محاضرة_22_توحيد_التيمية_الخوارج_التاريخ
محاضرة_22_توحيد_التيمية_الخوارج_التاريخ

المرجع الصرخي: خوارج الفكر والسلوك متخبطون في كتابة التاريخ العربي الإسلامي!

أكد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ان خوارج الفكر والسلوك المارقة التيميون متخبطون في كتابة التاريخ العربي الإسلامي !! وأكد ذلك من خلال ما استدل به لما ذكره ابن الاثير التيمي الداعشي من تاريخ صلاح الدين الأيوبي !! واكد السيد الصرخي ان صلاح الدين (بحسب ما ذكر ابن الاثير )كان من الشيعة، الرافضة، الفاطميين، الإسماعيليين، و ممَن يزورون القبور، أي يزورون قبر الشافعي، وأيضًا قرّب الصوفيّة !! وكل هذه الأفعال تجعله كافر بحسب الفتاوى الداعشية !! ودعا المحقق الصرخي الحسني إلى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة حتّى نتعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنفوس وتتحد تحت عنوان جامع يرجع إلى ثوابت الإسلام ومبادئ الإنسان والأخلاق .

حيث قال المحقق الصرخي .أسطورة (35): الفتنة.. رأس الكفر.. قرن الشيطان!!!: الكلام في جهات: الجهة الأولى..الجهة الثانية..الجهة السابعة: الجَهمي والمجسّم هل يتّفقان؟!!..الأمر الثالث: سنطلع هنا على بعض ما يتعلّق بالملك الناصر السلطان الفاتح صلاح الدين الأيوبي، والكلام في موارد:

المورد 3: الكامل 9 : ابن الأثير: قال(ابن الأثير): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(567هـ)]: [ذِكْرُ إِقَامَةِ الْخُطْبَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ بِمِصْرَ وَانْقِرَاضِ الدَّوْلَةِ الْعَلَوِيَّةِ]:

أـ قال: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي ثَانِي جُمُعَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ، قُطِعَتْ خُطْبَةُ الْعَاضِدِ لِدِينِ اللَّهِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْإِمَامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ…
وَكَانَ سَبَبُ الْخُطْبَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ بِمِصْرَ أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ يُوسُفَ بْنَ أَيُّوبَ لَمَّا ثَبَتَ قَدَمُهُ بِمِصْرَ وَزَالَ الْمُخَالِفُونَ لَهُ، وَضَعُفَ أَمْرُ الْخَلِيفَةِ بِهَا الْعَاضِدِ، وَصَارَ قَصْرُهُ يَحْكُمُ فِيهِ صَلَاحُ الدِّينِ وَنَائِبُهُ قَرَاقُوشُ، وَهُوَ خَصِيٌّ،((حَكمَ صلاحُ الدين ونائبُه البلد بأمر الخليفة الفاطمي، والسبب هو حتّى يتخلّص من الصليبيين ومن إحتلالهم لبلاد المسلمين فاختار الخليفة الفاطمي الزنكي والزنكي أرسل الأيوبي، إذن سيطرة صلاح الدين ليست بشطارة وقتال وشجاعة وإنّما بعناوين أخرى )) كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْأُمَرَاءِ الْأَسْدِيَةِ، كُلُّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زَنْكِي يَأْمُرُهُ بِقَطْعِ الْخُطْبَةِ الْعَاضِدِيَّةِ وَإِقَامَةِ الْخُطْبَةِ الْمُسْتَضِيئِيَّةِ،
وعلق السيد الصرخي ملفتا ً الى ان افعال صلاح الدين توجب تكفيره عند الدواعش بحسب فتاواهم القاتلة : (( أي خطبة تابعة للخليفة العباسي المستضيء. التفتوا جيدًا: هنا سيتبين لكم وستحصل لكم المفاجأة ظاهرًا بأنّ صلاح الدين أيضًا كان من الشيعة، الرافضة، الفاطميين، الإسماعيليين، وكما تبيّن لنا سابقًا هو ممَن يزورون القبور، أي يزورون قبر الشافعي، وأيضًا قرّب الصوفيّة إذن كلّ هذه العناوين عند الدواعش هي تكفّر صلاح الدين!!!)) فَامْتَنَعَ صَلَاحُ الدِّينِ، وَاعْتَذَرَ بِالْخَوْفِ مِنْ قِيَامِ أَهْلِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ عَلَيْهِ لِمَيْلِهِمْ إِلَى الْعَلَوِيِّينَ}}

