خطيب جمعة المعقل لقد أوجدت مدرسة النبي الأكرم وأهل بيته المنظومة الاخلاقية الفكرية الإنسانية السامية ومنها التسامح والإخاء الإنساني


المركز الإعلامي – إعلام المعقل


أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) في محافظة البصرة بإمامة الأستاذ أحمد البهادلي (دام توفيقه) وذلك في يوم الجمعة 27 / محرم الحرام / 1441 هجرية ، الموافق 27 / أَيـْلُول / 2019 ميلادية ، وقد تناول الأستاذ البهادلي في الخطبة الأولى ( التسامح والإخاء الإنساني ) لقد أكدت مدرسة النبي المصطفى (صلوات الله وسلامه عليه وآله) ومن تعلم فيها من أهل بيته وصحابته الأخيار المنتجبين على التسامح والإخاء الإنساني ، واذا اردنا ان تترسخ سمة التسامح فعلينا ان نبدأ بأنفسنا في ايجاد لغة التسامح في بيوتنا بين الزوج وزوجته وبين الوالدين والأولاد لكي ننعم بجو اجتماعي متسامح ومنه ننطلق الى التسامح في اوسع واعمق مع معتنقي الديانات الاخرى والمذاهب الاخرى ، لذا كم هو جميل حين َيذكر الشيعة والمعتزلة والمرجئة والخوارج والصوفية والاباضية والمسلمون والمسيح واليهود يذكرون صفات وسمات الإمام السجاد (عليه السلام) الطيبة لانه سلام الله عليه عمِل على تأصيل وتجذر روح التسامح بين الناس رغم الظروف العصيبة التي فرضها بنو امية حينذاك ولكنه حقق نجاحا باهرا في ارساء دعائم التسامح ،،،
وأشار خطيب الجمعة إلى سير السيد الأستاذ (دام ظله) على النهج المحمدي السجادي ، وهو يتحين الفرصة تلو الفرصة ليجعل من الانسان انسانا يحمل مشعل الحب والود والتسامح للاخرين وهذا لايعني انه يتنازل عن معتقده بل يريد منا ان نعيش بعنوان الانسان وان نمارس جميع الشعائر الدينية التي نعتقد بها من دون تضييق او منع على ارض الواقع ، وان تتقبل الاخر كما هو مالم يهدد الامن المجتمعي ويبقى باب المجادلة بالحسنى مفتوح لمن اخذ على عاتقه نصرة دينه بالعلم والتقوى والاخلاق ، ومن مقولاته حفظه الله في التسامح : نتعامل مع المقابل تعامُل الأخوّة والمسامحة والأخلاق والإسلام والرسالة والمصالح العامّة والأخلاق الإلهية ، يجمعنا الدين ، يجمعنا التوحيد ، تجمعنا النبوّة ، تجمعنا الرسالة ، يجمعنا عنوان الإمامة ، تجمعنا الصلاة ، الصوم ، الزكاة ، الحجّ ، تجمعنا الأخلاق ، وعلى النهج المحمدي الاصيل الذي جسده النبي (صلوات ربي وسلامه عليه) في فتح مكة ، وعلى ذلك الخط وبما ان الارض لا تخلو من ورثة الانبياء والائمة (عليهم السلام) ، فاليوم نرى نفس الخلق النبوي في العلماء الربانيين متمثلا بسماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) وهو يطبق تلك الروح الانسانية وهذه بياناته شاهدة على ذلك والتي اثبت فيها امتلاكه لهذه الروح السامية ،،،
وتطرق خطيب الجمعة في الخطبة الثانية إلى موضوع ( برِّ الوالدين والإحسان إليهما ) فلقد أكّد الإسلام على برِّ الوالدين والإحسان إليهما ، وجعل ذلك أمراً واجباً ، وفريضة تأتي في المرتبة التالية لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به إذ قال ربُنا : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا … ) ، وقال عزّ وجلّ : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا … ) وقد بيّن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث له المعنى المراد من الإحسان إلى الوالدين ، فقال : (الإحسان أن تحسن صحبتهما ، وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين) فعلى الأبناء توقير الوالدين ، واحترامهما ، وتعظيم شأنهما ، وخفض الجناح لهما ، والتعامل معهما بالأخلاق الحسنة ، فلا ينهر الابن والديه ، ولا يرفع صوته فوق صوتهما ، ولا يؤذيهما بأيّ نوع من أنواع الأذيّة ، قال تعالى : ( … فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا… )، فإذا حصل أن أراد الابن أن يناقش أحد والديه في بعض آرائه ، التي يرى الابن حسب نظره عدم صحّتها ، فهذا وإن كان لا مانع منه شرعاً ، إلاّ أنّه يلزم الابن أن يراعي أدب الحوار والنقاش معهما ،
والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل لإقامتها .


ركعتا صلاة الجمعة المباركة