خطيب جمعة غماس: المسير الى كربلاء الحسين” عليه السلام” ثورة صامتة ضد الظالمين

خطيب جمعة غماس: المشي الى كربلاء الحسين” عليه السلام” ثورة صامتة ضد الامويين
المركز الإعلامي – إعلام غماس

تكلم إمام وخطيب صلاة الجمعة في مدينة غماس الشيخ صادق الشبلي: «عن كربلاء الحسين وما فيها من عبر ومواعظ نجد أن هناك كماً هائلا من الدروس الناتجة من تلك الملحمة العظيمة التي راح ضحيتها سبط النبي وريحانته الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ولابد من استثمار هذه الدروس استثمارا رساليا صالحا » . جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة ، التي أقيمت في مدينة غماس ، اليوم الثالث عشر من صفر 1439هـ ، الثالث تشرين الثاني 2017م . واستمرَّ بقوله:فإذا كان يوم الأربعين من النواميس المتعارفة للاعتناء بالفقيد بعد أربعين يوماً، فكيف نفهم هذا المعنى عندما يتجلى في موضوع كالحسين(عليه السلام) الذي بكته السماء أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة. لذا فإن إقامة المآتم عند قبره الشريف في الأربعين من كل سنة هي إحياء لنهضته وتعريف بالقساوة التي ارتكبها الأمويون ولفيفهم، ولهذا ت عادة الشيعة على تجديد العهد بتلكم الأحوال يوم الأربعين من كل سنة ولعل رواية أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أن السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً تطلع حمراء وتغرب حمراء تلميحٌ إلى هذه الممارسة المألوفة بين الناس، وحديث- الإمام الحسن العسكري(عليه السلام): الذي يتضمن معنى ان علامات المؤمن خمس صلاة إحدى وخمسين وزيارة الأربعين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والتختم باليمين وتعفير الجبين- يرشدنا إلى تلك الممارسة المألوفة بين الناس حيث أن تأبين سيد الشهداء في هذا اليوم إنما يكون ممن يمتّ له بالولاء والمشايعة ولا ريب في أن الذين يمتون له بالمشايعة هم المؤمنون المعترفون بإمامته؛ ولأننا كذلك ان شاء الله تعالى فالواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والتاريخي يلزمنا إثبات أن الإمام الحسين(عليه السلام) وثورته وتضحيته ليست فقط لطم وبكاء ونحيب مع لبس سواد، بل هو عظة وعِبرة وأُسوة ومدرسة وثورة وتضحية وإيثار وقول الصدق والحق والثبات على المبادئ ونصرة المظلوم والإصلاح في الأمة وإثبات وإعلان التوحيد وتجسيد حقيقة البراءة والكفر بالجبت والطاغوت واللات والعزى والهوى والشيطان والنفس والدنيا، فأن تجديد ذكرى أربعينية هذا الكريم السخي الإمام الحسين(عليه السلام) إنما هو تجديد العهد والوفاء والعرفان له ولدمه المهدور على ارض كربلاء, ولأهل بيته الاطهار وصحبه الاغيار, ولمقام النبي وابنته الزهراء, ومواساة الإمام الغائب(عجل الله فرجه) بلوعته عليه, وبهذا يتحقق الأثر من هذه الزيارة وهو تأصل صفة الاخلاص لاهل البيت الاطهار(عليهم السلام) وان المسير وقطع المسافات الى ارض كربلاء, ما هو الا نداء صامت, وفعل ذو صرخة تدوي في الضمير العالمي بان هناك ظلم وقع لكن مَحَقَهُ الحق, ليتبين للجميع ان الحق ابلج والظلم لجج, فأصبحت هذه الزيارة من المناسبات التي تهز عروش الطغاة لما تحمله من ابعاد متنوعة الاهداف والغايات تصب جميعها في التوحد والانصهار في هدف تلبية النداء الحسيني(هل من ناصر ينصرنا), فإن إمامنا ينظر في كل زمن عدد أنصاره المتجددين, فعلينا إن نزور إمامنا في كل المواطن ولا ننقطع عن زيارته حتى في ظروف الخوف والتهديد وان هذا الإقبال إنما هو بعين الله سبحانه وتعالى وذكر الخطيب الشبلي : مقتبسات من بيان(69) محطات في مسير كربلاء للمحقق الصرخي أوضح فيها أمور كثيرة عن الثورة الحسينية والمسير إلى الى كربلاء . ” لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الامين(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في ايجاد الصلاح والاصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار. “./انتهى