الخذلان والخيانة في الأتفاق منهج لرموز التيمية
الخذلان والخيانة في الأتفاق منهج لرموز التيمية

المرجع الصرخي: الخذلان والخيانة منهج لرموز التيمية!!

أكّد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني على ان أي اتفاق يحصل يفترض ان يتم الالتزام به خصوصا مع من يمثل عنوان ملك او سلطان او حاكم او قائد والخيانة مرفوضة بين هؤلاء حتى من قبل الانسان العادي ممن لا يمتلك اي عنوان سلطوي الا انك تجد المفاجئة والغرابة في خيانة الاتفاق من قبل صلاح الدين الايوبي مع نور الدين الزنكي الملك العادل وفي كل مرة يقوم صلاح الدين بالتجهيز والاستعداد للقتال ويستنزف طاقات الجيش بعد ذلك ينسحب ويعود لما يسمع بتحرك ووصول نور الدين من الجهة الاخرى لأن صلاح الدين يخشى من نور الدين ان يعزله فيما لو تمكن من بقية الاراضي وسيطر عليها !!
هذا ما جاء في الكامل لأبن الاثير من وقائع واحداث أبان حكم الفاطميين وسلطة وسطوة الأيوبيين ونقل المرجع الصرخي ما جاء عن ابن الاثير من سير واحداث تتعلق بتلك الحقبة التاريخية ضمن عدة موارد وفي المحاضرة 23 من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي القاها مساء السبت – 5 جمادي الاخرة 1438 هــ الموافق 4- 3 – 2017 مـ.
حيث أورد سماحته الأحداث التي ذكرها ابن الأثير، و قال:
المورد5: السنة الثانية على التوالي يقوم صلاح الدين بخذلان زنكي وجيشه وإجهادهم واستنزاف قواهم وكسر معنوياتهم؛ من خلال الاتفاق معهم على الغزْوِ فلمّا يتمّ التجهيز والتوجّه للغزو وعند اقتراب الموعد يتركهم صلاح الدين فجأة، ويتركهم عاجزين عن القيام بأيّ عمل عسكري ضدّ الفرِنج وتحرير الأراضي والمقدّسات منهم.
قال ابن الأثير: الكامل9/385: {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(568هـ)]:
[ذِكْرُ رَحِيلِ صَلَاحِ الدِّينِ مِنْ مِصْرَ إِلَى الْكَرَكِ وَعَوْدِهِ عَنْهَا]: فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي شَوَّالٍ، رَحَلَ صَلَاحُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ مِنْ مِصْرَ بِعَسَاكِرِهَا جَمِيعِهَا إِلَى بِلَادِ الْفِرِنْجِ يُرِيدُ حَصْرَ الْكَرَكِ، وَالِاجْتِمَاعَ مَعَ نُورِ الدِّينِ عَلَيْهِ، وَالِاتِّفَاقَ عَلَى قَصْدِ بِلَادِ الْفِرِنْجِ مِنْ جِهَتَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي جِهَةٍ بِعَسْكَرِهِ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ نُورَ الدِّينِ لَمَّا أَنْكَرَ عَلَى صَلَاحِ الدِّينِ عَوْدَهُ مِنْ بِلَادِ الْفِرِنْجِ فِي الْعَامِ الْمَاضِي، وَأَرَادَ نُورُ الدِّينِ قَصْدَ مِصْرَ وَأَخْذَهَا مِنْهُ، أَرْسَلَ يَعْتَذِرُ، وَيَعِدُ مِنْ نَفْسِهِ بِالْحَرَكَةِ عَلَى مَا يُقَرِّرُهُ نُورُ الدِّينِ، فَاسْتَقَرَّتِ الْقَاعِدَةُ بَيْنَهُمَا أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ يَخْرُجُ مِنْ مِصْرَ وَيَسِيرُ نُورُ الدِّينِ مِنْ دِمَشْقَ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ صَاحِبَهُ يُقِيمُ إِلَى أَنْ يَصِلَ الْآخَرُ إِلَيْهِ، وَتَوَاعَدَا عَلَى يَوْمٍ مَعْلُومٍ يَكُونُ وُصُولُهُمَا فِيهِ، فَسَارَ صَلَاحُ الدِّينِ عَنْ مِصْرَ لِأَنَّ طَرِيقَهُ أَصْعَبُ وَأَبْعَدُ وَأَشَقُّ، وَوَصَلَ إِلَى الْكَرَكِ وَحَصَرَهُ.
وَأَمَّا نُورُ الدِّينِ فَإِنَّهُ لَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ كِتَابُ صَلَاحِ الدِّينِ بِرَحِيلِهِ مِنْ مِصْرَ فَرَّقَ الْأَمْوَالَ، وَحَصَّلَ الْأَزْوَادَ وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَسَارَ إِلَى الْكَرَكِ فَوَصَلَ إِلَى الرَّقِيمِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَرَكِ مَرْحَلَتَانِ. فَلَمَّا سَمِعَ صَلَاحُ الدِّينِ بِقُرْبِهِ خَافَهُ].

