هل سيصمد الدليل الافتراضي للسيد السيستاني بين ابن شَكْلَة والمختار أو سيتنازل عنه؟ يوم الخميس 3 جمادى الاخرة 1435 هـ (3/ 4 / 2014). بحث (محاضرات في العقائد والتأريخ الإسلامي)، ضمن سلسلة محاضرات (تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي).
– (صادقون … كذّاب يكذب علينا) – ’السفلة والمرتزقة‘ المأجورون يُمضون عمل المغالين ويزرعون الطائفية بين المسلمين
– النهج الرسالي للتصدي للفتن والضلالات
– الكذب بما يُسقط صدق أهل البيت (عليهم السلام) ويشوّه صورتهم
– هل السب الفاحش يُثبت تمامية المذهب وأحقّيّته على المذاهب الأخرى؟
– صاحب السب الفاحش ليس من أهل العراق ولهجته العربية مكسَّرة
– المليشيات شوهت صورة الإمام المهدي (عليه السلام) بالقتل والتهجير الطائفي
– نتبرّأ من الأفعال القبيحة للمليشيات
– إذا كان سَبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) واجبًا لحفظ النفس أليس السكوت عن سبّ الآخرين أولى لحفظ الدماء؟
المأجورون يُمضون عمل المغالين ويزرعون الطائفية بين المسلمين
المركز الاعلامي / كربلاء المقدسة
ألقى المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) محاضرته الحادية عشر ضمن سلسلة محاضرات ’تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي‘، (وهي المحاضرة الثانية التي يتناول فيها الغلوّ والمغالين)، عصر يوم الخميس الموافق 3 جمادى الآخرة 1435 هـ، 3/ نيسان / 2014. وافتتح محاضرته برواية عن الإمام الكاظم (عليه السلام) عن انحراف أئمة الضلالة وإقبالهم على الدنيا كما يلهث الكلب، في رجال الكشي ومعجم رجال الحديث ج15: [عن حمدويه عن عيسى قلت لأبي الحسن وهو غلام : جُعلت فداك وما هذا الذي نسمع من أبيك انه أمرنا بولاية أبي الخطاب ثم أمرنا بالبراءة منه، فقال ابو الحسن من تلقاء نفسه: إنّ الله خلق الانبياء على النبوة فلا يكونون إلا أنبياء وخلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلا مؤمنين واستودع قوما إيمانا فإن شاء أتمّه لهم وإن شاء سلبه إياه وان ابا الخطاب قد كان ممّن أعاره الله الإيمان فلما كذب على أبي سلبه الايمان .. ].
وبيّن سماحته (دام ظله) ثلاث اصناف من الناس الذين خلقهم الله تعالى على ضوء الرواية فصنف الأئمة الذين لا بِداء فيهم ولا تغيير، والصنف الثاني المؤمنين الذين لا يُسلب منهم هذا العنوان، والصنف الثالث استودع فيهم الايمان وهذا يعتمد على استجابة العبد للدنيا والهوى والشيطان فإن شاء ثبّته وان شاء سلبه، مشيرا الى ان ابا الخطاب هو من الصنف الثالث الذي سلب منه الايمان بعد ان كان أحد ثقاة الإمام الصادق (عليه السلام).
(صادقون … كذّاب يكذب علينا)
واكمل سماحته (دام ظله) في عنوان (صادقون … كذاب يكذب علينا) الذي طرحه في محاضرته الماضية – العاشرة – ضمن هذه السلسلة، واشار فيه الى انه لا بد من التلازم في الوجود بين المعصوم الصادق وبين الكذاب والانتهازي والغالي والشيطان، واستنتج (دام ظله) ان كل كاذب على امام يذيقه الله حر الحديد مثل (بَنان) مع الإمام السجاد (عليه السلام) و (المغيرة) مع الإمام الباقر (عليه السلام) و (أبي الخطاب) مع الإمام الصادق (عليه السلام) و (ابن البشير) مع الإمام الكاظم (عليه السلام) و (ابن فرات) مع الإمام الرضا (عليه السلام).
