آيَة ُ التَّـطْهِـيـرِ..تَـشْـمَـلُ النِّـسَـاءَ..الـدَّلِـيـلُ مَـعَ الآل

أَقْبَاسٌ..مِنَ..الإِمَامَة..
[آيَة ُ التَّـطْهِـيـرِ..تَـشْـمَـلُ النِّـسَـاءَ..الـدَّلِـيـلُ مَـعَ الآل]
أَوَّلًا ـ جَاءَ فِي سُورَةِ الأَحْزَاب(32ـ 35):
مَقْطَع1: يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ، إِنِ اتَّقَيْتُنَّ؛
1ـ فَـلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ، فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ
2ـ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا
3ـ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ
4ـ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ
5ـ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ
6ـ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
7ـ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..
8ـ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ
مَقْطَع2: إِنَّـمَـا يُـرِيـدُ اللَّهُ لِـيُـذْهِـبَ عَـنْكُـمُ الـرِّجْـسَ أَهْـلَ الْـبَـيْـتِ وَيُـطَـهِّـرَكُـمْ تَـطْـهِـيـرًا
مَقْطَع3: وَاذْكُــرْنَ مَـا يُــتْــلَـى فِي بُـيُــوتِـكُـنَّ مِنْ آيَـاتِ اللَّهِ وَالْـحِـكْـمَـةِ، إِنَّ اللَّهَ كَـانَ لَـطِـيـفًـا خَـبِـيـرًا
مَقْطَع4: إِنَّ الْمُـسْـلِـمِـيـنَ وَالْمُـسْـلِـمَـاتِ، وَالْمُـؤْمِـنِـيـنَ وَالْمُـؤْمِـنَـاتِ، وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ، وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ، وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ، وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ، وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ، وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ، وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ، وَالذَّاكِـرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ، أَعَــدَّ اللَّهُ لَـهُـمْ مَغْـفِـرَةً وَأَجْـرًا عَـظِـيـمًـا
ثَانِيًا ـ قَوْلُهُ تَعَالَى:{يَانِسَـاءَ النَّبِـيِّ..} يَـشْـمَـلُ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلام) مَعَ الـزَّوْجَـاتِ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ):
1. لَا يَـخْـفَى أَنَّ مَـوْلَاتَـنَـا الـزَّهْـرَاءَ(عَلَيْهَا السَّلام) مِن نِـسَـاءِ الـنَّـبِـيِّ(عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) بِـقَـرِيـنَـةٍ قُـرْآنِـيَّـة:
أـ الـمُسَـلَّـمُ بِـهِ أَنَّ الـنِّـسَـاءَ، {نِـسَـاءَنَـا}، فِي آيَـةِ المُـبَـاهَـلَـةِ تُـشِــيـرُ إلَـى فَـاطِـمَـةَ الـزَّهْـرَاء(عَلَيْهَا السَّلام):
قَالَ(تَعَالَى):{فَـمَـنْ حَـاجَّـكَ فِيهِ مِن بَعْـدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِـلْمِ، فَـقُـلْ تَـعَـالَـوْا نَـدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِـسَـــاءَنَـا وَنِـسَـاءَكُـمْ وَأَنفُسَـنَا وَأَنفُسَـكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ..}[(آل عمران(61)]
بـ ـ فِي آيَـةِ الجِـلْبَـاب:
ـ ذُكِـرَ نِسَـاءُ المُؤْمِنِينَ بِالعُـنْوَانِ العَـامّ؛{وَنِسَـاءِ الْمُؤْمِنِينَ}
ـ وَذُكِـرَ نِسَـاءُ النَّبِيِّ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) بِتَفْصِيل؛{لِّأَزْوَاجِـكَ وَبَـنَـاتِـكَ}
ـ إِذَن، تَـدْخُـلُ فَـاطِـمَـةُ(عَلَيْهَا السَّلام) ضِمْنَ نِـسَـاءِ النَّبِـيّ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام)، كَـمَـا تَـدْخُـلُ أُمَّهَـاتُ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ)
ـ قَالَ(سُبْحَانَه):{يَـا أَيُّـهَا النَّـبِيُّ قُـل لِّأَزْوَاجِـكَ وَبَـنَـاتِـكَ وَنِـسَـاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُـدْنِـينَ عَـلَيْهِـنَّ مِن جَـلَابِـيـبِـهِـنَّ ۚ ذَٰلِـكَ أَدْنَـىٰ أَن يُـعْـرَفْـنَ فَـلَا يُـؤْذَيْـنَ ۗ وَكَـانَ اللَّهُ غَـفُـورًا رَّحِيمًا}[الأحزاب(59)]
2 ـ المُتَحَصَّل: لَا إِشْكَالَ فِي دُخُولِ سَيِّدَتِنَا الزَّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلام) فِي خِطَابِ وَأَحْكَامِ آيَةِ التَّطْهِيرِ وَمَا سَبَقَهَا وَلَحِقَهَا مِن آيَاتِ النِّسَاءِ فِي سُورَةِ الأَحْزَاب؛
{يَـانِـسَـاءَ الـنَّـبِـيِّ لَسْـتُـنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ..اتَّـقَـيْـتُـنَّ..لَا تَخْـضَـعْـنَ..قُـلْـنَ..قَـرْنَ..لَا تَـبَـرَّجْـنَ..أَقِـمْـنَ..آتِـيـنَ..أَطِـعْـنَ..أَهْلَ الْبَيْتِ..اذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ}[الأَحْزَاب(32ـ 35)]
