خطيب جمعة الديوانية : العنصر الاجتماعي في ثورة الإمام الحسين هو العنصر الأكثر بروزاً فهو قد ثار من أجل الشعب المسلم عامة

المركز الإعلامي – إعلام الديوانية

قال خطيب جمعة الديوانية سماحة الشيخ وميض العامري ( دام عزه ) أن العنصر الاجتماعي في نهضة وثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) كان هو الأكثر بروزاً وظهوراً فالإمام قد ثار من أجل الشعب المسلم ووقف بوجه الحكم الأموي هذا الحكم الذي جوع الشعب المسلم وبدد ثرواته في الملذات والرشا وشراء ضمائر المنتفعين وقمع الحريات والمفكرين ، هذا الحكم الذي ظلم وأضطهد كل مخالفيه ومزق وحدة المسلمين وأثار الفتنة بينهم والفرقة والعداوة والبغضاء ، هذا الحكم الذي شجع القبلية وأعاد سلبيتها على حساب الكيان الاجتماعي للأمة الإسلامية ، هذا الحكم الذي قوض الحس الإنساني في الشعب وقتل كل نزعة للتدين الصادق وسخر الإعلام ضد كل رافضيه ومن وقف بوجه سياسته وظلمه وغيب الدين الحق وأئمته الأطهار وسلط أئمة الفجور والطغيان والضلال الأمر الذي دفع بالإمام الحسين الشهيد ( عليه السلام ) أن يثور بوجه هذه الطغمة ومنظومتها الفاسدة والانحطاط الذي وصلت إليه الأمة بفعل تسلط هؤلاء الأدعياء وهو ما بينه ( سلام الله عليه ) في خطبه ورسائله بانه لم يخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرج للإصلاح في أمة جده المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر مقوماً اعوجاج الأمة وابتعادها عن خط الرسالة السماوية المحمدية ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم 18 من محرم الدم والشهادة 1440 هـ المصادف 28 / 9 / 2018 م في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ( قدس سره ) وسط المدينة ، وتكلم سماحة الشيخ العامري في معرض خطبته الثانية عن مسألة مهمة جداً إلا وهي أكل المال الحرام وما هي الآثار المترتبة عليه وما يؤول إليه صاحبه قائلاً : المال الحرام لا بركة فيه مطلقًا ولا يستفاد منه المتصرف فيه ولا ينفعه لذا عبر عنه الشارع المقدس بأكل السحت أي بمعنى الزوال والانعدام والمال المسحوت بمعنى المال المقتلع والمقطوع من الجذور ، فليكن معلومًا لدينا أن لأكل المال الحرام الآثار الموضوعية المترتبة عليه فهو مذهبًا للبركة ومانعًا لقبول العبادة وعدم استجابة الدعاء ونزول البلاء كما أشارت العديد من النصوص القرآنية والروايات لهذا المعنى ، فالحرام سبب لكل شر وفساد وقبيح والحلال هو سبب لكل خير ومنشأ للحسنات والبر ، ومما يذكر أن أكل الحرام سببًا لضبابية وظلامية القلب وقسوته فالطعام الذي يأكله الإنسان بمنزلة البذرة التي تبذر في الأرض فإذا كان الطعام طاهراً حلالاً ظهر أثره على الرقة والصفاء بالقلب الذي هو بمنزلة سلطان البدن وحين أذ لا يصدر من جوارح البدن إلا الخير والعمل الصالح ، وأما إذا كان الطعام خبيثًا حرامًا أدى إلى قساوة القلب وسواده فلا يؤمل منه الخير ولا تنفع معه الموعظة ولا النصيحة ولا تأثر فيه أكثر المشاهد رقة .