خطيب جمعة الصالحية : المهدي عقيدة إسلامية وإنسانية غير مختصة بالشيعة



المـركز الإعـلامـي / إعـلام الصالحية



أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الإمام موسى الكاظم (عليه السلام ) بإمامة الشيخ مصطفى الركابي (دام عزه) في الصالحية الـــيوم الجمعة 29 شــوال 1439 هجرية ، المـوافـق 13 تـموز 2018 ميلادية

وقال الشيخ الركابي “المهدي عقيدة اسلامية بل انسانية وغير مختصة بالشيعة فحسب الإعتقاد بإمامة الأئمة الإثني عشر من أهل البيت ( عليهم السلام ) من أصول مذهبنا ، بل هو محوره الذي سُمِّي لأجله المذهب الإمامي ، و مذهب التشيع ، و مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و سُمينا لأجله الإمامية و الشيعة ، شيعة أهل البيت ( عليهم السلام )” وتابع قائلا ” أول الأئمة الأوصياء المعصومين عندنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، و خاتمهم الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الله فرَجَه ) ، الذي وُلد في سنة 255 هجرية في سامراء ، ثم مدَّ الله في عمره و غيَّبه إلى أن يُنجز به وعده و يظهره ، و يظهر به دينه على الدين كله ، و يملأ به الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً وجوْراً . فالاعتقاد بأن المهدي الموعود ( عجَّل الله فرَجَه ) هو الإمام الثاني عشر ، و أنه حيٌّ غائب جزء من مذهبنا ، و بدونه لا يكون المسلم شيعياً اثني عشرياً” وواصل كلامه” و يستغرب بعض إخواننا اعتقادنا بإمامة الأئمة ( عليهم السلام ) و بعصمتهم ، و بغيبة المهدي المنتظر أرواحنا فداه ، و لكن الميزان في الأمور الممكنة ليس هو الإستبعاد و لا الإستحسان ، بل ثبوت النص عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، و قد ثبُتت عندنا النصوص المتواترة القطعية ، الدالة على إمامته و غيبته ( عجَّل الله فرَجَه ) ، و متى ثبت النص و قام الدليل ، فعلى المسلم أن يقبله و يتعبد به ، و على الآخرين أن يعذروه أو يقنعوه ، و رحم الله القائل : نحن أتباع الدليل حيث ما مالَ نميل . و إخواننا السنة و إن لم يوافقونا على انطباق المهدي الموعود على الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الله فرَجَه ) ، إلا أنهم يوافقوننا تقريباً على كل ما ورد بشأنه من الأحاديث الشريفة ، من البشارة به ، و حركة ظهوره ، و تجديد الإسلام على يده و شموله العالم ، حتى أنك تجد أحاديثه ( عجَّل الله فرَجَه ) واحدة أو متقاربة في مصادر الفريقين ، كما رأيت من مصادرنا ، و ترى من عقيدتهم . على أن عدداً من علماء السنة يوافقنا أي على أنه هو الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الله فرَجَه ) ، مثل الشعراني و ابن عربي و غيرهم ، ممن صرحوا بإسمه و نسبه ، و ثبت عندهم أنه حيٌّ غائب ( عجَّل الله فرَجَه ) ، وقد ذكر أسماء مجموعة منهم صاحب كتاب ( المهدي الموعود ) . و هذا الإشتراك في عقيدة المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) بين جميع المسلمين ، يجب أن يستثمره العلماء و العاملون لنهضة الأمة ، لأنه عقيدة ذات تأثير حيوي في جماهير المسلمين ، من شأنها أن ترفع مستوى إيمانهم بالغيب ، و بوعد الله تعالى لهم بالنصر ، و ترفع معنوياتهم في مقاومة أعدائهم ، و التمهيد لإمامهم الموعود ( عجَّل الله فرَجَه ) . و لا يصح أن يكون عدم ثبوت انطباقه عندهم على الإمام محمد بن الحسن ( عجَّل الله فرَجَه ) ، موجباً لانتقاد من يعتقد بذلك ، و يتقرب به