خطيب جمعة الشعلة : حب الحسين وإرتكاب المحرمات وترك الواجبات نقيضان لا يجتمعان

المركز الإعلامي / إعلام الشعلة

أكد الشيخُ حيدر البغدادي (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ الجمعةِ المباركةِ في مسجدِ المتقين في بغداد الشعلة، اليوم 8 محرم 1439هـ الموافق 29/ 9/ 2017م، إنّ حب الحسين وإرتكاب المحرمات و ترك الفرائض الواجبة نقيضان لا يجتمعان لافتًا ان ثورة الحسين عليه السلام هي امتداد لرسالات السماء فلا يعقل بأن تكون على غير ذلك نعم يجب ان يكون كل شيعي على ذلك المستوى من الرقي في الاخلاق ولنفترظ الان بأن الحسين عليه السلام عاد الى الحياة واردت انت او انا ان نكون من خدامه فهل سيوافق على ذلك والجواب واضح اذا كان الفرد غير موفق في سلوكه بالتأكيد سيواجه بالرفض والطرد والابعاد من قبل الامام عليه السلام لأنه لايقبل أن يكون خادمه لايصلي الصلاة المفروضة في اوقاتها فضلاً على أن يكون تاركاً لها وهو بطيعة الحال ايضاً لايقبل بان يكون احد خدامه لايصوم في شهر رمضان كما انه لايقبل حب ومودة من كان عاقاً لوالديه .

كما وفتح الخطيب البغدادي النار على المفسدين وآكلي المال الحرام بقوله ” من المستحيل أن يجتمع حب الحسين وأخذ الرشا لأنها تعتبر سحتًا فلا يمكن ان يجتمع آكل المال الحرام والحسين عليه السلام في علاقة مودة وحب ثم انه لايقبل حب ومودة من كان قاطعاً للرحم كما أنه لايقبل حب ومودة من يخسر الميزان لأن الغش في الميزان يعتبر من المحرمات والحسين عليه السلام لايرتضي بان يكون احد خدامه مستحل للمحرمات كما انه لايقبل ان يكون احد خَدَمَهٌ آكل للربا لأن أكل الربا من الكبائر ولايمكن ان يكون احد خدام الحسين عليه السلام ممن يعمل الكبائر كما ان الحسين عليه السلام لايرضى بأن يكون أحد خدامه آكلُ لمال اليتيم لأن أكل مال اليتيم ذنب عظيم كما ان الحسين عليه السلام لايقبل ان يكون احد خدامه صاحب مولد ويذيق الناس حر جهنم في الصيف فلا يقوم باعطاء الناس حقهم من تشغيل الكهرباء والقائمة تطول” .

مستدركًا ” لكن ما اردت قوله بأن الحسين عليه السلام لايرضى بأن يكون أحد خَدَمَتِهِ مستحلُ للحرام أو تاركاً للواجب ومن قال لكم بأن الحسين يقبل بخدمتكم وطبخكم وتطبيركم وزنجيلكم ومسيركم الى كربلاء مهما فعلتم من ذنوب فهو كذاب يكذب على الحسين ويكذب عليكم واذا صادفتم في يوم من الايام اي احد يقول لكم ذلك وبالخصوص رجل تلبس بلباس الدين وتزين بالورع والتقوى او كان روزوخون فاعلموا بانه من وعاظ السلاطين وخلفه سياسي فاسد منحرف لا يريد لكم ان تكونوا حسينيون حتى لاتكونوا ثواراً بوجه فساده وافساده ومثله مثل بني امية وبني العباس يحاول ان يحرف الكلم عن مواضعه ليوهم الناس ويصرفهم عن الالتفات لحقيقة الحسين ودوافع ثورته واهدافها فيصيب شيئاً من حطام الدنيا وهذا يكون احد جنود ابليس ومن تلبيساته عليكم فلايخدعكم هؤلاءِ الشياطين ” .

كما وحمّلَ الخطيب البغدادي مشايخ السوء وعلماء الظلالة مسؤولية ما جرى ويجري من مآسي وويلات بقوله” وبسبب هؤلاء ابتلينا باشد انواع العذاب من انعدام امن وامان وخدمات وكثرة بطالة وقلة تعيينات واستقطاع ضرائب غريبة عجيبة من رواتب الموضفين المساكين وتدني العمل في وزارت التعليم ” .

كما وعدّ البغدادي داعش من افرازات السياسات المستبدة والادارة الخاطئة للبلاد قائلًا ” وكان آخر ما ابتلينا به هو داعش وداعش يعتبر من افرازات السياسات المستبدة والادارة الخاطئة للبلاد بحيث جائت تلك الشرذمة للانتقام من اهل العراق لسكوتنا عن فساد الساسة المنحرفين جاؤوا يحملون افكاراً خبيثة ظلامية فاسدة مفسدة منبعها ومصدرها ابن تيمية فهذا الخبيث يعتبر كل من يخالفه بالاعتقاد منحرف يجب قتله بل حتى من يخالفه في الفروع فيقول ابن تيمية على من يخالفه في راي يستتاب والا قتل اي كل من يخالفني القول تسالونه ان يتوب ويقبل بكل ما اقول فاذا ابى ان يقبل بقولي اقتلوه وفي الحقيقة ان ذلك المنهج والفكر الشيطاني كان يحتاج الى وقفة فكرية اكثر منها عسكرية وخير من انبرى وتصدى لذلك الفكر في عصرنا هذا هو سماحة المحقق الاستاذ الصرخي ادام الله ظله حيث القى الكثير من المحاضرات القيمة التي اثبت من خلالها بطلان وفساد قول ابن تيمية في الاصل والفرع ومن يريد الاطلاع عليه مشاهدة بحوث الدولة المارقة والتوحيد الجسمي وسيجد فيها ما لامزيد عليه من التفصيل في اثبات سخافة ووهن القول لابن تيمية ” .

كما تطرق الى الاوضاع الاخيرة فيما يخص قضية الاستقلال في كردستان ” ان المسألة برمتها عبارة عن مخطط خطير يهدف الى استمرارية حالة الفوضى والتيه الذي تعيشه والبلاد وتعميق للطائفية بل اضيف اليها بعداً اخر من ابعاد الصراع وهو البعد القومي وبما اننا مقبلون على انتخابات جديدة فيجب ان تكون هنالك ذريعة جديدة ايضاً لبقاء هؤلاء الساسة الطواغيت متسلطين ولايكون ذلك الا بخلق ازمة طائفية او قومية فيكون ابطالها نفس الساسة الفاسدين فيكون السياسي الشيعي هو حامي المقدسات والاعراض والسياسي السني هو المدافع عن المقدسات وسنة النبي ويكون السياسي الكردي هو المناضل الذي طالب بحقوق الاكراد واراد اقامة دولة لهم وهكذا سيقع الجميع في نفس الفخ وستم انتخابهم مرة اخرى ثم نعود بعد ذلك بخفي حنين نندب حظنا ونلعن قدرنا والعياذ بالله ونطلب من الله ان يمن علينا بالخلاص من هؤلاءِ الجبابرة والطواغيت وعجيب ان يلدغ المؤمن من جحر عشر مرات هذا ان بقي في البلاد مؤمن” .

ركعتا صلاة الجمعة