ثَالِثًا ـ زَيْنَبُ وَأُمُّ كُلْثُوم وَرُقَيَّةُ وَفَاطِمَة بَنَاتُ الرَّسُول(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم) )،{يَـا أَيُّـهَا النَّـبِيُّ قُـل لِّأَزْوَاجِـكَ وَبَـنَـاتِـكَ}[الأحزاب(59)]:
ـ زَيْنَبُ وَأُمُّ كُلْثُوم شَـقِيقَـتَـا فَاطِمَةَ(عَلَيْهِنَّ السَّلَام) يَشْمَلُهُمَا خِطَابُ وَأَحْكَامُ آيَةِ التَّطْهِير وَآيَاتِ نِسَاءِ النَّبِيِّ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام)، فِي سُورَة الأَحْزَاب(32ـ 35)
ـ عَلَى فَرْضِ نُزُولِ الآيَات[(32ـ 35)الأحزاب] قَـبْلَ وَفَـاةِ رُقَيَّةَ(ت 2هـ)، تَكُونُ مَشْمُولَة ً بِالآيَاتِ وَأَحْكَامِهَا كَـشَقِيقَـاتِهَا زَيْنَبَ وَأمِّ كُلْثُوم وَفَاطِمَة(عَلَيْهِنَّ السَّلَام)
رَابِعًا ـ [أَهْل البَيْت] يَـشْـمَـلُ الـزَّوْجَـات، بِـقَـرِينَةٍ قُـرْآنِيَّـة؛
أ ـ كَمَا فِي الخِطَـابِ القُـرْآنِيِّ لِـزَوْجَــةِ إبْـرَاهِيم(عَلَيْهِما الصَّلَاة وَالسَّلَام)؛{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَـلَـيْـكُـمْ أَهْــلَ الْـبَـيْـتِ}:
ـ قَالَ(تَعَالَى):{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ…وَامْـرَأَتُـهُ قَـائِـمَـةٌ، فَضَحِكَتْ، فَـبَـشَّـرْنَـاهَـا بِإِسْحَاقَ..قَـالَـتْ يَـا وَيْـلَـتَـىٰ أَأَلِــدُ وَأَنَـا عَـجُـوزٌ وَهَٰـذَا بَـعْـلِـي شَـيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ* قَـالُوا أَتَـعْـجَـبِـيـنَ مِنْ أَمْـرِ اللَّهِ ۖ رَحْــمَـتُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ عَـلَـيْـكُـمْ أَهْــلَ الْبَـيْـتِ}[هود(69ـ 73)]
بـ ـ وَكَمَا فِي اسْـتِثْـنَاءِ زَوْجَـةِ لُـوطٍ مِن أَهْـلِ لُـوط(عَلَيْهِ السَّلام)؛[فَأَسْرِ بِـأَهْـلِـكَ]..[إِلَّا امْـرَأَتَـكَ]:
ـ قال(سُبْحَانَه):{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ…قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَـأَسْـرِ بِــأَهْـلِـكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَـلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَـدٌ إِلَّا امْــرَأَتَـكَ ۖ إِنَّـهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ}[هود(81)]
جـ ـ يُسْتَفَادُ مِن قَوْلِهِ(تَعَالَى):{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَـلَـيْـكُـمْ أَهْــلَ الْـبَـيْـتِ}..{فَأَسْرِ بِـأَهْـلِـكَ..إِلَّا امْـرَأَتَـكَ}؛
إِنَّهُ لَا إِشْكَالَ فِي شُـمُولِ آيَـةِ التَّطْهِيرِ لِأُمَّهَـاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) كَـمَـا تَـشْـمَـلُ بَـنَـاتِ النَّبِيِّ(عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام)، فَـتَـدْخُـلُ الـزَّوْجَـاتُ وَالبَـنَـاتُ(عَلَيْهِنَّ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ(تَعَالَى):{إِنَّـمَـا يُـرِيـدُ اللَّهُ لِـيُـذْهِـبَ عَـنْكُـمُ الـرِّجْـسَ أَهْــلَ الْـبَـيْـتِ وَيُـطَـهِّـرَكُـمْ تَـطْـهِـيـرًا}
خَامِسًا ـ السِّيَاقَاتُ القُرْآنِيَّة أَزْمَة ٌ أَرَّقَـت الشِّيعَة َ وَصَارَت مِن الأَسْبَابِ الرَّئِيسَةِ لِقَوْلِهِم بِتَحْرِيفِ القُرْآن؛
فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ(32ـ 34)، السِّيَاقُ القُرْآنِيُّ بِمُفْرَدِهِ(بِغَضِّ النَّظَرِ عَن القَرَائِن السَّابِقَة) يُشِيرُ بِوُضُوح ٍ إلَى شُمُولِ آيَـةِ التَّـطْهِـيرِ لِـزَوْجَـاتِ النَّبِيِّ(عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) حَيْثُ وَقَعَـت بَيْنَ آيَـاتٍ خَاصَّةٍ بِـنِسَـاءِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)؛
أـ بَدَأَ وَاسْتَمَرَّ الخِطَابُ القُرْآنِي بـنِسَـاءِ النَّبِيِّ (عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام):{يَـانِـسَـاءَ النَّبِيِّ لَـسْـتُنَّ كَـأَحَـدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّـقَـيْـتُـنَّ فَـلَا تَخْـضَعْـنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُـلْـنَ قَـوْلًا مَعْـرُوفًا ﴿٣٢﴾ وَقَـرْنَ فِي بُـيُـوتِـكُـنَّ وَلَا تَـبَـرَّجْـنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِـمْـنَ الصَّـلَاةَ وَآتِـيـنَ الزَّكَاةَ وَأَطِـعْـنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..﴿33﴾}
بـ ـ اسْـتَمَرَّ خِطَـابُ القُـرْآنِ لِـنِسَـاءِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) حَتَّى وَصَـلَ إِلَى آيَةِ التَّطْهِيرِ (بَل جُزْء آيَة)؛{..إِنَّمَا يُـرِيـدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَـنْـكُـمُ الـرِّجْسَ أَهْـلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّـرَكُمْ تَـطْهِـيرًا ﴿33﴾}