وفي ذات السياق أكّد (دام ظله) ان الرواية التي ذكرها قد دلت على ان محمد بن الفرات مع الإمام الرضا سيذوق حر الحديد من خلال سياقها، مثبتا ذلك بالاستقراء المنطقي لكل الكذابين مع الأئمة (عليهم السلام) ومن خلال الاحتماليات في الشريحة الاختبارية، فمثلا مع الإمام السجاد (عليه السلام) تكون النسبة الاحتمالية لتحقّق الأمر 20 % وعندما تنتقل الرواية الى الإمام الباقر وتتحقق إذاقة حرّ الحديد للمغيرة تزداد النسبة الاحتمالية فتكون أكبر فصارت مثلاً 40 % وبعد ذلكمع الإمام الصادق تكون النسبة الاحتمالية 60%. ثم تنتقل الرواية الى الإمام الكاظم فتكون النسبة مثلاً 80% وبالتالي فإنّ النسبة مع الإمام الرضا تصل إلى الاطمئنان بأنّ كل من كذب على الأئمة المعصومين وجدهم الهادي الامين (عليهم صلوات الله) فإنه يذوق حَرّ الحديد.
’السفلة والمرتزقة‘ المأجورون يُمضون عمل المغالين ويزرعون الطائفية بين المسلمين
ورفض سماحته اعتبار بعض المغالين من الشيعة ومن الأئمة الاثني عشرية من قبل المنتفعين والانتهازين الذين لا يعرف كم دفعوا له واعتبرهم السيد الأستاذ الصرخي من ’السفلة والمرتزقة‘ كما تطلق عليهم الروايات.. معلقا على خطورة محمد بن الفرات -أحد اصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) المنحرفين-.
وقال السيد الأستاذ الصرخي في الرواية التي رواها يونس عن الإمام الرضا عليه السلام [قال الإمام الرضا قد فعل الله ذلك به اذاقه الله حر الحديد كما اذاق الله من قبله ممكن كذب علينا، يا يونس انما قلت ذلك لتحذر عنه اصحابي وتأمرهم بلعنه والبراءة منه فأن الله بريء منه].
وذكر سماحته أنّ محمد بن الفرات كان يدّعي أنّه (باب)، فالمرجعية الانتهازية أصلها وجذورها من (الباب) ويريد أن تأخذ بالناس الى (البابية)!
ولفت سماحته الى الألم الذي كان يمر به الإمام جراء أفعال ابن الفرات، وقال: ’هذا الألم والأسى والضيم الذي مرّ على الإمام والذي يصرّح به والذي يشكوه إلى الآخرين، لكي يحذر الآخرين ويأمر الآخرين باللعن والبراءة من هؤلاء‘، وأضاف منتقدا السفلة والمرتزقين ’يأتي مثل أولئك -أجلّكم الله- من السفلة – كما وصفتهم الروايات – والمرتزقة كما هو واضح الحال الذين يبحثون عن الفتات وعن الدينار وعن الدرهم وعن الواجهة ويختلقون روايات كي يشقوا صف المسلمين وصفوف المسلمين ويزرعوا ويبذروا الطائفية والتكفير، وكلها روايات موضوعة، يلتجأون الى السبّ الفاحش والكلام الفاحش ويعتبرونه مستحبا وفيه قربة الى الله سبحانه وتعالى!‘
وأضاف سماحته أنّ هؤلاء يَعتبرون المغالين الكفرة من الشيعة ومن الموالين: ’نفس هؤلاء المرتزقة والمنتفعين هم مَن أمضى ويُمضي عمل المغالين! المغالون في تركيا، المغالون في شمال العراق المغالون في سوريا والشام! هذا الشخص يتبجّح! لا نعرف كم دفعوا له! فيعتبرهم من الشيعة، من أصول الشيعة ومن أعمدة الشيعة ومن الموالين ومن أتباع أهل البيت ومن الأئمة الاثني عشرية!‘
النهج الرسالي للتصدي للفتن والضلالات
ولفت سماحة المرجع إلى أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) أثار قضية ابن الفرات حتى بعد مماته. وذكرَ سماحته أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) يأمر (يونس) أن يذكر ذلك الدعاء على (محمد بن الفرات) لأصحابه ويحذّرهم منه ويطلب لعنهم له حتى بعد موته، لخطورة الموقف وهول الفتنة، ولأنّ النهج المتبع في التعامل مع الأمر هو نهج رسالي لا يهادن بل يريد إطفاء الفتنة من أصلها، ولأنّ القضية خطيرة تخص الدين الإسلامي والإيمان والمذهب الحق والآخرة: ’ولخطورة الموقف وهول الفتنة ولأن النهج المتبع من قبل المعصومين هو منهج رسالي الهي وليس نهجا دنيويا شخصيا نفعيا انتهازيا‘، وعلّق قائلاً: ’هذا النهج الانتهازي يحمل الفتن ويطمطم الامور ويهرب من المواجهة لأنه جاهل لا يمتلك العلم ولا القدرة ولا الجرأة للرد على الشبهات واطفاء الفتن فتبقى الناس في حيرة وشك وريبة وغياب فكري عقائدي وتبقى الناس في بعد عن العطف والفضل والنعم والتسديد الالهي ما دامت الامة على ما هي عليه ولم ترجع الى ما تركت فيبقى أمرها إلى سفال حتى يرجعوا الى ما تركوا‘. وبيّن سماحته موقفه الشرعي والأخلاقي من الفتن والشبهات الحالية: ’ونحن علينا أنْ نسير على نهج المعصومين عليهم الصلاة والسلام للتصدي للفتن والشبهات والضلالات وزعمائها الضالين الفسقة المنحرفين فنبرئ ذمتنا أمام الله تعالى ونسأله القبول‘.
