَعَ فِيهِ (في الكرك) وَلَمْ يَحْضُرْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَوْلَادِ أَخِيهِ،
وعلق المحقق الصرخي مشيرا الى الصراع والتقاتل من اجل السلطة: ((كما يقال: أخذ له زعلة، أي زعل على أولاد أخيه، هذا العم لم يذهب لأي أحد من أولاد أخيه، لا لمصر وفيها العزيز ولا لدمشق وفيها الأفضل، ولا لحلب وفيها الظاهر))
ـ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ الْأَفْضَلُ يَسْتَدْعِيهِ ((لاحظ التنافسات والتآمرات، لاحظ الخدع والمكر والاحتيال والنصب والصراع الغريب العجيب)) لِيَحْضُرَ عِنْدَهُ فَوَعَدَهُ وَلَمْ يَفْعَلْ، فَأَعَادَ مُرَاسَلَتَهُ وَخَوَّفَهُ مِنَ الْمَلِكِ الْعَزِيزِ صَاحِبِ مِصْرَ، وَمِنْ أَتَابِكْ عِزِّ الدِّينِ (زَنكي) صَاحِبِ الْمَوْصِلِ، فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ سَارَ عَنْهَا إِلَى بِلَادِ الْعَادِلِ الْجَزَرِيَّةِ عَلَى مَا نَذْكُرُهُ.
ـ وَيَقُولُ (الأفضل) لَهُ (للعادل): إِنْ حَضَرْتَ جَهَّزْتُ الْعَسَاكِرَ وَسِرْتُ إِلَى بِلَادِكَ فَحَفِظْتُهَا، وَإِنْ أَقَمْتَ قَصَدَكَ أَخِي الْمَلِكُ الْعَزِيزُ لِمَا بَيْنَكُمَا مِنَ الْعَدَاوَةِ، وَإِذَا مَلَكَ عِزُّ الدِّينِ بِلَادَكَ فَلَيْسَ لَهُ دُونَ الشَّامِ مَانِعٌ.
وَقَالَ (الأفضل) لِرَسُولِهِ: إِنْ حَضَرَ (العادل) مَعَكَ وَإِلَّا فَقُلْ لَهُ قَدْ أَمَرَنِي: إِنْ سِرْتَ إِلَيْهِ بِدِمَشْقَ عُدْتُ مَعَكَ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ أَسِيرُ إِلَى الْمَلِكِ الْعَزِيزِ أُحَالِفُهُ عَلَى مَا يَخْتَارُ، ((لاحظ ترهيب وترغيب))
[[أقول: العزيز أخو الأفضل وابن أخ العادل، فالعادل عم الأفضل والعزيز، فما هذا الصراع المستميت على السلطة؟!]] ـ فَلَمَّا حَضَرَ الرَّسُولُ عِنْدَهُ (العادل) وَعَدَهُ بِالْمَجِيءِ، فَلَمَّا رَأَى (الرسول) أَنْ لَيْسَ مَعَهُ (العادل) مِنْهُ غَيْرُ الْوَعْدِ، أَبْلَغَهُ مَا قِيلَ لَهُ فِي مَعْنَى مُوَافَقَةِ الْعَزِيزِ (أي يَسِيرُ الرسول إِلَى الْمَلِكِ الْعَزِيزِ يحَالِفُهُ عَلَى مَا يَخْتَارُ، [[أي يُشير للعادل أن العزيز سيختار غَزْوَ الكَرَك للعداوة بينه وبين عمه العادل المتواجد في الكَرك]] ـ فَحِينَئِذٍ سَارَ (العادل) إِلَى دِمَشْقَ، وَجَهَّزَ الْأَفْضَلُ مَعَهُ عَسْكَرًا مِنْ عِنْدِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبِ حِمْصَ، وَصَاحِبِ حَمَاةَ، وَإِلَى أَخِيهِ الْمَلِكِ الظَّاهِرِ بِحَلَبَ، يَحُثُّهُمْ عَلَى إِنْفَاذِ الْعَسَاكِرِ مَعَ الْعَادِلِ إِلَى الْبِلَادِ الْجَزَرِيَّةِ لِيَمْنَعَهَا مِنْ صَاحِبِ الْمَوْصِلِ (الزنكي)، وَيُخَوِّفَهُمْ إِنْ هُمْ لَمْ يَفْعَلُوا. ((سيدخل عليكم الزنكي وسيحتل الأراضي وغيرها من أساليب التخويف))
ـ وَمِمَّا قَالَ لِأَخِيهِ الظَّاهِرِ: قَدْ عَرَفْتَ صُحْبَةَ أَهْلِ الشَّامِ لِبَيْتِ أَتَابِكْ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ مَلَكَ عِزُّ الدِّينِ (زنكي) حَرَّانَ لِيَقُومَنَّ أَهْلُ حَلَبَ عَلَيْكَ وَلَتَخْرُجَنَّ مِنْهَا وَأَنْتَ لَا تَعْقِلُ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ بِي أَهْلُ دِمَشْقَ، فَاتَّفَقَتْ كَلِمَتُهُمْ عَلَى تَسْيِيرِ الْعَسَاكِرِ مَعَهُ، فَجَهَّزُوا عَسَاكِرَهُمْ وَسَيَّرُوهَا إِلَى الْعَادِلِ}} …

جاء ذلك خلال المحاضرة الثامنة والعشرون من بحثه (وقفات مع … توحيد ابن تيمية الجسمي الاسطوري) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي والتي القاها يوم الجمعة 25 جمادي الاخرة 1438 هــ الموافق 24 -3-2017مـ، و التي يمكنكم الاستماع اليها و تحميلها من الروابط التالية:

تحميل.