خطيب جمعة المجر الكبير : الامام السجاد عليه السلام يُعتبر أُستاذَ التنظيرِ والتأسيسِ والتجذيرِ لمبادئ حقوقِ الإنسانِ والحيوانِ


المركز الاعلامي _ اعلام المجر الكبير

اكد خطيب جمعة المجر الكبير الشيخ حليم الاسدي دام عزه في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في مسجد الامام الهادي عليه السلام اليوم الجمعة الموافق 22 من شهر محرم الدم والشهادة 1439 هــ . والمصادف 13 / تشرين الاول / 2017 م . ان الامام زين العابدين عليه السلام كانَ بحقٍ أُستاذَ التنظيرِ والتأسيسِ والتجذيرِ لمبادئ وحقوقِ الإنسانِ والحيوانِ والنباتِ وحتّى الجمادِ – وذلك برسالتِه الموسومةِ رسالةِ الحقوق.. حيث ومن أولِ كلمةٍ، أو التفاتةٍ، وبلا مزايداتٍ إعلاميةٍ، نُلاحظُ أنَّ الإمامَ السجادَ عليه السلام أكّد حقَّ اللهِ الذي هو ما أوجبه الخالقُ على الناسِ من قيمٍ عظيمةٍ ومُثلٍ نبيلة، ثم جاءَ حقُّ النفسِ على صاحبِها، ثمّ حقوقُ الآخرينَ فرداً فرداً، ليكونَ الإمامُ(عليه السلام) أفضلَ تجسيدٍ لها، والاِنصهارِ بها، وبلا مدّعياتٍ أو شعارات .

وبين سماحته ان الامام عليه السلام قد عاشَ أقسى مراحلِ التأريخِ وشاهدَ افجعَ المصائبِ وهي تلمُّ بأهلِ بيتهِ أبانَ الحربِ الدمويةِ الاموية التي التقمتْ خيرَ الخلقِ في مجزرةِ التأريخِ البشري- وهي واقعةُ الطفِ الكربلائية – حيث سارَ وفقَ ذاتِ النهجِ المحمدي العلوي حاملاً على عاتقيهِ مهمةَ نشرِ الدينِ وتحقيقِ العدالةِ كما كانَ جدُهُ الأميرُ أنموذجاً تربّعَ على صدارةِ الصُّلحاءِ والمبلغين, ولو لم يكن كذلك لما وجدنا ذكراً لذلك الظهرِ المحدودبِ الذي يتفقدُ الأراملَ والأيتامَ في أجوفةِ الليل, حاملاً على ظهرهِ الأقدسِ المعوناتِ لمَنْ لا كافلَ لَهم ولا مُعِيل, وهو مع كلِّ ذاك اعلمُ وافقهُ وأزكى وأورعُ أهلِ زمانِهِ, ولما لمحناهُ على محيَّاه غارقاً بدموعِهِ الساخنةِ تأكيداً لتفاعلِهِ مع همومِ وأوجاعِ المحرومينَ وجياعِ وفقرِ ومعاناةِ المضطهدينَ والمعذبين شافعاً كلَّ ذلك باليقينِ الثابتِ برحمةِ اللهِ وعطائِهِ الأكبر .

ولفت دام عزه الى ان الإمامُ السجادُ عليه السلام قد قضى أربعةً وثلاثين عاماً من سني عمرهِ الشريف وهو يُصحِّحُ ما قد انحرفَ أو زالَ من نفوسِ المسلمين, لِيعيدَ ذلك الإسلامُ الذي أرادَه اللهُ عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله إلى نفوسِهِم وقلوبِهِم. فقد عمِلَ قادةُ الضلالِ والإضلالِ الاموي التكفيري الناصبي الداعشي ومن والاهُم على صنعٍ انموذجٍ من الإسلامِ يتناغمُ ومصالحَهُم الدنيئةَ ليعتاشوا من خلالِهِ على استعبادِ المسلمينَ وتغريبِهِم عن النهج القويم,حتى وصل الحال بهم انهم يعتبرون يزيد من الائمة ومن الحكام الذين يجب طاعتهم وان ارتكب مجزرة في كربلاء لكن لديه من الحسنات مايرفع عنه ويمحي له كل انواع الظلم التي ارتكبها وهذا ماذكره المحقق الكبير سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله الشريف ) في محاضرته التاريخية العقائدية الثالثة من بحث ” #الدولة_المارقة_عصر_الظهور_منذ_عهد_الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) في 19محرم 1438 هـ – حيث اشار سماحته لهذا المعنى بقوله ((ابن تيمية يشكك في فسق يزيد الذي قتل الإمام الحسين والصحابة !! .

مشيراً الى ان الامام كان في خط المواجهة مع الخط الاموي المنحرف خط النواصب والدواعش القتله فالامويون جعلوا بغض علي عليه السلام وسبه اساس حكمهم ودستورهم وادبياتهم المنحرفه فجعلوا يسنون السنن بما يخالف منهج علي عليه السلام حتى وصل بهم الحال من انهم يؤخرون الصلاة ويبغضون علي عليه السلام حتى يخالفوا السنة والشريعة التي جعلت حب علي واداء الصلاة في مواقيتها هي المنجية .

مختتماً خطبته بالقول : اننا قد تلقينا من هذا المنهلِ المنقَّى والمنبعِ المصفَّى المدرسةَ النموذجيةَ التي تدعو للفعلِ والتطبيقِ قبلَ القولِ والتنظيرِ والى الانفعالِ الذاتي والمشاعري قبلَ التفاعلِ ورفعِ الشعارِ المزوق البراق !
.