خطيب جمعة الديوانية : بالزكاة تطيب النفس والجسد والحياة، ويهنأ المجتمع ويبلغ ما يصبو إليه من الكمال

المركز الاعلامي – إعلام الديوانية

أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة الشيخ وميض العامري – أعزه الله – في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ‘قدس سره-يوم الجمعة الثالث من شوال 1440 هـجرية، الموافق السابع من شهر حزيران 2019 ميلادية.
تطرق الشيخ العامري “دام عزه” في الخطبة الأولى الى قوله تعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ  [آل عمران: 92].
الإنفاق كلمة عامة، وذات مدلول واسع، وقد وصف الله المؤمنين في أول سورة البقرة فقال:  وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
والإنفاق واسع جداً، لكن أوضح صوره إنفاق المال:تنفق من جاهك، وهذا إنفاق، تنفق من علمك وهذا إنفاق، وتنفق من خبرتك وهذا إنفاق، ولكن أوضح صور الإنفاق إنفاق المال.
فقد كان عليه الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام جواداً، وكان أجود ما يكون في رمضان فهو كالريح المرسلة.
وينبغي أن تعتقد أن هذا المال الذي بين يديك ليس نعمة، وليس نقمة، ولكنه موقوف على طريقة إنفاقك له، إن أنفقته في الأعمال الصالحة كان نعمةً، وأي نعمة، وإن أنفقته بالمعاصي والآثام كان نقمة، وأية نقمة.
كما أكد العامري “دام عزه” بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (*)وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ  صدق الله العظيم
يتوهم الناس أن الغني مكرم عند الله، وقد يكون مكرماً، وأن الفقير مهان عند الله، وقد يكون مهاناً، ولكن الغنى كقيمة ليس تكريماً، وليس إهانة، وكذلك الفقر كقيمة ليس تكريماً، وليس إهانةً، القضية متعلقة بطريقة إنفاق المال.
أيها الؤمنون ان القرآن يرفض أشد الرفض المفهوم الجبري للفقر، أن هذا الإنسان خلق فقيراً هكذا، وأن هذا الإنسان خلق غنياً هكذا، هذا المفهوم مرفوض، لذلك يقول الله عز وجل:
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ :  مفهوم الفقر على أنه قدر لا يتغير، هذا مفهوم خاطئ.
وهناك أنواع الفقر فهناك فقر الكسل، فهو مهمل ، ومتقاعس، ويميل إلى الراحة، وهذا الفقر هو عقاب لهذا الكسول، هذا فقر الكسل.أما من ابتلاه الله بعاهة، فلا يستطيع أن يكسب رزقاً، فهذا فقر القدر، وحجمه محدود جداً.
والله عز وجل وعد المنفقين بأن يضاعف لهم الأجر والثواب، وأن يضاعف لهم أموالهم أضعافاً مضاعفة، فقال تعالى:
; مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ;
وأنت حينما تعلم أن الله يعلم كل شيء أنفقته في سبيل الله ، علم الناس أو لم يعلموا، بادرك الناس بالشكر أو لم يبادروا، مادمت قد أنفقت في سبيل الله فإن الله يعلمه، قال تعالى:
; وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (*)إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً  ;
; وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ  ;
هناك ملمح دقيق في قوله تعالى:; وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ  ;
وأضاف الشيخ وميض “دام توفيقه” في الخطبة الثانية
قال علماء التفسير: لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة بعدم الإنفاق.
الذي لا ينفق هالك عند الله عز وجل، لأن الله سبحانه وتعالى جاء به إلى الدنيا ليعمل عملاً صالحاً يكون سبباً لجنة عرضها السماوات والأرض إلى أبد الآبدين، هذه الفرصة التي لا تتكرر، ضيعها، قال تعالى:
; وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ  ; إن الزكاة هي تأدية المال الذي هو أثمن شيء على النفس لأنه مادة الشهوات من أجل التقرب من الله، فيكون المزكِّي قد قدَّم عرض الدنيا ابتغاء الآخرة وابتغاء مرضاة الله والتقرب زلفى إليه. والنفس تتبع عملها.

باعتبارها زكاة ابدان وارتباطها بالصوم وقبوله وطاعة لله تعالى
ومن طاعة الله الالتزام الوجوبات اليومية التي صدرت عن سماحتكم لأن فيها النجاة في الدنيا والاخرة وعلة المومن القضاء اذا لم ياديها