خطيب جمعة البصرة حياة الإمام السجاد – عليه السلام – منعطف جديد للحرکة الاصلاحية في الأمة الإسلامية

NV8xMzM1NTk0ODFf (500×333)

المركز الاعلامي – اعلام البصرة


بين خطيب جمعة البصرة الأستاذ عمار مكي بما ان حياة الإمام- عليه السلام- حياة مليئة بالأحداث والعبر والدروسنتكلم في هذه الخطبة المباركة عن دور الإمام -عليه السلام- بعد واقعة الطف
وذلك في جامع الإمام الباقر عليه السلام الواقع وسط محافظة البصرة ، اليوم الجمعة السادس من شعبان الخير 1440 هـجرية، الموافق 12 نيسان 2019 ميلادية.
حيث قال سماحته :هو رابع ائمة اهل البيت (سلام الله عليهم) وجدَه الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وصيِّ رسول الله -صل الله عليه وآله وسلم – واول من اسلم وآمن برسالته وکان منه بمنزلة هارون من موسى کما صح في الحديث عنه، وجدته فاطمة الزهراء بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله- وبضعته وفلذة کبده وسيدة نساء العالمين، کما کان ابوها يصفها، وابوه الإمام الحسين -عليه السلام- احد سيدَي شباب اهل الجنة سبط الرسول وريحانته.

واوضح سماحته لحکمة الهية بالغة، بقى الإمام علي بن الحسين -سلام الله عليه-حيا بعد المجزرة الدموية الاموية التي حلت ببيت الرسالة في کربلاء، في وضع مأساوي وصفه الامام السجاد – عليه السلام – ذاته في جوابه (للمنهال بن عمر) حين سأله، کيف امسيت يا أبن رسول الله؟ قال- سلام الله عليه -: (أمسينا کمثل بني اسرائيل في آل فرعون، يذبَحون أبنائهم ويستحيون نساءهم). ولقد نجا عليه السلام بقدرة الله تعالى، في حين کان عمره يومها ثلاثا وعشرين سنة، فقد کان المرض الذي استبدَ به لاسقاط واجب الجهاد بالسيف عنه

واضاف الاستاذ عمارمكي وقد قدر للإمام زين العابدين – عليه السلام – أن يتسلّم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه عليه السلام، فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأول، في مرحلة من أدق المراحل التي مرّت بها الأمة وقتئذ، وهي المرحلة التي اعقبت مرحلة الفتوح الاولى، فقد امتدّت هذه المرحلة بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي، فزلزت عروش الأكاسرة والقياصرة، وضمت شعوبا مختلفة وبلادا واسعة الى الدعوة الجديدة، واصبح المسلمون قادة الجزء الاعظم من العالم المتمدن وقتئذ خلال نصف قرن.

واكد سماحه اولا : ويمكن للمتتبع في هذا المجال، ان يلمح في قيادة الإمام عليه السلام ظاهرتين اثنتين، الاولى: استکمال الشوط الرسالي الذي بدأه الإمام الحسين – سلام الله عليه-
حيث ان كان بنو أمية والضالعون في ركابهم مدرکين تماما ما للحسين عليه السلام وآل البيت من مکانة لاتضاهيها مکانة في نفوس المسلمين وکانوا يعلمون ان قتل الحسين -سلام الله عليه- واصحابه في کربلاء سيثير سخط المسلمين عليهم، ومن أجل ذلك خططوا للتعميمه وبذلوا کل وسعهم لاثارة الضباب، لکي يمتصوا ايَ ردَ فعل متوقع، لاسيما في بلاد الشام حصنهم القوي.
ثانيا تبني منعطف جديد للحرکة الاصلاحية في الأمة. ان المتتبع لطبيعة دور الإمام السجاد عليه السلام في الحياة الاسلامية بعد عودته، يلمح انه عليه السلام قد رسم منهجه العملي بناء على دراسة الاوضاع العامة للامة بعد ثورة الإمام الحسين – عليه السلام- وتشخيص نقاط ضعفها ومقومات نهوضها.

مارس الإمام – عليه السلام – دوره من خلال العلم على انماء التيار الإسلامي الرسالي الاصيل في الامة وتوسيع دائرته في الساحة وقد ساعد في انجاح عمله عاملان اساسيان هما: الاضطراب السياسي والاجتماعي الذي تفجر في اکثر مراکز العالم الاسلامي اهمية وتاثيرا بعد مأساة الطف مباشرة والثانية التجاوب مع اهل البيت عليهم السلام من قبل قطاعات واسعة من الامة وذلك نتيجة لشعور اسلامي عام بمظلومية أهل البيت عليهم السلام خصوصا بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
كما واصل الإمام السجاد عليه السلام، حركته الاصلاحية للامة عن طريق الابلاغ والتبليغ بأسلوب الدعاء والتي جمعت بالصحيفة السجادية والتي عبّر عنها أهل البيت عليهم السلام، بإنجيل أهل البيت وزبور آل محمد عليهم السلام. فإن ما تمثّله هذه الأدعية من دور بنّاء ضروري في حياة الانسان وبناءه بناء انساني لما تحمله من أساليب ومعاني راقية في دعاء المولى سبحانه وبنفس الوقت هي دستور حياتي في المثل والأخلاق والفضائل يتربّى على مبادئها كل إنسان يريد الكمال وبلوغ الذروة في خط الإنسانية. فقد اعتبرت هذه الصحيفة المنهج الواضح لبيان الاسس الحقّة وطرق التقرب للمولى العزيز سبحانه وتعالى.