جـ ـ بَعْـدَهَا، مُبَاشَـرَةً، تُخَـاطِبُ الآيَة ُ نِسَـاءَ النَّبِيِّ(عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام):{وَاذْكُـرْنَ مَا يُـتْـلَى فِي بُـيُـوتِـكُـنَّ مِنْ آيَـاتِ اللَّهِ وَالْحِكْـمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًـا خَبِيرًا ﴿٣٤﴾}
سَادِسًا ـ لِلتَّأْكِيدِ عَلَى السِّيَاقِ وَدَلَالَتِهِ عَلَى شُمُولِ آيَـةِ التَّـطْهِـيرِ لِـزَوْجَـاتِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)، نَـجِـدُ أَنَّ مَـقْـطَـعَ التَّـطْهِـيرِ لَيْسَ آيَـة ً كَامِلَةً، بَل هُوَ جُـزْءٌ مِن الآيَةِ (33) مِن سُورَةِ الأحْزَاب:{وَقَـرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَـبَـرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِـمْـنَ الصَّلَاةَ وَآتِـيـنَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْـنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّـمَا يُـرِيـدُ اللَّهُ لِـيُـذْهِـبَ عَـنكُمُ الرِّجْسَ أَهْــلَ الْبَـيْـتِ وَيُـطَهِّـرَكُمْ تَطْهِيرًا}، فَالآيَـة ُ بِـجُـزْئَـيْـنِ مُـتَـجَـاوِرَيْـنِ مُـلْـتَـصِقَـيْـنِ؛
جُزْء1ـ يَتَضَمَّنُ خِطَـابًـا لِـنِسَـاءِ النَّبِيِّ(عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام): [وَقَـرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَـبَـرَّجْنَ تَـبَـرُّجَ الْجَاهِـلِـيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِـمْـنَ الصَّلَاةَ وَآتِـيـنَ الزَّكَـاةَ وَأَطِـعْـنَ اللَّهَ وَرَسُـولَهُ]
جُزْء2ـ يَـتَـضَمَّـنُ مَعْـنَى التَّـطْهِـيرِ لِأَهْـلِ البَـيْـت:[إِنَّـمَا يُـرِيـدُ اللَّهُ لِـيُـذْهِـبَ عَـنْـكُـمُ الـرِّجْسَ أَهْـلَ الْبَـيْـتِ وَيُطَهِّـرَكُمْ تَـطْهِـيرًا]
سَابِعًا ـ نَبْقَى مَعَ السِّيَاق، وَالكَلَامُ بِخُطُوَات:
1ـ إِذَا كَانَت آيَـة ُ التَّطْهِـيرِ غَـرِيـبَـة ً عَـن آيَـاتِ النِّسَـاءِ وَأَحْكَـامِهَـا
2ـ فَـإنَّ مُـقْـتَـضَى السِّـيَـاقِ وَالحِـكْـمَـةِ وَالبَـيَـانِ أنْ تُـذْكَـرَ آيَـة ُ التَّـطْـهِـيـرِ بَـعْـدَ الانْـتِـهَـاءِ مِـن آيَـاتِ الـنِّـسَـاءِ
3ـ مِـثْـلَـمَـا انْـتَـقَـلَ الخِـطَـابُ إلَى الـمُسْـلِـمِـيـنَ وَالـمُسْـلِـمَـاتِ وَالـمُـؤْمِـنِـيـنَ وَالمُـؤْمِـنَـاتِ..بَـعْـدَ أَن انْـتَـهَى مِن ذِكْـرِ النِّسَـاءِ وَأَهْـلِ البَيْت؛
.{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ..(32).. وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُــرْنَ مَـا يُــتْــلَـى فِي بُـيُــوتِـكُـنَّ..(34)}>>ثُمَّ انْتَقَلَ الخِطَابُ إلَى>>{إِنَّ الْمُـسْـلِـمِـيـنَ وَالْمُـسْـلِـمَـاتِ، وَالْمُـؤْمِـنِـيـنَ وَالْمُـؤْمِـنَـاتِ..(35)}…
4ـ لَكِن، آيَـة ُ التَّطْهِـيرِ لَـم تُـذْكَـرْ بَـعْـدَ الانْتِهَاءِ مِن آيَـاتِ النِّسَـاءِ، بَل حُشِـرَت بَيْنَهَـا، فَـقَـد سُـبِقَت وَلُحِـقَـت بِخِـطَـابِ النِّسَاء؛{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ…أَهْـلَ الْبَيْتِ…وَاذْكُــرْنَ مَـا يُــتْــلَـى فِي بُـيُــوتِـكُـنَّ}
5ـ إذَن، يَثْبُتُ أَنَّ آيَـة َ التَّـطْهِـيرِ لَـيْـسَـت غَـرِيـبَة ً عَـن آيَـاتِ النِّسَـاءِ وَأَحْكَامِهَا، بَل تَرْتَبِط ُ بِهَا بِحَسَبِ السِّيَاقِ وَالحِكْمَةِ وَالبَيَانِ
ثَامِنًا ـ تَـأكِـيـدًا عَـلَى السِّـيَـاقِ وَشُـمُـولِ الـنِّـسَـاءِ لِـبَـنَـاتِ النَّـبِيِّ مَعَ زَّوْجَـاتِه(عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام):
. نَـجِـدُ أَنَّ الخِـطَـابَ القُـرْآنِـيَّ قَـد بَـدَأَ بِالـزَّوْجَــاتِ فِي الآيَـتَـيْـنِ(28) و(29)
. ثُـمَّ انْـتَـقَـلَ لِـلـنِّسَـاءِ فِي الآيَـة(30) إلَى الآيَـة(33)
. وَفِي نَفْسِ الآيَـة(33) ذَكَـرَ أَهْــلَ البَـيْـتِ
. ثُـمَّ ذَكَـرَ الـنِّـسَـاءَ فِي الآيَة(34)
. ثُـمَّ انْـتَـقَـلَ لِـلمُسْـلِمِينَ وَالمُسْـلِمَـات فِي الآيَـة(35)؛
. {يَا أَيُّـهَـا النَّـبِيُّ قُـل لِّأَزْوَاجِــكَ..يَا نِسَـاء النَّبِيِّ مَن يَـأْتِ مِنكُنَّ..يَا نِـسَـاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء..إِنَّمَا يُـرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْـلَ الْبَـيْـتِ..وَاذْكُـرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُـيُـوتِـكُـنَّ..إِنَّ الْمُسْـلِمِينَ وَالْمُسْـلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ..}..
