خطيب جمعة الكوت : إن رحلةُ السبي جزءً لا يتجزّأ من تاريخ النهضة الحسينية المباركة

المركز الإعلامي – إعلام مكتب الكوت

أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة فضيلة الشيخ مهدي العابدي (دام عزه) اليوم الثاني من صفر الخير والعطاء 1440 هـ الموافق 12-10-2018 م في مسجد وحسينية نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) في منطقة حي الجوادين وقال الشيخ العابدي في مطلع الخطبة الأولى : إن رحلةُ السبي جزءً لا يتجزّأ من تاريخ النهضة الحسينية المباركة. لقد حان وقت الرحيل ليتكرر السبي والألم المرير، فَرِحلُ السبايا إلى الشام يسير، تتقدمهم رؤوس على الرماح تنير، وخلفهم نساء وأطفال تشكوا بَثها وحُزنها إلى العلي القدير .. انه مسيرُ الركب الحسينيّ بعد فاجعة الطفّ وما رافقها من مصائب وآلام، ابتداءً من كربلاء وأحزانها المروّعة مرورًا بالكوفة وغصصها الخانقة وانتهاءً بالشام، وما أدراك ما الشام! ومن ثمّ الرجوع إلى المدينة المنورة مرورًا بأرض الطفوف في العراق، كلّ ذلك كان له الأثر الكبير والخطب الأليم في نفوس آل البيت(عليهم السلام) فقد واجه هذا الركب المقدّس سيلًا من الرزايا والخطوب
 
وتابع الخطيب : لقد كان للسيدة زينب(عليها السلام) الدور الكبير في إدارة شؤون العائلة والمحافظة على حياة الإمام زين العابدين(عليه السلام) وحماية النساء والأطفال والتعامل معهم بكلّ عاطفةٍ وحنان، وكانت مكمّلةً لرسالة ومسيرة الإمام الحسين(عليه السلام) وشريكةً له في نهضته المباركة، فقد تحمّلت مسؤولية التبليغ والإعلام للثورة ووقفت بكلّ شموخٍ وإباء مرفوعةَ الرأس، صابرةً، متجلّدةً، تخاطب قَتَلَة الحسين وتقول لسيّدهم: (يا يزيد.. كد كيدك واسعَ سعيك وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا، فما أيّامك إلّا عدد وشملك إلّا بدد..) فكانت كلماتُها كالصاعقة التي نزلت على رؤوس وأسماع الطغاة المعتدين نصرةً لنهضة الحسين(عليه السلام)، وقد دخلت ساحة الصراع الدائر بين الحقّ والباطل غير مباليةٍ بالحرب وأسنّة الرماح وقعقعة السلاح، فهي التي حفظت عيال وأولاد ويتامى الحسين، وكانت تمرّض ابن أخيها علي بن الحسين وتعرّف القوم بعظم الجريمة التي ارتكبوها بحقّ الحسين ورهطه النجباء 
 
وتحدث العابدي في الخطبة الثانية بالقول : يقول سماحة المرجع الأستاذ السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في بحثه الأخلاقي (( التقليد والسير في طريق التكامل مقتبس من الرسالة العملية المنهاج الواضح / كتاب الاجتهاد والتقليد المحفز الأول )) : الهدف الأسمى : ينبغي على الإنسان المسلم اختيار الهدف المهم والأوسع والأسمى ؛ لأنه كلما كان الهدف ضيقاَ وخفيفاَ كان اقرب إلى التلاشي في ذهن صاحبه، مما يؤدي إلى فتح باب واسع للتكالب والتزاحم للأمور التافهة وبالتالي الدخول في المحرمات الأخلاقية الشرعية . وكلما كان الهدف أهم وأسمى ، قلّت فيه الأخطاء والقبائح بسبب ما يحصل في ذهنه من المقارنة بين هدفه المهم المنشود وبين الشهوات التافهة الرديئة فيلتفت إلى تفاهتها بالقياس إلى ذلك الهدف مما يؤدي إلى نظافة وسعة روحية الإنسان ، فكيف إذا كان هدفه رضا الله سبحانه وتعـالى الذي لا تتناهى عظمته ولا تنقطع قدرته ولا تنتهي نعمه ، وكلما اقترب الإنسان من هذا الهدف اشتدت رغبته إليه وأحس بعمق أغواره وبعد منتهاه 

ركعتا صلاة الجمعة