خطيب جمعة الديوانية / خلافة المؤمنين المستضعفين والتمكين لهم في الأرض ستتحقق ببزوغ شمس الأمل المنشود المهدي الموعود .


المركز الإعلامي / إعلام الديوانية

أكد خطيب جمعة الديوانية سماحة الشيخ عباس الزيدي ( دام عزه ) على أن أرادة ومشيئة الله سبحانه وتعالى فوق كل مستكبر وفرعون مهما أستعلى وتجبر في الأرض فلا بد من تحقق وعد الله الذي وعده للمؤمنين المستضعفين بالاستخلاف ووراثة الأرض ولا بد أن تشملهم رعايته ولطفه جلت قدرته بالتخلص من بطش الجبارة وظلم المستكبرين الذين نشروا الفساد في البلاد واستضعفوا العباد ، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوعد الإلهي والرحمة الإلهية واللطف الرباني لن يشمل من كان عنوان الاستضعاف عنده ثوباً قد أرتداه هو بنفسه وباختياره وهو من رضي بحياة الذل والاستضعاف والاستعباد لا بل وعد الله كان ولا يزال مخاطباً ومبشراً به المؤمنين العاملين المجاهدين الذين أجبرتهم سطوة المتكبرين والظالمين أن يكونوا تحت عنوان المستضعفين وهم بالرغم من الصعاب والمشاق التي يواجهونها وهم مقيدين باغلال الظلمة والجبارة إلا أنهم دائماً تراهم رافعين شعار الرفض والمطالبة بالتحرر من سطوة وقبضة الظالمين ساعين لتحقيق العدالة والحرية والانتصار للحق دون كلل وملل ، وفي معرض خطبته الثانية أضاف الزيدي قائلاً : كما أن الله وعد المؤمنين المستضعفين بالاستخلاف والتمكين في الأرض وأن السطوة والغلبة ستكون لهم على المستكبرين والفراعنة فاننا نجد في الوقت نفسه الشارع المقدس أولى أهتماماً كبيراً لمسألة المنتظر الحقيقي لهذا الوعد المنشود واليوم الموعود المرتقب فالمنتظر الحقيقي قولاً وفعلاً لدولة الحق وصاحبها المهدي من آل محمد يعد العدة ويسبب الأسباب ويكون مساهماً فعلياً بتحقق شرط الظهور المقدس لأنه أوجد من نفسه شخصاً مهتماً ويحمل شعوراً بالمسؤولية ويشعر بمعاناة العباد ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمتا اليوم التاسع عشر من شوال 1438 هـ المصادف الرابع عشر من تموز 2017 م في جامع وحسينية النور وسط المدينة ، وأكمل الزيدي حديثه بالقول : مما يؤسف له هو أن بعض الناس فهم معنى الأنتظار فهمًا خاطئًا حيث تصور هؤلاء بإن المراد بالأنتظار هو التسليم للأمر الواقع و الرضا به أياً كان هذا الواقع ضناً منهم بأنهم غير مسؤولين عن شيء أبداً ، و ليس عليهم سوى الصبر و الرضا بالواقع المُّر حتى يظهر الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) فهو المأمور برفع الظلم عن شعوب العالم و إقامة دولة الحق .
و الأسوأ من هذا هو ما فهمه البعض من أن معنى الإنتظار هو الامتناع عن أي عمل إصلاحي تربوي أو إجتماعي أو سياسي من شأنه إصلاح ما فسد من أمر الأمة ، لكن أدنى مراجعة للأحاديث الشريفة تكشف لنا أن هذا الفهم لا يتطابق مع روح الإسلام و تعاليمه البناءة ، و هو فهم خاطئ يغاير التعاليم الإسلامية و النصوص الدينية الصريحة فإذا راجعنا الأحاديث التي تتحدث عن حقيقة الانتظار ووظيفة المنتظِر ، فسوف نعرف بأن الإنتظار إنما هو مدرسة نموذجية تصنع الأبطال المتميزين ، فتلميذها المتخرج منها بدرجة امتياز هو المنتظِر و متى استطاع هذا التلميذ المنتظر من إجتياز المراحل التربوية العالية من خلال جهاد النفس و الورع و التقوى و الأخلاق الإسلامية ، عندها يكون عبداً صالحاً مطيعاً لله و رسوله ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، و مقتدياً بإمام زمانه ( عليه السَّلام ) فيصح أن يُطلق عليه لقب المنتظِر و يكون مؤهلاً لأن يكون من أعوان الإمام المهدي المنتظَر و أنصاره ( عليه السَّلام ) حال غيبته و لدى ظهوره .