تَاسِعًا ـ النَّسَـقُ فِي انْـتِـقَـالِ خِـطَـابِ القُرْآن، مِن [الـزَّوْجَـاتِ] إلَى [الـنِّـسَـاءِ وبَـيْـنَهُـنَّ أَهْــلُ الـبَـيْـتِ] ثُـمَّ إلَى [المُسْـلِمِينَ وَالـمُـسْـلِـمَـات]، يُـؤَكِّـدُ أَنَّ فَـاطِـمَـة َ الزّهْـرَاءَ(عَلَيْها السَّلام) دَاخِـلَـة ٌ فِي آيَـاتِ نِـسَـاءِ الـنَّـبِيِّ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَزَوْجَاتِه الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) وَأَحْـكَـامِـهَـا، بِحَـسَـبِ السِّـيَـاقِ وَالحِـكْـمَةِ وَالبَـيَـانِ
ـ فَـقَـد جَـاءَ فِي سُـورَةِ الأَحْـزَاب(28ـ 35):
1ـ الـزَّوْجَـات: الآيَة[(28) و(29)]؛
{يَـا أَيُّـهَـا النَّـبِيُّ قُـل لِّأَزْوَاجِــكَ إِن كُـنـتُـنَّ تُـرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَـتَـعَـالَـيْـنَ أُمَـتِّـعْـكُـنَّ وَأُسَـرِّحْـكُـنَّ سَـرَاحًا جَمِيلا ** وَإِن كُـنـتُـنَّ تُـرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَـإِنَّ اللَّهَ أَعَـدَّ لِـلْمُحْـسِـنَاتِ مِـنـكُـنَّ أَجْـرًا عَـظِـيـمًا}
2ـ الـنِّـسَـاءُ وبَـيْـنَـهُـنَّ أَهْـلُ البَـيْـتِ: الآيَة[(30) ـ (34)]؛
{يَـا نِـسَــاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَـأْتِ مِنْـكُـنَّ بِفَـاحِشَـةٍ مُبَيِّنَةٍ يُـضَـاعَـفْ لَهَـا الْعَـذَابُ ضِعْـفَـيْـنِ ۚ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَـقْـنُـتْ مِنْـكُـنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَـعْـمَـلْ صَالِحًا نُـؤْتِـهَـا أَجْـرَهَـا مَـرَّتَـيْـنِ وَأَعْـتَـدْنَا لَهَـا رِزْقًـا كَـرِيمًا * يَـا نِـسَــاءَ النَّبِيِّ لَـسْـتُـنَّ كَـأَحَـدٍ مِنَ النِّـسَـاءِ ۚ إِنِ اتَّـقَـيْـتُـنَّ، فَـلَا تَـخْـضَـعْـنَ بِـالْقَـوْلِ فَـيَـطْـمَـعَ الَّذِي فِي قَـلْـبِـهِ مَـرَضٌ، وَقُـلْـنَ قَـوْلًا مَعْـرُوفًا * وَقَـرْنَ فِي بُـيُـوتِـكُـنَّ وَلَا تَـبَـرَّجْـنَ تَـبَـرُّجَ الْجَاهِـلِـيَّةِ الْأُولَىٰ، وَأَقِـمْـنَ الصَّلَاةَ، وَآتِـيـنَ الزَّكَـاةَ، وَأَطِـعْـنَ اللَّهَ وَرَسُـولَهُ ۚ إِنَّـمَـا يُـرِيـدُ اللَّهُ لِـيُـذْهِـبَ عَـنـكُـمُ الرِّجْـسَ أَهْــلَ الْبَـيْـتِ وَيُـطَـهِّـرَكُـمْ تَـطْـهِـيـرًا * وَاذْكُـرْنَ مَا يُـتْـلَى فِي بُـيُـوتِـكُـنَّ مِنْ آيَـاتِ اللَّهِ وَالْحِـكْـمَـةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَـانَ لَـطِـيـفًـا خَـبِـيـرًا}
3ـ المُسْـلِـمُونَ وَالمُسْـلِـمَـات: الآيَة[(35)]؛
{إِنَّ الْمُسْـلِمِينَ وَالْـمُسْـلِمَـاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَـاتِ، وَالْقَـانِتِينَ وَالْقَـانِتَـاتِ، وَالصَّـادِقِينَ وَالصَّـادِقَـاتِ، وَالصَّـابِرِينَ وَالصَّـابِـرَاتِ، وَالْخَـاشِعِينَ وَالْخَـاشِـعَـاتِ، وَالْمُتَـصَدِّقِينَ وَالْمُـتَـصَـدِّقَـاتِ، وَالصَّائِمِينَ وَالصَّـائِـمَـاتِ، وَالْحَـافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَـافِـظَـاتِ، وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالـذَّاكِـرَاتِ، أَعَــدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْـفِـرَةً وَأَجْـرًا عَـظِـيمًـا}
عَاشِرًا ـ زَيْـنَـبُ وَأُمُّ كُـلْـثُـوم (وَرُبَّمَا رُقَـيَّـةُ) كَـشَـقِـيـقَـتِـهـِنَّ فَـاطِمَة َ الزَّهْرَاء(عَلَيْهِنَّ السَّلَامُ) يَـدْخُـلْـنَ فِي آيَـةِ التَّـطْهِـيرِ وَآيَـاتِ نِسَـاءِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم) وَأَحْكَـامِهَـا، بِحَسَـبِ السِّـيَاقِ وَالحِكْمَةِ وَالبَيَـانِ، بِدَلَالَةِ النَّسَـقِ فِي انْـتِـقَـالِ خِـطَـابِ القُرْآن، مِن [الـزَّوْجَـاتِ] إلَى [الـنِّـسَـاءِ وبَـيْـنَهُـنَّ أَهْــلُ الـبَـيْـتِ] ثُـمَّ إلَى [المُسْـلِمِينَ وَالـمُـسْـلِـمَـات]
1. بِنَفْسِ المَلَاكِ، يَـظْهَـرُ أَنَّ نِسَـاءَ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) تَشْـمَـلُ مَن نَكَحَهَـا رَسُـولُ اللهِ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) بِـمِـلْـكِ اليَـمِـيـنِ، وَتَـدْخُـلُ فِي آيَـةِ التَّطْهِيرِ وَآيَـاتِ النِسَـاءِ وَأَحْكَامِهَـا
2. عَلَيْهِ يَثْبُتُ: إنَّ البَـنَـاتِ وَالزَّوْجَـاتِ وَمِلْكَ اليَمِين يَـدْخُـلْـنَ تَحْتَ عُـنْـوَانِ نِسَـاءِ النَّبِي(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَنِسَائِهِ الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيم)، وَيَشْـمَلُهُـنَّ آيَـة ُ التَّطْهِـيـرِ وَآيَـاتُ النِّسَـاءِ وَأَحْكَامِهَـا
حَادِي عَشَر ـ أُمَّهَـاتُ المُؤْمِنِينَ وَزَوْجَـة ُ إبْـرَاهِيمَ(عَلَيْهِم السَّلَام)، تَحْتَ عُـنْوَانِ [أَهْـلِ البَـيْـت]:
لَا فَـرْقَ فِي الخِـطَـابِ القُـرْآنِـيِّ بَـيْـنَ؛ [..وَأَقِـمْـنَ..وَآتِـيـنَ..وَأَطِـعْـنَ…عَـنـكُـمُ أَهْــلَ الْبَـيْـتِ](الأحزاب)
و [..ضَحِكَتْ..بَشَّرْنَاهَـا..قَـالَـتْ..أَأَلِـدُ..أَتَـعْـجَـبِـيـنَ…عَـلَـيْـكُـمْ أَهْـلَ الْبَـيْـتِ](هود)
كَـمَـا صَـحَّ خِـطَـابُ القُـرْآنِ لِـزَوْجَـةِ النَّـبِـيِّ إبْـرَاهِـيـمَ(عَلَيْهِ السَّلَام) بِــ [..عَـلَـيْـكُـمْ أَهْـلَ الْبَـيْـتِ] فَـإِنَّـه يَـصِـحُّ خِـطَـابُ القُـرْآنِ لِـزَوْجَـاتِ النَّـبِـيِّ مُـحَـمَّـدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم) بِــ [..عَـنـكُـمُ أَهْــلَ الْبَـيْـتِ]
3ـ فَيَثْبُتُ: أنَّ زَوْجَـاتِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) دَاخِـلَاتٌ تَـحْـتَ عُـنْـوَانِ أَهْـلِ البَـيْـتِ وَآيَـةِ التَّـطْهِـيـرِ، بِـحَسَـبِ السِّـيَـاقِ وَالبَـيَـان
ثَانِي عَشَر ـ فِي مُخَاطَبَةِ زَوْجَةِ إبْرَاهِـيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام) بِـ [..عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ]، قَد انْتَقَلَ القُرْآنُ مِن ضَمِيرِ الإِنَاثِ(الأُنْثَى) إلَى ضَمِيرِ الذُّكُورِ، مَعَ بَقَاءِ الأُنْثَى(زَوْجَةِ إبْرَاهِيمَ) تَحْتَ الخِطَابِ القُرْآنِيِّ وَأَحْكَامِهِ؛
هَذَا دَلِيلٌ وَشَاهِدٌ قُرْآنِيٌّ عَلَى صَحَّةِ وَتَمَامِيَّةِ الخِطَابِ وَالانْتِقَالِ مِن ضَمِيرِ الإِنَاثِ إلَى ضَمِيرِ الذُّكُور فِي مُخَاطَبَةِ نِسَاءِ(زَوْجَاتِ وَبَنَاتِ) النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم) بـِ [..عَنكُمُ أَهْلَ الْبَيْتِ]، مَعَ بَقَائِهِنَّ(عَلَيْهِنَّ السَّلَام) تَحْتَ الخِطَابِ القُرْآنِيِّ وَأَحْكَامِهِ
إِذَن؛ أُمَّهَاتُ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) مَشْمُولَاتٌ بِآيَةِ التَّطْهِيرِ، بِشَهَادَةِ القُرْآنِ مَعَ دَلَالَةِ السِّيَاقِ وَالبَيَان.
