بيــــان رقم – 28 –((الحذر كل الحذر من الحرب الطائفية))

بيــــان رقم – 28 –((الحذر كل الحذر من الحرب الطائفية))
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : ((إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))
وقال تعالى : ((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى))
جريمة..جريمة..وبعدها جريمة…تتبعها جرائم …..
بصوت حزين…وكلمة خجولة منكسرة…وعين دامعة…وقلب مجروح محروق مهضوم مكظوم …..مع صبر وإيمان ويقين وموالاة وثبات على الحق وفيه واليه ومعه …..
ـ فإننا نعزي مولانا وقائدنا وإمامنا مهدي آخر الزمان وناصر القرآن والآخـذ بثأر الانبيـاء وابنائهم الاخيار الأطهار….. بالمصاب الجلل والمصائب الثقال العظام ، بانتهاك حرمات وكرامات وأقداس النفوس الزكية والارواح العُلْـوية المقدّسة والاجساد الطاهرة المطهّرة ، والحضرات والعتبات المباركة المشرفة ، والمقامات الإلهية المصانة الكاملة المكملة ….. لقادة الورى وائمة الهدى واعلام التقى والعروة الوثقى الإمامين التقيين النقيين الهادي والعسكري وجدّهم المصطفى الأصفى الأنقى الأسمى الأجلى (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين) , وكما كانت الإنتهاكات لمقام أمير المؤمنين وسيد الموحدين وللسبط الحسين الشهيد والإمامين الكاظمين الكاظم والجواد , ومقام القرآن الكريم كلام الرب الخالق العظيم…..
ـ وندين ونشجب ونستنكر بشدة دائماً وأبداً هذه الأعمال اللاأخلاقية الإجرامية الوحشية الهمجية الارهابية التي تؤسِّس لها وتسيّرها وتقودها وتنفّذها دول ومنظمات الضلال والظلام الفكري والقبح والفسـاد النفسي والأخلاقي العالمي , والتي تستهدف المسلمين جميعاً , باستفزازهم وإثارتهم بانتهاك مقدساتهم ورموزهم وشعائرهم المقدسة…من القرآن الكريم الى الرسول الامين العظيم الى علي أمير المؤمنين وابنائه الطاهرين الحسين الشهيد والكاظمين الجوادين ثم الهاديين التقيّين العسكريين(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) …..
وبعــــد :
1- عندما حصلت تلك المؤامرة الكبرى والجريمة النكراء باغتيال سيد الوصيين وقائد الموحدين وامام المتقين أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب ( عليه السلام ) , جاء في وصيته لولديه الحسن والحسين (عليهم السلام ) : ((أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللهِ …. يَا بَني عَبْد اِلْمُطَّلِب لاَ أُلفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دمَاءَ الْمُسْلِمين خَوْضاً ، تَقُولُونَ : قُتِلَ أَميرُ الْمُؤْمِنين !! أَلاَ لاَ تَقْتُلُنَّ بِي إِلاَّ قَاتلِي .
انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَربَتِهِ هذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَة بِضَربَة ، وَلاَ يُمَثَّلُ بِالرَّجُلِ ، فَإِنِّي سَمِعتُ رَسُولَ الله(صلى الله عليه وآله) يَقُولُ : ” إِيِّاكُم والمُثلَةَ ، وَلَو بِالْكَلبِ العَقُورِ…)).
2- إذا كان الحكم في القصاص يختص بالجاني (دون غيره من الأهل والعيال والأرحام وابناء الملّة والمذهب والطائفة) ، في جناية وجريمة كبرى وقعت على جسد وروح الإمام عليّ بن أبي طالب الانسان الكامل والنفس المتكامل الاقدس والروح الأسمى الانفس والجسد الطاهر الأطهر ….