((إنّا لله وإنّا إليه راجعون، يوجد اتفاق بينهما ومع هذا خان الاتفاق، هل يوجد من حكام العرب الآن مثل هؤلاء الحكام والسلاطين والملوك؟ فهل يوجد إنسان عادي يفعل هذا؟ الآن مَن منكم ممن يحب صلاح الدين ويقتدي به ويعبده أو ممن عنده موقف سلبي من صلاح الدين هل يقف مثل هذا الموقف؟!!))
[هُوَ وَجَمِيعُ أَهْلِهِ، وَاتَّفَقَ رَأْيُهُمْ عَلَى الْعَوْدِ إِلَى مِصْرَ، وَتَرْكِ الْاجْتِمَاعِ بِنُورِ الدِّينِ، لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهُ إِنِ اجْتَمَعَا كَانَ عَزْلُهُ عَلَى نُورِ الدِّينِ سَهْلًا.
فَلَمَّا عَادَ أَرْسَلَ الْفَقِيهَ عِيسَى إِلَى نُورِ الدِّينِ يَعْتَذِرُ عَنْ رَحِيلِهِ بِأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَخْلَفَ أَبَاهُ نَجْمَ الدِّينِ أَيُّوبَ عَلَى دِيَارِ مِصْرَ، وَأَنَّهُ مَرِيضٌ شَدِيدُ الْمَرَضِ، وَيَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ عَلَيْهِ حَادِثُ الْمَوْتِ فَتَخْرُجَ الْبِلَادُ عَنْ أَيْدِيهِمْ، وَأَرْسَلَ مَعَهُ [مِنَ] التُّحَفِ وَالْهَدَايَا مَا يَجِلُّ عَنِ الْوَصْفِ].
((لاحظ: مريض ومع فرض المرض يحتمل الموت وعلى فرض الموت يحتمل خروج البلاد من أيديهم!! فكم هو عذر ضعيف وواهن، وإذا خرجت البلاد من ايديكم، بعد تحرير البلاد والمقدسات الاسلامية من الفرنج هل يوجد من سيقف بأوجهكم؟!! هل يوجد من سيقف بوجه هذا الجيش المنتصر على الفرنج الزاحف على مصر؟ قال ابن الاثير: فَلَمَّا عَادَ أَرْسَلَ الْفَقِيهَ عِيسَى إِلَى نُورِ الدِّينِ يَعْتَذِرُ عَنْ رَحِيلِهِ بِأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَخْلَفَ أَبَاهُ نَجْمَ الدِّينِ أَيُّوبَ عَلَى دِيَارِ مِصْرَ، وَأَنَّهُ مَرِيضٌ شَدِيدُ الْمَرَضِ. لاحظ: هكذا يفعل بالعلماء والفقهاء برجال الدين؛ يوظفون هؤلاء لما يختارون ويريدون ويسعون لتحقيقه من مكاسب والحفاظ على الحكم والسلطة)).

فَجَاءَ الرَّسُولُ إِلَى نُورِ الدِّينِ وَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ فَعَظُمَ عَلَيْهِ وَعَلِمَ الْمُرَادَ مِنَ الْعَوْدِ، (( علم نور الدين ما هو السبب، السبب هو أنّ صلاح الدين يخاف الالتقاء ويخاف من العزل)) إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُظْهِرْ لِلرَّسُولِ تَأَثُّرًا بَلْ قَالَ لَهُ: حِفْظُ مِصْرَ أَهَمُّ عِنْدَنَا مِنْ غَيْرِهَا.
وَسَارَ صَلَاحُ الدِّينِ إِلَى مِصْرَ فَوَجَدَ أَبَاهُ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ وَلَحِقَ بِرَبِّهِ، وَرُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ لِقَائِلِهَا دَعْنِي. وَكَانَ سَبَبُ مَوْتِ نَجْمِ الدِّينِ أَنَّهُ رَكِبَ يَوْمًا فَرَسًا بِمِصْرَ، فَنَفَرَ بِهِ}}

(( التفت جيدًا: ادعاء المرض لم يكن حقيقيًّا، وأنا ذكرت لكم ما هو مقدار الضعف والوهن بهذا العذر، فعلى احتمال المرض يُحتمل الموت وعلى فرض احتمال الموت يُحتمل خروج المواطنين المصريين المساكين ضد الدولة الأيوبيّة أو الزنكيّة، فتبيّن أنّ هذا الأدعاء لا حقيقة له )).