الكذب بما يُسقط صدق أهل البيت (عليهم السلام) ويشوّه صورتهم
وقال سماحته تحت عنوان (الكذب بما يسقط صدقهم ويشوه صورتهم) ان كذب الضالين يسقط صدق المعصومين بسبب كذب اولئك الكذابين وعاجزي الرأي. وذكر رواية يحكي بها ابو عمر الكشي عن يحيى بن عبد الحميد الحمامي في كتابه المؤلف في اثبات إمامة امير المؤمنين (عليه السلام) [ قلت لشريك ان اقواما يزعمون ان جعفر بن محمد ضعيف في الحديث]! منتقدا سماحته ما ينقله البعض من أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) ضعيف الحديث! بينما 4000 شخص ينقلون عن الإمام الصادق (عليه السلام) الأحاديث. لكن هناك من يكذب عليهم فيشوه صدقهم في أعين الناس فيسقط صدقهم.
وألحقَ (دام ظله) القول: ’نتيقن ان الكذب لا يقتصر على الروايات ونقلها وتدليسها واختلاقها بل يشمل قول او فعل او موقف يخلط الامور على الناس فتتشوه صورة المعصوم.. الكذب على الأئمة لا يقتصر فقط على الغلاة، فمسيلمة الكذاب ضمن من كذب على النبي المصطفى صلى الله عليه وآله‘.
هل السب الفاحش يُثبت تمامية المذهب وأحقّيّته على المذاهب الأخرى؟
وأكّد سماحته رفضه الشديد لمنهجية السب والشتم الفاحش التي يروّج لها بعض المحسوبين على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وممّن يتصدّى للمرجعية، وبحُجّة الانتصار للمذهب والدفاع عن المذهب وأحقّيته وتماميّته!! وينتهج هذا المنهج من سلك أسلوب السب والشتم الفاحش، وكأن المذهب قد خلا من أي حجة أو دليل لإثبات أرجحيته على بقية المذاهب حتى يلجأوا الى ذلك الاسلوب الفاحش!! علما أنّ الكتب مليئة بالأدلّة التي تؤكد أحقية مذهب التشيع. كما وضح سماحته الفرق بين مفهوم وتطبيقات اللعن وبين السب الفاحش:
’الآن أسألكم بالله عليكم كل واحد يسأل نفسه وأيضا من يحضر ممن هو يتبع لتلك الجهة هل خلي مذهب أهل البيت من الدليل والحجة والبرهان البالغ القاطع على أحقية المذهب وعلى تمامية المذهب ومعتقد المذهب والتشكيك بالمذاهب الاخرى أو الضعف بالمذاهب الأخرى أو البطلان في المذاهب الأخرى مقابل الأحقية التي عندنا؟ هل خلي المذهب من الأدلة التامة؟ هذه الكتب ممتلئة من الأدلة حتى تبحث عن دليل على السب الفاحش في الاخرين، لا أعرف الى أي مستوى من الضحالة عند هذا الانسان؟ لا يمتلك أي دليل حتى يبحث عن الفحش أو يسب المقابل بالفحش، لا نخلط نقول يلعن، ليس اللعن، الروايات تقول العن نحن نلعن ونتبرأ، نتحدث عن السب وعن الفحش الى أي مستوى من الضحالة عند هذا الشخص الى أي مستوى من الجهالة؟ يعني خلي من كل دليل، خلي من كل علم، من كل عقل، إذا وفقنا سنطرح لكم بحثه الخارج لكي يستدل على شرعية السب واستحباب السب الفاحش يأتي من هنا ومن هنا استحسانات وآراء وله سفسطة يضحك على من يجلس‘.
