عن المركز الإعلامي-إعلام الحمزة الغربي
تكلم خطيب جمعة الحمزة الغربي الشيخ خالد العزاوي في خُطبتهِ اليوم الجمعة السابع من رجب 1440 هجرية الموافق 15 آذار 2019 ميلادية والتي القاها في مسجد وحسينية الفتح المبين بمحافظة بابل-الحمزة الغربي عن ذكرى وفاة الإمام الهادي (عليه السلام) حيثُ قال مرت علينا في الأسبوع الماضي أيها الإخوة الأعزاء ذكرى أليمة وحزينة على قلوب آل البيت -عليهم السلام- ألا وهي ذكرى إستشهاد عاشر الأنوار والقادة والأئمة والخلفاء المنصوص عليهم بعد رحيل النبي -صلى الله عليهِ وآلهِ- وهذا النور الذي انطفئ في ذلك اليوم يتمثل بالإمام علي الهادي -عليه السلام- وسلَّطَ الضوء على حياتهِ الطاهرة.
وتناول العزاوي ولادة وإستشهاد الإمام قائلًا:فقد ولد -صلوات الله عليه- في المدينة في النصف من شهر ذي الحجة واستشهد في سر من رأي: أي في سامراء: في الثالث من رجب. وكان عمره الشريف آنذاك إحدى وأربعون سنة وأشهر، وأشارَ الشيخ العزاوي-وفقهُ الله- الى انهُ كانت مدة إمامتهِ ثلاثًا وثلاثين سنة انفقها في التوجيه والإرشاد وتقديم المشورة والنصيحة لخصومه وأصحابه على حد سواء وهذا يبين لنا مدى سماحة ورحمة الأولياء بمجتمعاتهم ولم يبخل في توجيه وإرشاد الأمة ولم يعتزل الناس مع قساوة الضروف التي كان يعيشها من قبيل مضايقات السلطة ومراقبتها له إلا أنه سلام الله عليه كان حريصا أشد الحرص على توجيه أصحابه وحفظهم من الانحراف والوقوع في مستنقعات الجهل والرذيلة والفساد بكل أشكاله وصوره وذَكر الخطيب بعض القابهِ الشريفه:قائلًا ومن القابه -عليه السلام- الهادي،النقي،العالم،الفقيه،الأمين،الطيب، وايضاً يُكنى بأبي الحسن الثالث.
وابتدأَ العزاوي -دامَ توفيقهُ-خُطبتهِ الثانية بقولهِ تعالى:{ وأرسلنا إليهم رسلا، كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون} وذكرَ الخطيب مفصلًا: إنهُ الله -جل وعلا- حين خلق البشرية لم يتركها مجهولة المصير أو يتركها بأيدي الشياطين من الجن والإنس بل بعث الأنبياء وأرسل الرسل بالكتب والصحف السماوية التي ترسم للانسان خارطة العيش على سطح هذا الكوكب وفي نفس الوقت ترك للبشرية حر الإختيار في قبول أو رفض تلك النبوءات والصحف والكتب التي أتى بها المرسلون ولذلك نشب صراع وصراع محتدم بين من أتوا بتعاليم السماء ومن آمن بهم من جهة وبين الرافضين لهم والمستكبرين من جهة أخرى وكي نلخص ذلك الصراع فنقول هو صراع بين الحق والباطل ونلخص (الحق) في كلمة التوحيد ونلخص الباطل في كلمة (الشرك) لأن أعظم أمرين يرجع إليه الشرك هو الهوى والطاغوت، وهما دعامتا الشرك وهما محور كل فساد وشر في حياة الانسان، وأشارَ -وفقهُ الله- إن التوحيد ثقافة وقوة ونظام إجتماعي وعلاقات وكذلك الشرك ثقافة وقوة ونظام إجتماعي وعلاقات فلا محالة يتزاحمان ويتصارعان على مواقع الحياة الإجتماعية والإعلامية والسياسية والمالية والفكرية ومانراه في زماننا هذا من حدة في الصراع واحتدام مستمر ماهو إلا دليل واضح وجلي للتقاطع بين تلك القيم واضدادها ولو نضرنا على مستوى الجانب المادي نجد أن من يمثلون اضداد القيم هم الكفة الراجحة وهذا الترجيح من منضور مادي ولكن في الواقع أن أصحاب القيم هم المنتصرون دائماً مع ضعف الإمكانيات ومايعانونه من مضايقة وتهميش وتنكيل ولكنهم كالنجم المتلألأ في السماء.