ب ـ ثم قال: {{وَكَانَ صَلَاحُ الدِّينِ يَكْرَهُ قَطْعَ الْخُطْبَةِ لَهُمْ، وَيُرِيدُ بَقَاءَهُمْ ((لاحظ: يريد بقاءهم إذن هو شيعي أو ليس بشيعي، فاطمي أو ليس بفاطمي، إسماعيلي أو ليس بإسماعيلي، رافضي أو ليس برافضي، جهمي أو ليس بجهمي، هذا كحُكمٍ أولي )) خَوْفًا مِنْ نُورِ الدِّينِ، (( هذه هي السياسة، كما يحصل الآن تجد السنّي يتحالف مع اليهودي أو المسيحي، مع الدولة الغربية أوالشرقية، مع الدولة الشيعيّة أو الصفويّة أو المجوسيّة أو الفارسيّة أو التركية أو الزنكية أو الأيوبية أو الفاطمية أو الإسماعيلية أو غيرها من عناوين، ضدّ السنّة أو ضدّ أبناء دينه أو مذهبه، وفي المقابل أيضًا تجد الشيعي يتحالف مع التوجهات الأخرى المختلفة دينًا وطائفة ومذهبًا مع توجهه، ضدّ أبناء مذهبه وطائفته ودينه، وهكذا تجد هذه هنا وهنا وهي عبارة عن مصالح وسياسة)) فَإِنَّهُ كَانَ يَخَافُهُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ …

وعلق المحقق الصرخي مشيراً الى ان ارتباط صلاح الدين بنور الدين كان ارتباط شكلي , حيث قال السيد الصرخي : (( إذن ارتباط صلاح الدين بنور الدين هو ارتباط شكلي، كما قلنا لم يأخذ صلاح الدين الدولة الفاطميّة ويسيطر عليها إلّا برضا وقبول وإمضاء ودعوة الخليفة الفاطمي، وخلاف هذا أتى بأساليب أخرى وكلّ إنسان له شأن في تسمية الأسلوب الذي انتهجه صلاح الدين، ويعطيه عنوان في كيفية أخذ صلاح الدين الحكم من الفاطميين، الآن لنرجع خطوة إلى الخلف، فماذا فعل صلاح الدين مع نور الدين وهو ولي نعمته ونعمة الأيوبيين؟ هو مرتبط بنور الدين وتحت ولايته ووصايته ولكن لا يرضى أن يدخل نور الدين إلى مصر خوفًا من عزله!!! ))

يَأْخُذُهَا مِنْهُ، فَكَانَ يُرِيدُ [أَنْ] يَكُونَ الْعَاضِدُ مَعَهُ(العاضد الخليفة الفاطمي)، حَتَّى إِذَا قَصَدَهُ نُورُ الدِّينِ امْتَنَعَ بِهِ(بالعاضد) وَبِأَهْلِ مِصْرَ عَلَيْهِ،(( يستعين بالشيعي بالقبوري والقبوريّة ضدّ أهل السنة )) فَلَمَّا اعْتَذَرَ إِلَى نُورِ الدِّينِ بِذَلِكَ لَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ، وَأَلَحَّ عَلَيْهِ بِقَطْعِ خُطْبَتِهِ، وَأَلْزَمَهُ إِلْزَامًا لَا فُسْحَةَ لَهُ فِي مُخَالَفَتِهِ،..وَكَانَ قَدْ دَخَلَ إِلَى مِصْرَ إِنْسَانٌ أَعْجَمِيٌّ يُعْرَفُ بِالْأَمِيرِ الْعَالِمِ …