ثَالِث عَشَر ـ بِلِحَاظِ الصِّيغَةِ[المُفْرَد – الجَمْع] والجِنْسِ[المُذَكَّر(الذَّكَر) ـ المُؤَنَّث(الأُنْثَى)]، نَسْتَنْتِجُ:
إنَّ مُخَاطَبَة َ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) بِــ [..وَأَقِمْنَ..وَآتِينَ..وَأَطِعْنَ…عَنكُمُ أَهْلَ الْبَيْتِ] أَوْلَى بِالصَّحَةِ وَالتَّمَامِيَّةِ مِن مُخَاطَبَةِ زَوْجَةِ إبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام) بِــ [..ضَحِكَتْ..بَشَّرْنَاهَا..قَالَتْ..أَأَلِدُ..أَتَعْجَبِينَ…عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ]، لِاكْتِفَاءِ الأُولَى بِمَؤُونَةٍ أَقَلّ:
فِي أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ)، قَد انْتَقَلَ الخِطَابُ بِتَغْيِيرِ الجِنْسِ دُونَ الصِّيغَة، مِن [الجَمْع ِ المُؤَنَّثِ(الإِنَاثِ)] إلَى [الجَمْعِ المُذَكَّـرِ(الذُّكُورِ)]؛
أـ تَغَيَّرَ الجِنْسُ، مِن [المُؤَنَّثِ(الإِنَاثِ)] إِلَى [المُذَكَّرِ(الذُّكُورِ)]
بـ ـ لَم تَتَغَيَّرْ الصِّيغَة ُ، فَقَد ثَبَتَت صِيغَة ُ [الجَمْعِ] فِي آيَاتِ الزّوْجَاتِ وَالنِّسَاءِ وَآيَةِ التَّطْهِير.
فِي زَوْجَةِ إبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)، قَد انْتَقَلَ الخِطَابُ بِتَغْيِيرِ الجِنْسِ وَالصِّيغَةِ مَعًا، مِن [المُفْرَدِ المُؤَنَّث] إلَى [الجَمْعِ المُذَكَّر]؛
أـ تَغَـيَّرَ الجِنْسُ، مِن [المُؤَنَّثِ(الأُنْثَى)] إِلَى [المُذَكَّرِ(الذُّكُورِ)]
بـ ـ تَغْـيَّرَت الصِّيغَة ُ، مِن [المُفْرَدِ] إلَى [الجَمْعِ].
المُتَحَصَّل:
أـ إِنَّ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) مَشْمُولَاتٌ بِآيَةِ التَّطْهِيرِ
بـ ـ إنَّهُنَّ أَوْلَى بِالشُّمُولِ، تَحْتَ عُنْوَانِ [أَهْل البَيْت]، مِن زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام).
رَابِع عَشَر ـ بِلِحَاظِ نَسَقِ وَسِيَاقِ آيَاتِ سُورَتَي [هُـود(69ـ74)] وَ [الأَحْزَاب(28ـ34)]، يَتَّضِحُ:
إنَّ [شُمُولَ (أَهْلِ البَيْتِ) لِزَوْجَاتِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)] فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ، أَوْلَى وَأَرْجَحُ مِن [شُمُولِ (أَهْلِ البَيْتِ) لِزَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)] فِي سُورَةِ هُود
وَذَلِكَ؛
أـ لِأَنَّ القُرْآنَ قَد خَاطَبَ [زَوْجَة َ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)] ثُمَّ [أَهْلَ البَيْتِ]، وَلَم يَرْجِعْ إلَى [زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ] بَل انْتَقَلَ الخِطَابُ إِلَى [إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)]
بـ ـ أَمَّا فِي أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) فَقَد خَاطَبَ القُرْآنُ [الزَّوْجَاتِ(النِّسَاءَ)] ثُمَّ [أَهْلَ البَيْتِ] ثُمَّ عَادَ الخِطَابُ إِلَى [الزَّوْجَاتِ(النِّسَاءِ)].
فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ(28ـ34) جَاءَ عُنْوَانُ [أَهْلِ البَيْتِ] بَيْنَ آيَاتِ الزَّوْجَاتِ(النِّسَاء)، فَقَد بَدَأَ بِـ [الزَّوْجَاتِ] ثُمَّ [النِّسَاءِ(الزَّوْجَاتِ)] ثُمَّ [أَهْلِ البَيْتِ] ثُمَّ [النِّسَاءِ(الزَّوْجَاتِ)]؛
{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا..وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ..وَمَنْ يَقْـنُتْ مِنْكُنَّ..يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ..إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْـنَ..وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا** وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ..وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}**{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ..}[الأَحْزَاب(28ـ34)]
فِي سُورَةِ هُـود(69ـ74) جَاءَ عُنْوَانُ [أَهْلِ البَيْتِ] فِي أخِرِ الخِطَابِ القُرْآنِيِّ لِزَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)، فَقَد بَدَأَ الخِطَابُ بِـ [إبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)] ثُمَّ [زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)] ثُمَّ [أَهْلِ البَيْتِ] ثُمَّ عَادَ الخِطَابُ إلَى [إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)]؛
{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى…وَامْرَأَتُهُ قَائِمَة ٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ* قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ}**{قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ}**{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ}[هود(69ـ74)]
خَامِس عَشَر ـ خِطَابَاتٌ قُرْآنِيَّة ٌ مُتَعَـدِّدَةٌ أَشَارَت إلَى زَوْجَةِ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) بِعُـنْوَانِ [أهْلِهِ]، أَي؛ أَهْل مُوسَى؛ أَهْل بَيْتِ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام):
{ إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا..}[النمل(7)]
. {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ..}[طه(10)]
. {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ..}[القصص(29)]
عَلَيْهِ:
. لَا يُوجَدُ عَاقِلٌ يُنْكِرُ [أنَّ زَوْجَة َ مُوسَى مِن أَهْلِ مُوسَى مِن أَهْلِ بَيْتِ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام)]
وَلَا يُوجَدُ عَاقِلٌ يُنْكِرُ [أنَّ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ مِن أَهْلِ النَّبِيِّ مِن أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)]
سَادِس عَشَرـ لَا خِلَافَ فِي أَنَّ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ زَوْجَتِهِ، وَقَد ذَكَرَهَا القُرْآنُ بِعُـنْوانِ الأَهْل؛[أَهْـلِهِ]:
مَع ذَلِكَ، فَإنَّ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) قَد خَاطَبَ زَوْجَتَهُ بِضَمِيرِ الجَمْعِ المُذَكَّرِ
{إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ..سَآتِيكُمْ مِنْهَا..أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ..لَعَـلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}[النمل(7)]
.{فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا..لَعَـلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ}[طه(10)]
.{سَارَ بِأَهْلِهِ..قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا..لَعَـلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا..لَعَـلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}[القصص(29)]
تِكْرَارٌ وَتَأْكِيدٌ فِي الخِطَابِ القُرْآنِيّ لِزَوْجَةِ مُوسَى بِعُنْوَان الأَهْلِ؛ أهْلِ مُوسَى؛ أَهْلِ بَيْتِ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام)، مَعَ اسْتِخْدَامِ ضَمِيرِ الجَمْعِ المُذَكَّرِ، وَمَع هَذَا وَمَا سَبَقَهُ يَأْتِي نَاقِصُو العَقْلِ يُنْكِرُونَ نَفْسَ الخِطَابِ القُرْآنِيِّ أَو الأَقَلَّ مِنْهُ مَؤُونَة ً مَعَ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِين(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) فِي آيَةِ التَّطْهِيرِ؛{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَـنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب(33)]
سَابِع عَشَرـ كَمَا صَحَّت مُخَاطَبَة ُ زَوْجَةِ مَوسَى بِـ [ضَمِيرِ الجَمْع ِ المُذَكَّرِ] فَإنَّهُ يَصِحُّ قَطْعًا مُخَاطَبَة ُ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم) بِـ [ضَمِيرِ الجَمْعِ المُذَكَّر]:
المَعْـنَى القُرْآنِيُّ يُشِيرُ إِلَى أَنَّ كَلَامَ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) وَخِطَابَهُ قَد تَوَجَّهَ مُبَاشَرَةً لِزَوْجَتِهِ(عَلَيْهِمَا السَّلَام)، وَبِحَسَبِ الظَّاهِـرِ وَالقَرَائِنِ، أنَّهَا كَانَت بِمُفْرَدِهَا حِينَ خَاطَبَهَا مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام)، فَفِي رِوَايَةٍ يَقُولُ(عَلَيْهِ السَّلَام):{رَجَعَ مُوسَى إلَى امْرَأَتِهِ}، وَفِي أخْرَى يَنْفِي(عَلَيْهِ السَّلَام) الوَلَدَ وَالذُّرِّيَّة َ عَـن مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام).
بِحَسَبِ مَا رُوِيَ عَن الإِمَامِ البَاقِرِ(عَلَيْهِ السَّلَام)، جَاءَ تَأْكِيدٌ رِوَائِيٌّ عَلَى نَفْيِ الوَلَدِ عَـن مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) حِينَ سَارَ بِأَهْلِهِ، وَيُمْكِنُ اسْتِظْهَارُ نَفْيِ الوَلَدِ مُطْلَقًا، أَي؛ لَم يَكُن لِمُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) وَلَدٌ، لَا حِينَ المَسِيرِ وَلَا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَه، وَيُسْتَفَادُ ذَلِكَ مِن:
أ ـ عَن أبِي جَعْفَر(عَلَيْهِ السَّلَام):{لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إلَى امْرَأَتِهِ قَالَت: مِن أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: مِن عِـنْدِ رَبِّ تِلْكَ النَّار}
[مجمع البيان(7)للطبرسي، البحار(13)للمجلسي، البرهان(4)لهاشم البحراني، قصص الأنبياء للجزائري، تفسير نور الثقلين(4)للعروسي الحويزي، زبدة التّفاسير(5)للكاشاني، کنز الدقائق(9)و(10)لقمي مشهدي]
بـ ـ عَن الإمَامِ البَاقِر(عَلَيْهِ السَّلَام):{مَاتَ هَارُونُ قَبْلَ مُوسَى(عَلَيْهِمَا السَّلَام)، وَمَاتَا جَمِيعًا فِي التِّيهِ}، قُلْتُ(الرّاوِي): فَكَانَ لِمُوسَى وَلَدٌ؟؟ قَالَ(عَلَيْهِ السَّلَام):{لَا، كَانَ الْوَلَدُ لِهَارُونَ وَالذُّرِّيَّة ُ لَهُ}
[تفسير القمي(2)، البحار(13)للمجلسي، البرهان(2)و(4)لهاشم البحراني، مسند الإمام الباقر(3)لعطاردي، کنز الدقائق(10)لقمي مشهدي، نور الثقلين(4)للعروسي الحويزي، الميزان(16)للطباطبائي، مجمع البحرين(6)للطريحي]
3 ـ إِذَن، صَارَ وَاضِحًا وَمُؤَكَّدًا أنَّ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ زَوْجَتِه؛(أَهْلِهِ؛ امْرَأتِهِ)، قَبْلَ ذِهَابِهِ إلَى النَّارِ(الّتِي رَآهَا) وَبَعْدَ رجُوعِهِ مِنْهَا، مِن دُونِ وُجُودِ وَلَدٍ أَوْ غَـيْرِه.