صاحب السب الفاحش ليس من أهل العراق ولهجته العربية مكسَّرة
ونبّه سماحته إلى أنّ من المصائب التي أبتلي بها أهل العراق وشعبه هو انقيادهم للمنحرفين من دُعاة السبّ الفاحش كانقياد من ارتبط بمنهج وانحراف أبي الخطاب وابن الفرات وهما من الشخصيات التي عاصرت وصاحبت بعض الأئمة (عليهم السلام) وحُسبوا على الأئمة (عليهم السلام) كالإمام الصادق والرضا (عليهما السلام). فبالرغم من تلك الصحبة إلا أن الإنحراف أخذ مأخذه منهما وصار كل منهما كذابا يكذب على الأئمة (عليهم السلام) ويروي ويحدث بمنكرات وقبائح وفواحش وينسبها للأئمة الاطهار (سلام الله عليهم). وعلى أثر ذلك صدقهم أهل العراق وانقادوا لهم ولانحرافاتهم، فكذا اليوم تجد الانقياد لمثل أولئك المنحرفين ممّن يتصدّى لعناوين (مرجعية). وألفت سماحته أيضا ان من يدعو للسب الفاحش ليس من العراق ولهجته العربية مكسَّرة إلا أن سماحته (دام ظله) يتعامل مع ما ينقل بحسب الترجمة: ’أيضا الشيء بالشيء يذكر من مصيبة العراق ومن مصيبة شعب العراق والمأساة لشعب العراق الذي أنقاد لأبي الخطاب ولابن الفرات ولغيره أيضا.. من يدعو ويدفع نحو هذه الفاحشة وهذا السب الفاحش هو أيضا ليس من أهل العراق! وليس بالعراق! ولربما لا يتحدث العربية! أو يتحدث بلغة أو بلهجة مكسَّرة! وبحثه إاّلذي ينطلق به ويحكي به هو أيضا ليس بالعربية! أنا أحكي لكم عن الترجمة، من يترجم البحث (انا لله وإنّا إليه راجعون)‘.
المليشيات شوهت صورة الإمام المهدي (عليه السلام) بالقتل والتهجير الطائفي
ورفض سماحته ما تعرّض له مقام الإمام المهدي (عليه السلام) من تشويه للصورة وارتباط اسمه بالجرائم والموبقات والقتل والتهجير الطائفي. وذكر سماحته المسميات التي ارتبطت باسم الإمام المهدي وكانت السبب الرئيس في انصراف أذهان عموم المسلمين السنة، وهم مئات الملايين، الى ربط اسم المهدي (عليه السلام) بالتهجير والتقتيل والذبح والاعتداء على المحرمات والمساجد وحرق المساجد، حيث قال سماحته ’صارت فضائيات تسبّ بالفحش المنكر والفاضح، تسبّ أئمّة أهل البيت (سلام الله عليهم) وتخصّ الإمام صاحب العصر والزمان، تخص المهدي (عليه السلام) بسبب ما ارُتُكب من جرائم رُبطت – قصورا أو تقصيرا أو تدليسا – رُبطت بالإمام (سلام الله عليه)، فصار كلّما يُذكر الإمام تُذكر الجرائم والموبقات والفواحش! كلما تُذكر القبائح يُستحضر اسم الإمام الذي ارتُكبت الجرائم باسمه‘!
وتابع سماحته: ’كما الآن عندنا، كمجتمع شيعي، لمّا تُحرَّك الطائفة والعاطفة نربط بين الذبح والقتل والقاعدة والوهابية والنواصب. هذا انصراف أوّل وانصراف أقوى. وبعده بالدرجة الثاني يأتي الانصراف الثاني إلى المليشيات، الى مَن يحمل إسم الإمام، من قتل باسم الإمام، من ارتبط فعله باسم الإمام، بسببه أو بسبب من أساء التصرف. المهم حصلت ملازمة بين الذبح والقتل والتقتيل مع القاعدة والوهابية والتكفيريين والنواصب وأيضا حصل هذا الشيء مع من تحرّك باسم الإمام (سلام الله عليه)‘.