وألفت المرجع الصرخي الى انه مما يؤسف له ان من يرفع شعار العروبة والانتصار للعرب يمجد ويفتخر بغير العرب :
(( لاحظ: الكلّ أعجمي! الخليفة أعجمي والنائب أعجمي والخادم أعجمي والعالِم أعجمي، وكأنّنا نعيش تلك الأيام، أو تلك الأيام هي حاضرة هنا الآن، ممّا يؤسف له لا يوجد خير في غير الأعجمي- أي غير العربي-، لا يوجد في العرب من فيه الخير والهمة والصلاح والرجولة والقدرة والعمل والاهتمام، فهذا يرمي نفسه لهذه الجهة ويستعين بها وذاك يرتمي للجهة الأخرى وهكذا، فنفس الحال الذي مرّ به العرب في تلك الفترة فهم يمرّون به في هذه الفترة، والكلام هنا ليس في الجانب القومي بل نقول: ألا يوجد مسلم غير أعجمي يصلح للقيادة وللرئاسة وللإمرة وللخدمة؟ ألا يوجد أمير شجاع جسور حكيم عالم بينهم، بل مسلم أعجمي فارسي تركي غربي أوربي أميركي أفغاني هندي صيني في السابق وفي هذا الزمان، يلتجيء إليه أهل الإسلام واصل الإسلام وقلب الإسلام في بلاد العرب؟؟؟ ونحن العرب مع كلّ ما نحن فيه من مأساة نجد من الإفلاس واليأس والضعف والهوان أنّنا نحاول أن نأتي بأمجاد تاريخيّة إمّا غير حقيقة أصلا ولا واقعيّة لها أو مبالغ فيها، وإمّا أنّها لا تدخل في سلوكنا ومنهجنا ولم تكن للاقتداء بها، مجرد عبارة عن كلام وشعارات ليس أكثر من هذا وواقع الحال يناقض ما يُقال وما يُستحضر من وقائع وشواهد تاريخيّة، والشيء المؤسف هنا والغريب جدًا أنّ من يتمسّك بالقومية ونحن قلنا الإسلام أولًا لكن الانتماء للقومية موجود، فكما ينتمي الغير لقوميته ويتمسّك بمنطقته وببلده وبأسرته وعائلته وعشيرته ويذكر العنوان والانتساب إلى تلك الجهات فأيضًا العربي له أسرة وعائلة وقبيلة وعشيرة ومكان ومدينة وقومية ودين فمن حقّه أن يتمسّك بها، التفت جيدا إلى هذا الأمر: مِن فقدان القيم والموازين تجد مَن يتحدّث بالعروبة والقوميّة ويتحدّث و يتكلم ويدافع ويرفع السيف ضدّ باقي القوميات فعندما يفتخر بالقادة الأبطال الشجعان الفاتحين المحررين الموحّدين للبلاد العربية تجده يفتخر بصلاح الدين وصلاح الدين ليس بعربي!!!!! لاحظ كيف يصل الإنسان إلى هذا الحال، وهو على مستوى أكاديمي وعالم وعارف ومحقق فضلًا عن باقي الناس، وهنا اتحدّث عمَّن يتحدّث بالقوميّة ويتمسّك ويرفع شعار القوميّة، فأنت لماذا ترفع شعار القومية وتقتدي وتفتخر بقائد ليس من قوميّتك وتنتقد قومية هذا القائد؟!! لا أعرف سبحان الله!!! إذن نحتاج إلى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة حتّى نتعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنفوس وتتحد تحت عنوان جامع يرجع إلى ثوابت الإسلام ومبادئ الإنسان والأخلاق ))

