خطيب جمعة المعقل يمثل الإمام السجاد المنهلِ المنقَّى والمنبعِ المصفَّى للمدرسةَ النموذجيةَ التي تدعو للفعلِ والتطبيقِ قبلَ القولِ والتنظيرِ والى الانفعالِ الذاتي والمشاعري

المركز الإعلامي – إعلام المعقل

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) وذلك في يوم الجمعة 13 / 10 / 2017 م الموافق له 22 / محرم الحرام / 1439 هـ ، بإمامة الشيخ حيدر الزيدي “دام عزه” حيث تطرق الشيخ الزيدي في خطبته الأولى إلى ” حياة الإمامِ الزاهدِ والعالمِ الربانيِ المجاهدِ سيدِ الساجدينَ وزينِ العابدينَ عليه وعلى آبائِهِ وأبنائِهِ المعصومينَ افضل الصلوات والتسليم ” لمناسبة الذكرى الأليمة لأستشهاده في الخامسُ والعشرونَ من شهرِ محرمِ الدمِ والشهادة ، وهو الإمامُ الذي عاشَ أقسى مراحلِ التأريخِ وشاهدَ افجعَ المصائبِ وهي تلمُّ بأهلِ بيتهِ (عليهم السلام) أبانَ الحربِ الدمويةِ التي التقمتْ خيرَ الخلقِ في مجزرةِ التأريخِ البشري ، وهي واقعةُ الطفِ الكربلائية ،،،
وأضاف الشيخ الزيدي سيرَ الإمامُ الرابعُ (عليه السلام) وفقَ ذاتِ النهجِ المحمدي العلوي حاملاً على عاتقيهِ مهمةَ نشرِ الدينِ وتحقيقِ العدالةِ كما كانَ جدُهُ الأمير أنموذجاً تربّعَ على صدارةِ الصُّلحاءِ والمبلغين ، ولو لم يكن كذلك لما وجدنا ذكراً لذلك الظهرِ المحدودبِ الذي يتفقدُ الأراملَ والأيتامَ في أجوفةِ الليل ، حاملاً على ظهرهِ الأقدسِ المعوناتِ لمَنْ لا كافلَ لَهم ولا مُعِيل ، وهو مع كلِّ ذاك اعلمُ وافقهُ وأزكى وأورعُ أهلِ زمانِهِ ، لقد كان المنهلِ المنقَّى والمنبعِ المصفَّى المدرسةَ النموذجيةَ التي تدعو للفعلِ والتطبيقِ قبلَ القولِ والتنظيرِ والى الانفعالِ الذاتي والمشاعري قبلَ التفاعلِ ورفعِ الشعارِ المزوق البراق ! وبهذا فليس من نافلةِ القولِ أنَّه (عليه السلام) سَبَقَ عالمَ الشعاراتِ ومدارسَ القانونِ فكانَ بحقٍ أُستاذَ التنظيرِ والتأسيسِ والتجذيرِ لمبادئ وحقوقِ الإنسانِ والحيوانِ والنباتِ وحتّى الجمادِ ، وذلك برسالتِه الموسومةِ رسالةِ الحقوق ،،،
وتطرق الشيخ الزيدي خلال خطبته الثانية عن “محنة المصلحين” وعن الألم التي يمروا فيها من وحشة وغربة وعزلة وازدراء وأخطار وصعوبات من المجتمعات التي يسعون لإنقاذها فكان لهم الدور الكبير في مواجهة عناصر انحلال ودمار المجتمع ،،،
وأضاف الشيخ الزيدي إلى تضارب المعاني في ذهنية ذوي الأفهام السطحية والعقول الظاهرية ، ما ينتج عن خلط ولبس في المنظومة الفكرية ينعكس تباعاً على الممارسات والطقوس المجتمعية وحاصل ذاك كله : تشييد البنى والأسس العوجاء وهنا تظهر معاناة ومحنة المصلحين ، اضف الى ذلك تحلي أغلب المجتمعات بعناصر تشتت المجتمع كالجهل وفقدان الوعي ،،،
واشار الشيخ الزيدي إلى مصير الأمة للهاوية وذلك نتيجة اتباعهم من ليس اهلا للاتباع وبنفس الوقت ان هذه الأمة ترفض وتعادي من يريد لها النجاة ، ولهذا كانت غربة المصلحين وآهاتهم وشجونهم وأحزانهم حيث تراهم يرددون (ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) وكانت نتيجة عزوف الناس عن ابا الأحرار الحسين بن علي (عليهما السلام) كنتيجة طبيعية لكل تلكم الملابسات والظروف السابقة ، ونحن نؤكد هنا ونقول: لو كانت الأمة على اجتماع من القلوب لمؤازرة ونصرة الخليفة والإمام الشرعي (عليه السلام) لما حدثت هذه المجزرة بالحسين وعياله وأصحابه النجباء (عليهم السلام) بل إن خيانة من صاحب وأدعى مصاحبة ومتابعة ومكاتبة الحسين (عليه السلام) هي التي أسست أساس الظلم وجعلت هذا التمادي من يزيد الفظ الغليظ يزداد ويستفحل ليصل الى التمثيل بأجساد ورؤوس آل البيت (عليهم السلام) وعلى مرأى ومسمع الأمة ، والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله
للتذكير بالتعاليم الإسلامية من أجل ذلك سعت مرجعية الأستاذ المعلم (دام ظله) على اقامتها .

ركعتا صلاة الجمعة المباركة