خطيب جمعة الشامية :لابد أن تُبذل كل الجهود والأفكار من أجل تأسيس منهج وسطي معتدل للحوار واحترام الناس واختياراتهم



المركز الإعلامي – إعلام الشامية

أكد خطيب جمعة الشامية الشاب محمد العابدي في خطبة ألقاها اليوم الجمعة المصادف الثاني من ربيع الثاني 1441 هجرية
29 من تشرين الثاني 2019 ميلادية، في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر – محافظة النجف الاشرف / مدينة الشامية لابد أن تُبذل كل الجهود
والمعارف والأفكار من أجل تأسيس منهج وسطي معتدل للحوار والتخاطب والفهم والتفهيم واحترام الناس وافكارهم واختياراتهم، وكل منهم بحسب
الأدلة والحجج التي تصل اليه والتي يطلع عليها، وكل منهم بحسب مستويات عقولهم وأذهانهم وبحسب الظروف والعوامل النفسية والحالة الاجتماعية
مقتبس من البحث الموسوم ||مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد ||.

وأشارة الخطيب العابدي قائلاً :أنبرى مرجع ونائب أمتاز بسعة الفكر والمعرفة وقوة الدليل والبرهان والهمة العالية والاخلاص ألا وهو المحقق الإسلامي الكبير
السيد الأستاذ الصرخي الحسني ( دام ظله ) ، ومن باب تحمل المسؤلية الإلهية أن يبعث خطاب إلى الجميع وخاصة إلى من كان تقع عليه مسؤلية وأمانة كبرى
بحسب مكانته الإعلامية أو الاجتماعية أو الدينية ، خطابا يتضمن رسالة انسانية هادفة- وهي مقتبسة من سلسلة بحوث مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد
|| – قال فيها : || أنّ الكراهية والعنف والإرهاب يضرب في كل مكان ويقع على جميع الاجناس والاعراق البشرية، فالأمر خطير والمسؤولية عظيمة يتحملها علماء الأديان السماوية
وأهل الاختصاص، فعليهم أن يدفعوا الاختلاف والتوفيق بين معاني الكتب السماوية التي ظاهرها الاختلاف، فعليهم العمل بإخلاص ومصداقية ومهنية وعقلانية للتقريب بين المعاني والأديان،
واعتماد المشتركات والتمكن من تأسيس قواعد ومسائل كلية متقاربة ومشتركة، في العقيدة وأصول الدين، بحيث يقبلها عموم البشرية من النفوس العاقلة المتّزنة،
وأن يكون ذلك وفق شروط وضوابط وقوانين لغوية وعرفية بمنهج علمي .

وأضاف الشاب العابدي مؤكداً : فرضت الشريعة الإسلامية على المسلمين تكاليف شرعية، وفرائض معينة، لكنها راعت في ذلك أحوال المرضى والذين لا يستطيعون أداء العبادات
– ففي الصلاة مثلا – أعطت الشريعة رخصة لمن لا يستطيع القيام بالصلاة، حيث يمكن أن يصلي قاعداً، فإن لم يستطع فيصلي مضطجعاً، وكذلك الحال مع الصيام،
فمن لم يقدر على صيام شهر رمضان بسبب السفر أو المرض فقد رخصت له الشريعة الإسلامية أن يفطر تلك الأيام ثمّ يقضيها بعد أن يتعافى أو يرجع من سفره.
فلم يسجل التاريخ واقعةً واحدة أجبر فيها المسلمون غيرهم على اعتناق الإسلام، بل يخير الناس في ذلك حتّى يدخلو في الإسلام طائعين راغبين. ايها الاخيار الاطهار ،
ايتها الزينبيات الطاهرات فالذي يدل على يسر الشريعة الإسلامية، فما خيّر نبي الله بين أمرين إلّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، كما نهى النبي الكريم عن التشدد
الذي يسبب العنت والمشقة للناس، ودعا صحابته أكثر من مرة لاتباع منهج التيسير على الناس، ومنها قوله لمعاذ بن جبل وصاحبه حينما أرسلهما إلى اليمن: (يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا) .

وختم الخطيب محمد العابدي خطبته موضحاً : ففي هذه الفترة بالذات يجب على كل مسلم القيام بواجبه لمجاهدة أهل الزيغ والضلال والعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
والأمة في عصرنا الحالي بحاجة كبيرة للرجوع إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة واداب اهل البيت (عليهم السلام) لتطبيقهم تعاليمه في حياتهم وحياة أبنائهم،
ولتنمية هؤلاء الأبناء على الأصول والشرائع الإسلامية الصحيحة فالرسول (صلى الله عليه واله وسلم) حثنا على التمسك بتعاليم الاسلام، لسلامة بناء هذه الأمة
والابتعاد عن المباديء الوضعية الناشئة من النظر القاصر، عند التعامل مع الطفل المسلم. فالتربية الصحيحة لا تبدأ في سن معين للطفل بل تبدأ قبل ولادته،
وهي باختيار شريك أو شريكة الحياة المتّصفين بالأخلاق الإسلامية الرفيعة