رَأَيْتُهُ أَنَا بِالْمَوْصِلِ، فَلَمَّا رَأَى مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْإِحْجَامِ، وَأَنَّ أَحَدًا لَا يَتَجَاسَرُ [أَنْ] يَخْطُبَ لِلْعَبَّاسِيِّينَ قَالَ: أَنَا أَبْتَدِئُ بِالْخُطْبَةِ لَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ أَوَّلَ جُمُعَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ صَعِدَ الْمِنْبَرَ قَبْلَ الْخَطِيبِ، وَدَعَا لِلْمُسْتَضِيءِ بِأَمْرِ اللَّهِ، فَلَمْ يُنْكِرْ أَحَدٌ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ أَمَرَ صَلَاحُ الدِّينِ الْخُطَبَاءَ بِمِصْرَ وَالْقَاهِرَةِ أَنْ يَقْطَعُوا خُطْبَةَ الْعَاضِدِ وَيَخْطُبُوا لِلْمُسْتَضِيءِ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَلَمْ يَنْتَطِحْ فِيهَا عَنْزَانِ، وَكُتِبَ بِذَلِكَ إِلَى سَائِرِ بِلَادِ مِصْرَ، فَفَعَلَ}}
وألفت المحقق الصرخي الانظار ان المجتمع المصري في فترة صلاح الدين وكما يشير ابن الاثير لم يكن مجتمعا ً شيعيا ً من خلال القرائن التاريخية !! ((التفت: هذا المقطع من الكلام يُثبت أنّ المجتمع المصري لم يكن شيعيًّا، خطباء يخطبون وتغيّر اسم الخليفة من الخليفة الفاطمي الشيعي إلى خليفة عباسي سني ولا يوجد أيّ ردّ فعل، إذن أين التشيّع في مصر، فكلّ القرائن تُشير إلى ما ذكرته لكم بأن غالبية مصر لم تكن شيعيّة ))

وأضاف السيد الصرخي : [هذا يكشف أنّ اعتذار صلاح الدين لم يكن حقيقيًّا ولم يصدّقه أحد حتّى أنّ الأعجمي الإنسان (المجهول الحال حسب ظاهر الكلام) بادر وبدون أيّ تردد فخطب للعباسيين في مركز وقلب الحكم الفاطمي دون أيّ رد فعل من أي أحد، ولذلك أيضًا لم يصدّق نور الدين عذرَ صلاح الدين، فيا ترى هل كان صلاح الدين شيعيًّا فاطميًّا، أو أنّه وكما ذكر ابن الأثير، أراد الإبقاء على الخليفة الفاطمي للاستعانة به ضدّ نور الدين فيما لو فكر في تغيير صلاح الدين بالقوّة أو غيرها؟! ]

جـ ـ (يكمل ابن الأثير كلامه): {{وَكَانَ الْعَاضِدُ قَدِ اشْتَدَّ مَرَضُهُ فَلَمْ يُعْلِمْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ وَأَصْحَابِهِ بِقَطْعِ الْخُطْبَةِ، وَقَالُوا: إِنْ عُوفِيَ فَهُوَ يَعْلَمُ، وَإِنْ تُوُفِّيَ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْجَعَهُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْحَادِثَةِ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَتُوُفِّيَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَعْلَمْ بِقَطْعِ الْخُطْبَةِ، وَلَمَّا اشْتَدَّ مَرَضُ الْعَاضِدِ أَرْسَلَ إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ يَسْتَدْعِيهِ، فَظَنَّ ذَلِكَ خَدِيعَةً، فَلَمْ يَمْضِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَلِمَ صِدْقَهُ، فَنَدِمَ عَلَى تَخَلُّفِهِ عَنْهُ، وَكَانَ يَصِفُهُ كَثِيرًا بِالْكَرَمِ، وَلِينِ الْجَانِبِ، وَغَلَبَةِ الْخَيْرِ عَلَى طَبْعِهِ، وَانْقِيَادِهِ}}

