(ثوابت النهج الحسيني بين الشهادة والانتصار) عنوان المحاضرة الدينية في منطقة الهندية

المركز الإعلامي – إعلام المعقل

أقام أبناء المعقل محاضرة دينية في منطقة الهندية احتفاءً بمصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) وتخليدًا لها حيث اعتلى المنبر الخطيب الحسيني الشيخ حاتم الخفاجي (دام عزه) وذلك في يوم الثلاثاء العاشر من تشرين الأول 2017 م الموافق له 19 / محرم الحرام / 1439 هـ ، وتتطرق الشيخ الخفاجي خلال المحاضرة الى موضوع (ثوابت النهج الحسيني بين الشهادة والانتصار) يجد المتتبع والمطلع على مسيرة وتاريخ الثورة الحسينية وأبعادها المؤسومة علم وقطع الإمام الحسين (عليه السلام) بما يجري عليه وعلى أهل بيته وأصحابه الميامين من ظلم وقتل وسبي وانه مقتول لامحاله فهو يعلم بخيانة المجتمع الكوفي وقد يتصور البعض أن مجي الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العراق هو نتيجة كتب أهل الكوفة التي أرسلوها اليه وهذا تصور خاطى أن يكون المعصوم أن يسلم ويخضع للرأي لأناس ليس لديهم القدرة على التخطيط والتفكير لادارة واستيعاب ثورته بالإضافة إلى مواقفهم المتخاذلة أبان حكم وإمامة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وحكم وإمامة الإمام الحسن الزكي (عليه السلام) فنجده أنه كتب وخطب ، منذ بداية اعلان نهضته برفضه لبيعة يزيد ، وإلى استشهاده يوم عاشوراء فلذا نجد من أهم كتبه التي أرسلها (من لحق بنا استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح) وهي كبرقية سريعة بعثها إلى من بقي من بني هاشم في المدينة ، وقد أرسلها إلى أخيه محمد ابن الحنفية وجماعة من بني هاشم ، فبالتأكيد ان المسيرة للشهادة والعمل باتجاه الموقف الذي يخلد في الآخرة ، من هذا علينا أن نتأمل في بعض الابعاد في كلماته ، واستلام المفاهيم التي تعيننا على حياة كريمة ، وموقف مسؤول في دنيانا هذه ، والوقوف على مجموعة من الثوابت في ثورة الحسين (عليه السلام) ، ومن أبرز الثوابت هي :
الثابت الاول : من لحق بنا استشهد : حتمية الشهادة ، وهي من ثوابت ثورة الحسين (عليه السلام) نعم هي المحطة التي لابد أن يبلغنا كل (من لحق) ، من الأنصار والمجاهدين ، ولااحتمال لأي أمر آخر ، ومن الممكن أن تجعل للحسين (عليه السلام) خاصية أم تتواجد في نهضة أخرى! ان كل تحرك أونهضة أو مواجهة ، تحتمل كلا احتمالين ، أما الغلبة والنصر وأما الشهادة والموت ، قد يكون أحد الاحتمالين أكبر من الاخر ، ولكن النتيجة ان هناك احتمالين ، لواقعة كربلاء ، فان فيها احتمال ، واحتمال واحد فقط ، إنه احتمال الشهادة .
الثابت الثاني : ومن تخلف لم يبلغ الفتح : بعد أن كان الثابت الأول يؤكد حتمية الشهادة ، فإن الثابت الثاني يؤيد ويؤكد حتمية الفتح ، يوكد هذا في ثورته ، ان الذين لم يلتحقوا بها لم ينضموا الى المجاهدين ، وبالتالي لم يكونوا من الشهداء ، ولا يمكن أن يبلغوا الفتح ولا يصلوا إلى النصر ، فأحدثت ثورة الحسين (عليه السلام) فتحا غريبا وتاريخيا ، لايوجد له نظيرآ او تسمع لها شبيهآ ، فتح في القلوب والنفوس والأرواح ، فتح في القلوب حيث انفتحت على الله ورسالته ، وعاشت الحب والهيام والتألق بال رسول الله ، حتى صار الحسين (عليه السلام) وأيامه تناغم القلوب فتهفوا لها ، هذا والجدير بالذكر ان اقامة مجالس العزاء مستمرة طيلة ايام محرم الحرام من قبل الاخوة من أبناء المعقل .