فبالأولوية القطعية يجري نفس الحكم على الجاني فيما لو وقعت الجناية والجريمة على ما دون الافضل من ارواح قدسيّة ونفوس عُلـْوية واجساد زكية وحضرات ومراقد ملكوتية كالمقامين الشريفين الطاهرين للامامين الهاديين ( عليهما السلام ) في سامرّاء
3ـ يتأكد ما قلناه أعلاه إذا لاحظنا ان الاطراف المتّهمة في تنفيذ الجريمة عديدة والجّهات المخطّطة والداعمة كثيرة والتكتلات والعناوين والاشخاص المسببة او المحرضة او المقصرة او المستفيدة لا يمكن حصرها ، ومن الواضح أن التهمة تتناسب شدّتها وتأكّدها بخصوص الدولة والدول الأكثر استفادة من الوضع المترتب على تلك الجريمة
4- وعليه أقول : لا يجوز مطلقا التعرض والاعتداء على ارواح واجساد إخواننا وأعزّائنا المسلمين الابرياء والمستضعفين من اهل السنة ولا على مساجدهم واماكن عبادتهم وشعائرهم ومقدساتهم ولا على اعراضهم ولا كراماتهم ولا ممتلكاتهم ….كما لا يجوز ذلك على المسلمين الشيعة اتباع اهل البيت الطاهرين الناقلين لسـُنـَّة جدهم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) والعاملين بها صدقا وعدلا
5- الرزيــة…الرزيــة…وكل الرزية في الحرب الطائفية…والانقياد للتعصب الجاهلي الاعمى والسير في مخططات اعداء الاسلام والانسانية , والوقوع في شباكهم وفخاخهم ومكائدهم , والانزلاق في مأساة وكارثة الحرب الاهلية الطائفية الدموية الآكلة والمدمرة للأخضر واليابس , والمميتة للقاصي والداني والتي لا يـُعلم متى وكيف تنتهي لو اتسعت واستحكمت (لا سمح الله تعالى)…..
الحرب الطائفية التي حذّرنا…وحذرنا…منها العلماء والسياسيين وغيرهم من السنة والشيعة…ولقد حذّرنا منها مرارا وتكرارا…ولكن لا حياة …..
. قال الله تعالى : ((وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)) المائدة /71.
6- قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولديه ((اللهَ اللهَ في القُرآنِ ؛ لاَ يَسبِقَكُمْ بِالعَمَلِ بِهِ غَيرُكُمْ .))
فالواجب علينا جميعا الالتزام بالوصية الشرعية الالهية فنأخذ بالقرآن واوامره ونواهيه واحكامه ونعمل بها دائما وابدا…..فنحذر انفسنا من ابليس واتّباع الهوى والمنافع الشخصية الدنيوية
كذلك نحذّر أنفسنا من الفتنة…الفتنة…الفتنة…التي لا تبقي ولا تذر , فتنة التعصب الباطل والحميّة الجاهلية والحرب الطائفية الاهلية , التي يعم شرها وضررها الجميع من ابناء هذا البلد الجريح , ولا يتوقع اي شخص انه سيكون في مأمن من ذلك
7ـ أيها المراجع ، أيها العلماء ، ايها السياسيون ، ايتها الرموز الدينية والاجتماعية والسياسية ، كفانا متاجرة بمشاعر الناس وعواطفهم , كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وارواح الابرياء والبسطاء….لنعمل جميعاً بصدق وإخلاص من اجل العراق وشعبِه المظلوم ، من اجل الاسلام ، من اجل الانسانية ، يجب علينا جميعاً إيقاف سفك الدماء ونزفها ، لنمنع زهق الارواح , لنمنع الفتنة..لنمنع الفتنة…..
8ـ الحذر كل الحذر من الحرب الطائفية الفتنة…الفتنة…الفتنة …
. قال العليّ القدير (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ )) الانفال /25 .
. وقال الله العزيز الحكيم ((لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ )) الحج /53 .

. وقال تعالى ((رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) الممتحنة /5 .
9- أوصيكم ونفسي ، ايها العراقيون من مراجع وعلماء وغيرهم ، من زعماء ورموز وغيرهم ، من السنة والشيعة ، من العرب والكرد والتركمان وغيرهم ، من المسلمين والمسيحيين وغيرهم ، من الرجال والنساء…..أوصيكم بالالتزام ووجوب الالتزام القولي والفعلي والقلبي والعملي , بما جاء في وصية أمير المؤمنين وسيد الموحدين ويعسوب الدين ( عليه السلام ) حتى يعم السلم والسلام والامن والامان والخير والصلاح في هذا البلد الجريح النازف الممزق , وكان مما أوصى به عليه السلام :
((أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللهِ…كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَللمَظلُومِ عَوْناً …
اللهَ اللهَ في الأَيْتَام…وَاللهَ اللهَ في جيرَانكُمْ …
وَاللهَ اللهَ في القُرآنِ ؛ لاَ يَسبِقَكُمْ بِالعَمَلِ بِهِ غَيرُكُمْ …..
وَاللهَ اللهَ في الصَّلاةِ ؛ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ…
وَاللهَ اللهَ في بَيتِ رَبِّكُمْ…
وَاللهَ اللهَ في الجهَادِ بِأَموَالِكُم وَأَنفُسِكُمْ وَأَلسِنَتِكُمْ في سَبِيل الله…
لاَ تَتْرُكُوا الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ فَيـُوَلَّى عَلَيكمْ شِرَارُكمْ ثُمَّ تَدعُون فَلا يـُسْتَجَابُ لَكُمْ…))
والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلّم على محمد وآل محمد
24 / محرم / 1427 هــ
23/2/2006م