وقد علق السيد الصرخي على هذا النص قائلا :
[[ 1ـ كيف ظنّ صلاح الدين إرسال العاضد الفاطمي له خديعة، أفليس مؤتَمَن قصر العاضد والآمر الناهي فيه هو الخَصيّ قَراقُوش صاحب صلاح الدين وتابعه وعينه ويده التي يسيطر بها على كلّ شاردة وواردة إلى العاضد وقصر العاضد، فكيف خَفِي عليه مرضُ أو خفي عليه اشتداد مرض العاضد؟!
2ـ ولا أعلم ماذا يقصد الراوي غير ما هو ظاهر الكلام، وكما ذكرنا، من أنّ صلاح الدين عَلِم بصدق العاضد لمّا توفّى، فمجرد الوفاة لا تكشف عدم وجود خديعة إلّا اذا كان تَوَقُّعُ الخديعة مترتّبًا على عدم المرض(أو عدم اشتداد المرض)، فلمّا مات تبيّن له أنّه كان مريضًا(أو اشتدَّ عليه المرض) وأنّه أرسل عليه لأنّه مريض واشتد به المرض وأراد أن يحَدّثه ويوصيه باعتبارِه وزيرَه، لكن صلاح الدين لم يصدّق مرضه في وقتها وتوقع أنّها خديعة فلم يذهب إليه، ولمّا مات تبيّن صدقُ مرضه وتبيّن له أن لا خديعة في الأمر فَنَدِمَ عَلَى تَخَلُّفِهِ عَنْهُ!!
3ـ أمّا وصف صلاح الدين للخليفة الفاطمي الإسماعيلي بأنّه كثير الكرم وليّن الجانب ويغلب الخير على طبعه وانقياده، فسنرى كيف قابل صلاح الدين هذا الكرم والخير الفاطمي، وأيضًا سنعرف كيف ترجَمَ صلاحُ الدين نَدَمَه على تخلّفه عن العاضد وعدم الاستجابة لدعوته ظانّا به الخديعة!! ]]

د ـ ثم قال(ابن الأثير): {{وَلَمَّا تُوُفِّيَ جَلَسَ صَلَاحُ الدِّينِ لِلْعَزَاءِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى قَصْرِ الْخِلَافَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ مَا فِيهِ، فَحَفِظَهُ بَهَاءُ الدِّينِ قَرَاقُوشُ الَّذِي كَانَ قَدْ رَتَّبَهُ قَبْلَ مَوْتِ الْعَاضِدِ، فَحُمِلَ الْجَمِيعُ إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ، وَكَانَ مِنْ كَثْرَتِهِ يَخْرُجُ عَنِ الْإِحْصَاءِ،.. وَكَانَ فِيهِ مِنَ الْكُتُبِ النَّفِيسَةِ الْمَعْدُومَةِ الْمِثْلِ مَا لَا يُعَدُّ،
وعلق السيد الصرخي قائلا : (( قلت لكم سابقًا بأنّ الحكم الفاطمي تميّز بالعلم والعلماء واستقدام وإغراء العلماء للمجيء ومن كلّ المذاهب والطوائف من فلاسفة وأطباء وحكماء وأهل فلك وغيرهم. والذي حصل كان جلد الكتاب يُخلع وتُصنع منه النعل أو تغطّى به!!! وتُرمى تلك الكتب النفسية أو تُباع بالأسواق دون أن يعلم المشتري ما قيمة هذه الكتب ونفاستها، وكان في مكتبة الجامعة الأزهرية أكثر من مليون ونصف مليون كتاب فكلّ هذا انتهى واُعدم وقُضي عليه!!! عِلمٌ قد سٌحق، فما أُتلف مِن كتب مِن المكتبة الفاطميّة المصرية الأزهرية أكثر ممّا حُرق وأُتلف من كتب على يد هولاكو في بغداد، أو يوازيه على أقلّ تقدير!!! فقد سُحق العلم سحقا، وهذه الكتب النفيسة التي أتلفها صلاح الدين ليس الشيعة ولست أنا من يقول بل ابن الأثير الزنكي الشافعي الذي عاش الأحداث هو من يقول))
فَبَاعَ جَمِيعَ مَا فِيهِ، وَنُقِلَ أَهْلُ الْعَاضِدِ إِلَى مَوْضِعٍ مِنَ الْقَصْرِ، وَوَكَّلَ بِهِمْ مَنْ يَحْفَظُهُمْ، وَأَخْرَجَ جَمِيعَ مَنْ فِيهِ مِنْ أَمَةٍ وَعَبْدٍ، فَبَاعَ الْبَعْضَ، وَأَعْتَقَ الْبَعْضَ، وَوَهَبَ الْبَعْضَ، وَخَلَى الْقَصْرُ مِنْ سُكَّانِهِ كَأَنْ لَمْ يَغْنَ بِالْأَمْسِ،..
وَلَمَّا وَصَلَتِ الْبِشَارَةُ إِلَى بَغْدَادَ بِذَلِكَ ضُرِبَتِ الْبَشَائِرُ بِهَا عِدَّةَ أَيَّامٍ …
واستغرب المرجع الصرخي عن كيفية قبول الخلفاء الفاطميون وهم من أهل العلم والفلسفة بصلاح الدين وهم ليس بعربي؟ (( فقط إشارة، في دساتير الدول وقوانينها من ليس عنده جنسية البلد لا يكون في منصب سيادي فكيف قبل الخلفاء الفاطميون وهم من أهل العلم والفلسفة بصلاح الدين وهم ليس بعربي؟ فلا يوجد إلّا ما ذكرناه بأنّه آثر على نفسه وسلطته وعلى أهله ومذهبه في مقابل الحفاظ على بيضه الإسلام بالرغم من كلّ سلبياته فقبل بالتسلط الأيوبي الزنكي العباسي على دولته على أن لا يدخل الفرنجة إلى بلاد الإسلام، فمن يأتي بمثل هذا الموقف؟ مَن يتوقّع أن يأتي إنسان بمثل هذا الموقف؟ وهذا الأمر يسجّل للخليفة الفاطمي، فنحن نجد من يتعامل مع الشيطان وأسياد الشيطان مع إبليس ومع من هو ألعن من إبليس من أجل الحفاظ على الكرسي والمنصب والفائدة والمنافع الشخصيّة ))

