المرجع الصرخي : ابن تيمية في اكثر من سياق يؤكد رؤية الله باليقظة وبصور مختلفة !!

كشف المرجع الديني السيد الصرخي الحسني اسطورة اخرى من اساطير التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري تتمثل بأعتقاد ابن تيمية في رؤية الله باليقظة ولو من وجه او جهة واحدة وليس على نحو التطابق التام الكلي
نتيجة لوقوع ابن تيمية ومن يتبع منهجه ومعتقده بالخلط فمجرد نفي التطابق الكلي فيمن يرى صور اويحسبها انها الله بنفسه وبحقيقته الخارجية سواء في النوم او يتخيلها في اليقظة وبأي شكل من الاشكال فأن ذلك لايعني نفي التطابق والتشابه بوجه من الوجوه وهذا متحقق وواضح في سياقات ابن تيمية واراه .

جاء ذلك خلال محاضرة المرجع الرابعة من بحثه ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) 3 ربيع الاول 1438 هـ 3-12-2016 م

حيث ذكر المرجع تحت عنوان :

أسطورة (10): يرى ربّه في اليقظة :أولا: قال ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية: [1/ 325-328]):{{قال بعض المشايخ: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابًا بينه وبين الله، وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم، وما أظن عاقلًا يُنكِر ذلك… فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره….}}
يظهر من الكلام تسليم ابن تيمية بوجود قسمين من الرؤى:
1 ـ رؤيا يقظة: { إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابًا بينه وبين الله} ، وهنا إشارة الى أن نفس الصورة تكون حجابا
2 ـ رؤيا نوم: { وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم}، وهنا تحدث عن عدم انكار عاقل لذلك وأن الرؤيا هنا تقع بغير اختيار الانسان ولا يمكن دفعها.
ثانيا: قال تيمية: {فلا نعتقد أن ما تخيله الإنسان في منامه أو يقظته من الصور أن الله في نفسه مثل ذلك، فإنه ليس هو في نفسه مثل ذلك}
وذكر المرجع الصرخي جملة من التعليقات منها :
آ……ب ـ ان أقصى محاولته هنا نفيُه ان تكون الصورة مماثلة ومطابقة لصورة الله وللهِ في نفسه وبحقيقته الخارجية، أما المطابقة من وجه دون وجه فلا تنتفي، بل لا ينفيها تيمية أصلا، فقد سكت عنها ولم يَنْفِها، إضافة الى تأكيده على ان المنفي هنا هو المطابقة والمماثلة (الكاملة التامة) لنفس الله وصورته في نفسه وحقيقته الخارجية حيث قال{ فلا نعتقد…أن الله في نفسه مثل ذلك، فإنه ليس هو في نفسه مثل ذلك }،
وتابع السيد الصرخي :
أما المطابقة من وجه فلا ينكرُها بل لا يمكنه انكارها لأنه اثبتها وأكد عليها في نفس المورد وقال انها حق، عندما تحدث عن لفظ الرؤية ثم فرّع حديثه عن الرؤية في المنام حيث قال في (بيان تلبيس الجهمية: [1/ 325-328]): {لفظ الرؤية وإن كان في الأصل مطابقًا، فقد لا يكون مطابقًا …وقد يكون التوهُّم والتخيُّل مطابقًا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلًا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم، وقد يرى في اليقظة من جنس ما يراه في منامه فإنه يرى صورًا وأفعالًا ويسمع أقوالًا}.
وواصل المرجع :
ج – إذا كان قد صرّح هنا بالرؤيا حال اليقظة في سياق الحديث عن الملائكة والجن محاولا التشويش على الفكر وصرفه الى رؤية الملائكة والجن، فإنه حتى على فرض التشويش والانصراف فانه يرد السؤال في ذهن كل انسان عاقل، أنه، ما هو المانع في جريان نفس الكلام والمدّعى في تخيل وتصور الله حال اليقظة، فمن يدّعي أنه يرى الله في اليقظة يقصد تخيله وتصوره في يقظته وان كان على خلاف حقيقة الله فلا تطابقها ولا تماثلها كليا لكنها تطابقها من وجه، فكما يشاهد ويرى الناسُ الملائكةَ والجنَّ بصورة انسان شيخ أو شاب أو امرأة أو طفل وبصورة حيوان كالطير أو الكلب فإنهم يشاهدون الله بصورة انسان أو حيوان وحسب مستويات الإيمان، وهذا ما تقولون به وتتمسكون به في الآخرة وتكفرون وتقتلون منكرَه!!!
فما أبقيتم لعبدة المسيح وعبدة الصليب وعبّاد البشر، وماذا أبقيتم للمجوس والسيخ والهندوس والبوذيين عبدة النار والبقر والشجر والحجر، وما أبقيتم لعبدة الشيطان الرجيم الأشرّ؟؟!!

ثالثا: قال ابن تيمية:{{ بل نفس الجن والملائكة لا يتصوَّرها الإنسان ويتخيّلها على حقيقتها بل هي على خلاف ما يتخيّله ويتصوَّره في منامه ويقظته وإن كان ما رآه مناسبا مشابهًا لها فالله تعالى أجل وأعظم”}}

يؤيد ويؤكد ماذكرناه أن تيمية نفسه استدل برؤيا الإنسان للملائكة والجنّ التي يتصوّرها الإنسان حال اليقظة وأنها تكون على خلاف حقيقتها، بنفس ما تحدث عن رؤيا الانسان للملائكة والجن التي يتصورها الانسان حال النوم وأنها تكون على خلاف حقيقتها .
واضاف المرجع :
فكلامه واضح جدا في وجود تصوّر وصور حال اليقظة وكذلك وجود تصوّر وصور حال النوم، وأن كلّا منهما تكون على خلاف حقيقتها، فالكلام عن رؤيا الله تعالى في نفس السياق وبنص الكلام يشمل رؤيا النوم ورؤيا اليقظة،
وبسبب الفكر السقيم وتحجير العقل، وقعوا في الخلط فإنهم لا يعرفون معنى أن سلب ونفي الكلية لايستلزم انتفاء الجزئية، فنفي رؤية اليقظة لصورة الله المطابقة والمماثلة كليا ومن جميع الوجوه لا يستلزم نفي رؤية اليقظة لصورة الله المطابقة والمماثلة من بعض الوجوه، فلو كان فيهم عاقل سوي لسأل نفسه عن التناقض الأولي في كلام شيخهم في قوله{هي على خلاف ما يتخيّله ويتصوَّره في منامه ويقظته وإن كان ما رآه مناسبا مشابهًا لها}، فكيف يجمع بين {على خلاف ما يتخيله ويتصوره} وبين { وان كان مناسبا مشابها لها}؟!! فلو سأل احدهم نفسه لوجد المعنى واضحا والمبنى التيمي صريحا فيما قلناه من انه ينفي الكليّة والتطابق والتماثل من جميع الجهات لكنه لا ينفي التطابق والتماثل من بعض الجهات في اليقظة كما في النوم .