خطيب جمعة الشامية : كان دور الإمام السجاد القيادي بإنماء الوعي الرسالي في الامة وتوسيع دائرته

المركز الإعلامي_إعلام الشامية
قدم خطيب جمعة الشامية السيد يوسف الحسيني (دام عزه) في خطبةٍ القاها اليوم الجمعة في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) المصادف 25 محرم الحرام 1440هـ الموافق الخامس من تشرين الأول 2018م التعازي الى الأمة الإسلامية بذكرى شهادة الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، من جانبه تطرق السيد يوسف الحسيني (اعزه الله) قائلًا :
كانت اولى حملات الامام زين العابدين (عليهم السلام) لمواجهة موجة التعتيم والتشويه التي شنها بنو امية ضد الخط الرسالي، بدعوى ان الحسين وصحبه خوارج، فتبنى الإمام وعمّاته زينب وام کلثوم (عليهم السلام) منهجا بمنحيين:
الاول- اسقاط الاقنعة التي يغطي الامويون وجوههم الکالحة بها.
والثاني: تحميل الامة آنذاك مسؤولياتها في اتخاذ الموقف الشرعي والتأريخي أمام الله ورسوله تجاه سياسة الامويين الظالمة المنحرفة عبر الخطب والكلمات التي اسمعوها للناس كلما امكنهم ذلك.

وأضاف السيد الحسيني (دام توفيقه) قائلاً:
‏ لحکمة الهية بالغة، بقى الامام علي بن الحسين (سلام الله عليهما) حيًا بعد ‏المجزرة الأموية الدموية التي حلت باهل البيت ‏في کربلاء، بقى في وضع ‏مأساوي وصفه الامام السجاد ذاته في جوابه (للمنهال بن عمر) حين ‏سأله: کيف امسيتم يا أبن ‏رسول الله؟ قال (سلام الله عليه) : (أمسينا کمَثلِ ‏بني اسرائيل في آل فرعون، يُذبِّحون أبنائهم ويستحيون نساءهم)..

وأشار السيد الحسيني الى الدور القيادي للامام السجاد (عليه السلام) قائلا :
لقد قام الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) من خلال دوره القيادي بإنماء الوعي الرسالي في الامة وتوسيع دائرته، وقد استفاد من عاملين اساسيين هما: الاضطراب الاجتماعي والسياسي، الذي تفجر بعد مأساة الطف، والثاني: تجاوب قطاعات واسعة من الامة، بعد تفهم حقيقة الموقف الشرعي للحسين واهداف ثورته.. فضلاً عن ادراك الواقع المنحرف والهمجية ليزيد والسلطة الاموية الغاشمة بحق أهل البيت (عليهم السلام)، فانبعثت نتيجة ذلك روحية العقيدة عند الكثيرين ممن تخلى عن الخط الاموي بعد انكشافه، والتحق بالتيار الرسالي الحقيقي على يد الامام زين العابدين (عليهم السلام) …
وأختتم السيد الحسيني الخطبة المباركة قائلًا :
روى”الزهري” عن الوليد أنه قال: لا راحة لي وعلي بن ‏الحسين موجود في دار الدنيا. ‏فأجمع رأيه على اغتيال الإمام، حينما آل اليه المُلك. فبعث بسُمٍّ إلى عامله على يثرب ‏هشام بن ‏عبد الملك، وامره ان يدسه للامام (عليهم السلام) ونفّذَ عامله ذلك الامر، فَسَمَت ‏روح الامام العظيمة إلى بارئها، بعد ان أضاءت آفاق هذه ‏الدنيا، بعلومها ‏وعباداتها وجهودها وتجرّدها من الدنيا. و دُفن في جنة البقيع إلى جانب ‏عمه الإمام الحسن (عليهم السلام)