خَطيبُ جُمعة الحمزة الغربي : الإمام الهادي -عليهِ السلام- كان لهُ دورًا كبيرًا في نَشرِ العِلم و الوسطيَّة

 


المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي

تحدَّثَ خَطيبُ جُمعة الحمزة الغربي الأُستاذ خالد العزاوي في خُطبتا صلاة الجُمعة المُباركة التي أُقيمت في مسجد و حسينية الفتح المبين الحمزة الغربي -محافظة بابل، اليوم الجمعة الرابع من رجب 1441 هجرية الموافق 28 شباط 2020 ميلادية، عن ولادة الإمام علي الهادي -عليهِ السلام- وبيَّنَ أَنَّهُ وِلِدَ محاطاً بالعناية الإلهية ،فأبوه هو الإمام المعصوم والمسدَّد من الله محمّد الجواد -عليهِ السلام- وأُمّه الطاهرة التقيّة سمانة المغربية ،ونشأ على مائدة القرآن المجيد وخلق النبي العظيم المتجسِّد في أبيه الكريم خير تجسيد و بدت عليهِ آيات الذكاء الخارق والنبوغ المبكّر الذي كان ينبئ عن الرعاية الإلهية التي خُصَّ بها هذا الإمام العظيم منذ نعومة أظفاره ،وقد تقلَّد منصب الإمامة الإلهي بعد أبيه في الثامنة من عمره الشريف فكان مثالًا آخر للإمامة المبكّرة التي أصبحت أوضح دليل على حقّانية خط أهل البيت الرسالي في دعوى الوصيّة والزعامة الدينية والدنيوية للأمة الإسلامية خلافة عن رسول الله -صلى الله عليهِ وآله وسلم- ونيابة عنه في كل مناصبه القيادية والرسالية ،وتميّز عصر الإمام الهادي -عليهِ السلام- بقربه من عصر الغيبة المرتقب ، فكان عليه أن يهيّئ الجماعة الصالحة لاستقبال هذا العصر الجديد لذلك كان له دور في هذا المجال مهمًّا وتأسيسيًّا وصعبًا بالرغم من كل التصريحات التي كانت تتداول بين المسلمين عامّةً وبين شيعة أهل البيت خاصّةً حول غيبة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت -عليهم‌ السلام- وهو الإمام المهدي المُنتظر -عليهِ السلام- ،وذكرَ العزاوي إنَّ خطاب ونقاش ومناقشة السيد الأُستاذ لم تقتصر على الساحة الإسلامية بل شملت كل الديانات وهذا هو ديدن أهل البيت -عليهم السلام- فخطابهم للبشرية جمعاء ،وذكرَ الخطيب إنَّ النبي -صلى الله عليهِ وآله وسلم- قال : إن الله تعالى نصبَ في السماءِ السابعةِ ملَكاً يُقالُ له الداعي، فإذا دخلَ شهرُ رجب نادى ذلك الملك كلَّ ليلةٍ منه الى الصباح يقول : “طُوبى للذاكرين، طُوبى للطائعين” ،وبيَّنَ العزاوي أنَّ المحقق الأُستاذ الصرخي ذكرَ في بحثه الموسوم “السفياني” فالمنجى في العزلةِ والصبرِ على البلاءِ والحصارِ والصبرِ على الطاعاتِ والعباداتِ والصبرِ عن المعاصي والمحرّمات، فالظلمُ والقبحُ والقتلُ وسفكُ الدماءِ والترويعُ والتشريدُ والتطريدُ والتهجيرُ والترهيب، والجوعُ والعري والفقرُ والمرضُ والفتنُ والشبهات، فالحصارُ حصاراتٌ فكريّةٌ ونفسيّةٌ وروحيّةٌ وأخلاقيّةٌ واقتصاديّةٌ وعسكريّةٌ واجتماعيّةٌ وإعلاميّةٌ وسياسيّةٌ وعلميّةٌ وكلُّ ما يمكنُ تصوّرُهُ، وكلُّهُ ومن ورائهِ وأمامُهُ وقائدُهُ إبليسُ والهوى والدنيا والنفسُ الأمارة، كلُّ ذلك يضغطُ على الإنسانِ وسلوكهِ وأخلاقِهِ وعباداتهِ ومعتقداتهِ وفكرِهِ والتزامهِ واتزانهِ وثبوتهِ على الحقِّ وفيه ومن أجلِه، فلا نجاةَ إلّا لمن صبرَ فعلينا بالصبرِ والصبرِ والصبرِ والثباتِ الثباتِ الثبات ،وبيَّنَ العزاوي إنّ الدعاءُ من أقوى الاَسبابِ التي يستدفعُ بها البلاءُ ويُكشفُ بها السوءُ والضرُّ والكربُ العظيم وأَكَّد ذلك بقول رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلم حينما قال : ألا أدلُكم على سلاحٍ ينجيُكم من أعدائِكم ، ويدرُّ أرزاقَكم ؟ قالوا : بلى يا رسولَ الله ، قال -صلى اللهُ عليهِ وآله وسلم- تدعونَ ربَّكم بالليلِ والنهار ، فإنّ سلاحَ المؤمنِ الدعاء.


ركعتـــا الصـــلاة