التَفِتْ جَيِّدًا إلَى أنَّ الخِطَابَ القُرْآنِيَّ قَد بَيَّنَ أَنَّ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) هُوَ المُتَكَلِّمُ مَعَ زَوْجَتِهِ، وَلَيْسَ الوَحْيَ وَلَا المَلَائِكَة َ؛
أـ أَمَّا زَوْجَة ُ إبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلَام)، فَقَد خَاطَبَهَا وَكَلَّمَهَا الرُّسُلُ(المَلَائِكَة)؛{جَاءَتْ رُسُلُنَا..قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}[هود(73)]
بـ ـ أمَّا مَعَ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ)، فَإِنَّ أَصْلَ الخِطَابِ جَاءَ مِنَ الوَحْيِ؛{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَـنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب(33)]
اتَّضَحَ؛ إنَّ الكَلَامَ كَانَ بَيْنَ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) وَزَوْجَتِهِ، وَأَنَّ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) قَد خَاطَبَ زَوْجَتَهُ بِضَمِيرِ [الجَمْع ِ المُذَكَّرِ]، وَعَلَيْهِ:
أـ لَا يُوجَدُ احْتِمَالٌ لِدُخُولِ النَّبِيِّ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي المُخَاطَبِينَ، لِأَنَّهُ(عَلَيْهِ السَّلَام) هُوَ المُتَكَلِّمُ الَّذِي وَجَّهَ الخِطَابَ لِزَوْجَتِهِ(عَلَيْهِما السَّلَام).
بـ ـ لَا يُوجَدُ احْتِمَالٌ لِدُخُولِ هَارُونَ وَأَوْلَادِهِ(عَلَيْهِم السَّلَام) فِي المُخَاطَبِينَ، لأَنَّ زَوْجَة َ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) كَانَت بِمُفْرَدِهَا عِنْدَمَا خَاطَبَهَا مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام)، وَلَم يَكُنْ لِهَارُونَ وَأَوْلَادِهِ(عَلَيْهِم السَّلَام) أَيُّ وُجُودٍ فِي تِلْكَ الحَادِثَةِ.
جـ ـ بِكُلِّ تَأكِيدٍ، لَا يُوجَدُ احْتِمَالٌ لِدُخُولِ زَوْجَةٍ أُخْرَى لِمُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي المُخَاطَبِينَ.
بَالرَّغْمِ مِن أَنَّ الخِطَابَ مُوَجَّهٌ لِزَوْجَةِ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلَام) وَخَاصٌّ بِهَا بِمُفْرَدِهَا، فَإنَّنَا نَجِدُ النَّسَقَ والبَيَانَ وَالفَصَاحَة َ وَالبَلَاغَة َ القُرآنِيَّة َ قَد اسْتَخْدَمَت ضَمِيرَ [الجَمْع ِ المُذَكَّرِ] فِي مُخَاطَبَةِ [المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ(أنْثَى مُفْرَدَة)]؛
ـ وَهَذَا شَاهِـدٌ وَدَلِيلٌ عَلَى أَنَّ صَحَّة َ الخِطَابِ [بِـ (الجَمْعِ المُذَكَّرِ) لِـ (المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ)] وَتَمَامِيَّتَهُ هُنَا، تُثْبِتُ، وَبِالأَوْلَوِيَّةِ القَطْعِـيَّةِ، صَحَّة َ الخِطَابِ [بِـ (الجَمْعِ المُذَكَّرِ) لِـ (الجَمْعِ المُؤَنَّثِ)] وَتَمَامِيَّتَهُ فِي آيَةِ التَّطْهِيرِ مَعَ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)، خَاصَّة ً مَعَ احْتِمَالِيَّةِ بَل يَقِينِيَّةِ دُخُولِهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) مَعَهُنَّ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ).
أَيْنَ الشِّيعَة ُ؟؟ هَل مِنْ عَالِمٍ؟؟ هَل مِنْ عَاقِلٍ؟؟ هَل مِنْ مُنْصِف؟؟
ثَامِن عَشَرـ فِي اللُّغَةِ وَالعُرْفِ، الثَّابِتُ وَالمَعْرُوفُ جِدًّا، اسْتِعْـمَالُ صِيغَةِ وَضَمِيرِ [الجَمْعِ المُذَكَّرِ] لِلتَّعْـبِيرِ عَن [المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ] وَعَن [المُفْـرَدِ المُذَكَّرِ]، فِي حَالِ التَّفْخِيمِ وَالتَّعْظِيمِ وَالتَّعَفُّفِ والسِّتْرِ وَغَيْرِهَـا:
فِي قَصِيدَةٍ لِلعَرْجِيِّ، اسْتَعْمَلَ فِيهَا صِيغَة َ وَضَمِيرَ [الجَمْع ِ المُذَكَّرِ] لِمُحَادَثَةِ وَمُخَاطَبَةِ لَيْلَى[المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ]؛ {ذُنُوبَكُم..عَنْكُمْ..مِنْكُمُ..دِيَارِكُمُ..سِوَاكُمُ..حُبُّكُمْ.. مَعَكُم..غُرْتُمُ..تَجْلِسُوا..عِتَابُكُمْ..بَعِدْتُمُ..لَكُمُ}:
أـ قَد اسْتَعْـمَلَ(العَرْجِيُّ) ضَمِيرَ [الجَمْع ِ المُذَكَّرِ] لِلمُخَاطَبِ [المُفْرَد المُؤَنَّثِ] وَلِلمُخَاطَبِ [المُفْرَدِ المُذَكَّر].
بـ ـ وَكَذَا اسْتَعْـمَلَ ضَمِيرَ [الجَمْعِ] لِلمُتَكَلِّمِ [المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ] وَلِلمُتَكَلِّمِ [المُفْرَدِ المُذَكَّر].
جـ ـ كَرَّرَ العَرْجِيُّ اسْتِعْمَالَ ضَمِيرِ [الجَمْعِ المُذَكَّرِ] فِي مُخَاطَبَتِهِ لِلَيْلَى[المُفْرَدِ المُؤَنَّث].
د ـ اسْـتُـعْـمِـلَ ضَـمِـيـرُ [الجَـمْعِ المُذَكَّـرِ] فِي مُخَـاطَبَةِ العَـرْجِيِّ[المُفْـرَدِ المُذَكَّـرِ]، فِي حَـالِ كَـوْنِ لَـيْـلَـى هِـيَ الَّـتِـي تُـخَـاطِـبُ العَـرْجِيَّ.
هـ ـ إِضَافَةً لِـذَلِكَ فَـقَـد اسْـتَعْـمَلَ(العَرْجِيُّ) ضَـمِـيـرَ [الجَـمْع ِ المُذَكَّـرِ] مَع لَـيْـلَى المُـتَـكَـلِّـمَةِ[المُفْـرَدِ المُؤَنَّثِ]، أي؛ مَـعَ لَـيْـلَى مِن حَيْثُ كَـوْنُـهَـا مُـتَـكَـلِّـمَـة.