وذكر سماحته كثرة المنتسبين إلى الإمام (عليه السلام) وارتكابهم الجرائم، فارتبط اسم الإمام (عليه السلام) بجرائمهم: ’كل من حكى باسم الإمام (سلام الله عليه) تابع للإمام ناصر للإمام ممهد للإمام جيش الإمام سرايا الإمام.. لكثرة ما حصلت من اسماء وارتبطت بالإمام (سلام الله عليه). الان لما تظهر جهة معينة ترتبط بالإمام ماذا ينقدح في الذهن؟ ماذا ينصرف ماذا يحضر في الذهن؟ الى اي معنى ينصرف الذهن؟… عندما تأتي جهة تقول مثلا نحن سرايا الإمام، الوية الإمام، فرق الإمام، فيالق الإمام، جيش الإمام، أتباع الإمام، أنصار الإمام المهدي.. الان الانصراف الاول طبعا عند عموم المسلمين السنة وهم مئات الملايين طبعا سينصرف الى القتل والتقتيل التهجير والذبح والاعتداء على المحرمات والمساجد وحرق المساجد، ونحن ماذا ينصرف عندنا؟ ايضا ينصرف عندنا هذا، خاصة مع دخول هذه الجهات في العمل السياسي فيوجد بالتأكيد الجهة المنافسة السياسية تنصرف وينصرف الذهن عندها بالتأكيد الى المليشيات والقتل والتقتيل والتشريد والطائفية وما يرجع الى هذا المعنى… لكن شوهت صورة الإمام، شوّه مقام الإمام، من هذا قال الإمام (عليه السلام): (كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا… حببونا إلى الناس)‘.
نتبرّأ من الأفعال القبيحة للمليشيات
وتبرأ سماحته من أفعال المليشيات القبيحة والشنيعة وقال إنّ ما تقوم به من الأعمال من قتل وتهجير أفعال لا يرضى بها عقلاء الشيعة وهي أفعال لا ترضي الله ورسوله وأهل البيت (عليهم السلام)، حيث قال سماحته: ’من يرفض عمل المليشيات الشيعية الذي وقع على أبناء السنة، أليس عقلاء وعقال الشيعة وكل إنسان مؤمن شيعي وكل إنسان عنده الحد الأدنى من العقل والانصاف؟ يرفض الجرائم أو لا يرفض؟ حتى من ارتكب الجريمة لا يقول أنا ارتكبت جريمة، أيضا يظهر يقول لست أنا فلان والجهة الفلانية وهذه القضية فِرية وافتراء سجل علينا. الكل ينكرون هذه. إذن هي قبيحة أم ليست بقبيحة؟ حتى من يفعل هذه القبائح يتبرأ منها، من يفعل هذه الموبقات هو نفسه يتبرأ من هذه الموبقات‘. وأضاف سماحته: ’فإذا كان نفس الشخص يتبرأ من الموبقات فما حال الباقين ممن لا يرتبط مع هذه الجهة التي ارتكبت الموبقات سواء كان شيعيا أو لم يكن شيعيا؟‘
وافترض السيد الأستاذ الصرخي أن المختار كان عمله في القتل وإراقة الدماء هو نفس عمل المليشيات فكيف أثلج الصدور وأفرح النبي والزهراء وأئمة أهل البيت (عليهم السلام)؟ وأكد سماحته أن القضية بين المختار والمليشيات مرتبطة قائلاً: ’على فرض أن الذي فعله المختار هو مثل فعل المليشيات، الآن تقبلون بعمل المختار أم لا تقبلون؟ لاحظ كيف القضية أنّ مرتبطة. لو أثبتنا لكم أن ما فعله المختار هو نفس فعل المليشيات نتبرأ أو لا نتبرأ؟ هم نفس المليشيات يتبرأون فكيف نحن لا نتبرأ؟ فبالتأكيد نتبرأ، لماذا نتبرأ؟ لأن أصل الفعل القبيح والشنيع الذي تبرأ منه صاحبه يرضي الله أم لا يرضي الله؟ لا يرضي الله! يرضي النبي؟ لا يرضي النبي! يرضي الزهراء؟ لا يرضي الزهراء! يرضي أمير المؤمنين؟ لا يرضي أمير المؤمنين! يرضي أئمة أهل البيت؟ لا يرضي أئمة أهل البيت! إذن كيف أثلج الصدور؟ كيف أفرح أئمة أهل البيت؟ على فرض أن المختار قام بعمل مليشياوي كما قامت المليشيات في هذا الزمان‘.