وَزُيِّنَتْ بَغْدَادُ وَظَهَرَ مِنَ الْفَرَحِ وَالْجَذَلِ مَا لَا حَدَّ عَلَيْهِ، وَسُيِّرَتِ الْخِلَعُ مَعَ عِمَادِ الدِّينِ صَنْدَلٍ (وَهُوَ مِنْ خَوَاصِّ الْخَدَمِ الْمَقْتُفَوِيَّةِ وَالْمُقَدَّمِينَ فِي الدَّوْلَةِ) لِنُورِ الدِّينِ وَصَلَاحِ الدِّينِ، فَسَارَ صَنْدَلٌ إِلَى نُورِ الدِّينِ وَأَلْبَسُهُ الْخِلْعَةَ، وَسَيَّرَ الْخِلْعَةَ الَّتِي لِصَلَاحِ الدِّينِ وَلِلْخُطَبَاءِ بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَالْأَعْلَامِ السُّودِ، ثُمَّ إِنَّ صَنْدَلًا هَذَا(الخادم) صَارَ أُسْتَاذَ دَارِ الْخَلِيفَةِ الْمُسْتَضِيءِ بِأَمْرِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يَدْرِي الْفِقْهَ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ وَرَوَاهُ،..}}

واختتم المحقق الصرخي كلامه قائلا : (( إذن الخليفة العباسي كان على المذهب الرسمي للدولة وهو الحنفية وقرّب هذا وهو على المذهب الشافعي، إذن هذا كان هو صلة الوصل بينه وبين الدولة الزنكية والدولة الأيوبية))

جاء ذلك في المحاضرة الثانية والعشرون من بحثه ( وقفات مع …. توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي القاها بتاريخ 4 جمادي الاخرة 1438 هــ الموافق 3- 3 – 2017 مــ