إذا كان سَبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) واجبًا لحفظ النفس أليس السكوت عن سبّ الآخرين أولى لحفظ الدماء؟
وبيّن سماحته السبّ المشروع الذي أساغه الشرع لحفظ الأرواح. وبيّن أنّ هناك أقسامًا من السبّ المشروع والذي يوجد فيه ترخيص من الشارع المقدس نتيجة لضرورته ومقتضياته. وقد تصل هذه الضرورة الى الوجوب فيما لو توقف انقاذ النفس ودفع الضرر عليه، فكيف يمكن تصوّر إباحة السبّ بلا مسوّغ! بل كيف يمكن تصوّر إباحة السبّ بما يُسقط أخلاق المسلم ويؤدّي به إلى التسافل! بل وكيف يمكن تصوّر إباحة الشريعة للسبّ إذا كان تعدّياً على الآخرين وفتنة لإراقة دماء المسلمين واستباحة أموالهم وأعراضهم وكرامتهم؟! وبذا يكون سماحته قد بيّن بالشريعة السمحاء بطلان رأي دعاة السبّ الفاحش بدعوى الانتصار للمذهب! مؤكداً أنهم بهذا السبّ قد تسافلوا بالمذهب وأهانوه وصغّروه في أعين الناس، مع ما تسبّبوا به من الكثير من إراقة الدماء وإزهاق الأرواح.
وأوضح سماحته أن سبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مشروع إذا كان الهدف منه انقاذ حياة الناس والحفاظ على أرواحهم على عكس السبّ الفاحش الذي يمارسه بعض أهل الفسق والفجور من المرجعيات الطائفية التي همّها شق صفّ وصَفْو المسلمين، حيث قال سماحته: ’يوجد سب مشروع، فالسب المشروع شرعا وثابت شرعا هو سبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه الصلاة والسلام). هذا هو السب الثابت شرعا لا خلاف فيه. إنّ سبّ علي بن أبي طالب مشروع مستحب بل واجب، لماذا؟ لأنّ أمير المؤمنين قال: سبّوني‘. وأضاف سماحته ’فالسبّ المشروع بنص أمير المؤمنين (سلام الله عليه) هو سبّ أمير المؤمنين (سلام الله عليه). أراد أن ينقذ الناس – إذا أمروكم بسبي فسبّوني – سبّ مشروع أم ليس بمشروع؟ إذا أمروك بسبّ أمير المؤمنين وتتعرض للقتل يجب عليك السب أم لا يجب عليك السب؟ تستطيع أن تختار هذا التوجيه من أمير المؤمنين وهذا الحكم من أمير المؤمنين فتسب أمير المؤمنين لكن لا تتبرأ من أمير المؤمنين (سبّوني لكن لا تتبرأوا مني). هذا سبّ مشروع أم ليس بمشروع؟ هذا سبّ مشروع!!‘ ومع إثبات أن سبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لغرض حفظ النفس واجب وهو سبّ مشروع، قال سماحته: ’فكيف لا يكون السكوت على الآخرين والسكوت عن سبّ الآخرين مشروعا حتى نحافظ على أرواح الناس؟ لماذا تزهق الأرواح وتسفك الدماء بسبب هذا السبّ وذاك السبّ؟‘
يذكر أن الفضائيات المأجورة ومواقع النت المسيَّسة قامت في الآونة الاخيرة بتبني السبّ الفاحش متبنية توجه مرجعيات الفسق والفجور لتفريق كلمة المسلمين وشق صفهم، وقد تصدى السيد الأستاذ الصرخي الحسني لهذا التأسيس الطائفي وفضح المتصدين له وأبطل حججهم الواهية، داعيا إياهم أن يوجهوا دعواتهم الى الحانات وأهل الخمر والطرب لتقليدهم لأنهم على شاكلتهم وترك المسلمين وشأنهم!