و ـ اسْـتُـعْـمِـلَ ضَمِـيـرُ [الجَـمْـع ِ المُـذَكَّـرِ] مَـع المُـتَـكَـلِّـمِ(العَرْجِيّ)[المُفْـرَدِ المُـذَكَّـرِ]، مِن حَيْثُ كَـوْنُ العَـرْجِيِّ هُـوَ المُـتَـكَـلِّـم
زـ قَـالَ العَـرْجِيّ:
ـ لَقَد أَرْسَـلَـتْ فِي السِّـرِّ لَـيْـلَــى تَـلُـومُنِي
ـ تَـقُول: لَـقَد [أَخْـلَـفْـتَـنَــا] مَـا [وَعَـدْتَـنَــا]
ـ دَعِي الجَوْرَ لَيْلَى وَانْهَجِي مَنْهَجًا قَصْدا
ـ تَعُـدِّينَ ذَنْبًـا أنْتِ قَبْلِي جَنَيْتِه
ـ وَلَا أُحْـصِي [ذُنُـوبَـكُــم] عَـدَّا
ـ أَفِي غَـيْبَتِي [عَـنْـكُــمْ] لَـيَـالٍ مَرَضْتُهَا
ـ تَزِيدِينَنِي لَيْلَى عَلَى مَرَضِي جَهْدا
ـ غَـدًا يَكْثُـرُ البَاكُونَ [مِـنَّــا] وَ [مِـنْـكُــمُ]
ـ وَتَـزْدَادُ دَارِي مِن [دِيَـارِكُــمُ] بُعْـدَا
ـ فَإِنْ شِـئْتِ أَحْرَمْتُ النِّسَـاءَ [سِـوَاكُــمُ]
ـ وَإنْ شِئْتِ لَم أَطْعَمْ..
ـ وَإنْ تَغْفِرِي مَا زَلَّ مِنِّي وَتَصْفَحِي
ـ فَقَد هَــدَّ عَـظْمِي قَبْلَهَا [حُـبُّـكُــمْ] هَــدَّا
ـ وَإِن شِـئْتِ [غُـرْنَــا] [مَـعَـكُــم] حَيْثُ [غُـرْتُــمُ]
ـ بِمَكَّة َ حَتَّى [تَـجْـلِـسُــوا] قَابِـلًا نَجْـدَا
ـ لِكَي تَعْلَمِي أَنِّي أَشَدُّ صَبَابَة ً
ـ تَـقَطَّعَ إِلَّا بِالكِتَابِ [عِـتَـابُـكُــمْ]
ـ فَقَالَتْ وَأَذْرَتْ دَمْعَهَا لَا [بَـعِـدْتُــمُ]
ـ فَعَـزَّ [عَـلَـيْـنَــا] أَنْ [نَـرَى] [لَـكُــمُ] بُعْـدَا
[دِيوَان العَرْجِيّ(205ـ207)جَمْع وَتَحْقِيق وَشَرْح: د. سجيع الجبيلي ــ دَار صَادر:بَيْرُوت]
فِي قَصَائِـدَ لِـجَمِيلٍ مَعَ بُـثَـيْـنَـة َ، قَـد اسْتَعْمَلَ جَمِيلٌ صِيغَة َ وَضَمَائِرَ [الجَمْع ِ المُذَكَّرِ] فِي حَدِيثِهِ وَمُخَاطَبَتِهِ لِـبُثَيْنَـة َ[المُفْرَدِ المُؤَنَّث]؛{أَلَا تَتَّقِينَ اللهَ..إِلَيْكُــم..سِوَاكُــمُ..أُحُبُّكُــمُ..غَيْرَكُــمُ.. عَنْكُــم.. مِنْكُــمُ..بِكُــم..نِسْيَانِيكُــمُ}:
فِي “دِيوَان جَمِيل بُثَيْنَة” قَالَ(جَمِيل):
أـ فِي الصَّفْحَة(73):
. فَيَا رَبِّ حَبِّبْنِي إلَيْهَا
. وَإذْ نَحْنُ مِنْهَا بِالمَوَدَّة نَطْمَع
. أَلَا تَـتَّـقِـيـنَ اللهَ فِيمَن قَـتَـلْـتِـهِ
. فَـأَمْسَى [إِلَـيْـكُــم] خَاشِعًا يَتَضَرَّع
. فَـإِنْ يَـكُ جُـثْمَانِي بِـأَرْضِ [سِـوَاكُــمُ]
. فَـإِنَّ فُؤَادِي عِـنْـدَكِ الدَّهْـرَ أَجْـمَع
. أَلَا تَتَّقِينَ اللهَ فِي قَتْلِ عَاشِقٍ
. غَريبٌ مَشُوقٌ ‌مُولَعٌ ‌[بِـادِّكَارِكُم]
. فَـيَا رَبِّ حَبِّبْنِي إلَيْهَا..وَأعطني
. وَمَن كَانَ مِثْلِي يَا بُثَيْنَة ُ يَجْزَعُ
بـ ـ فِي الصَّفْحَة(75):
. صَدَّتْ بُـثَـيْـنَـةُ عَـنِّي أَن سَـعَى سَـاعِ
. فَـقَد يَـرَى اللهُ أنِّي قَـد [أُحُـبُّـكُــمُ]
. يَا بَثْنُ جُودِي وَكَافِي عَاشِقًا دَنِفًا
. آلَـيْـتُ لَا أَصْطَفِي بِالحُبِّ [غَـيْـرَكُــمُ]
. قَـد كُنْتُ [عَـنْكُــم] بَعِـيدَ الـدَّارِ مُغْـتَرِبًا
. حَتَّى دَعَانِي لِـحـيـني [مِـنْـكُــمُ] دَاعِ
. وَلَا تُضِيعـنَّ سِرِّي إن ظَفِرْتِ بِهِ
جـ ـ فِي الصَّفْحَة(104):
. أَلَا لَا أُبَالِي جَفْوَةَ النَّاسِ إِنْ بَدَا
. لَـنَـا مِنْكِ رَأْيٌ يَا بُثَيْنَ جَمِيلُ
. أَو تَبَدَّلِي..بِـنَـا بَدَلًا أَوْ كَانَ مِنْكِ ذُهُولُ
. وإنَّ صَبَابَاتِي [بِـكُــم] لَـكَثِيرَةٌ
. بُـثَـيْـنَ وَ [نِـسْـيَـانِـيـكُــمُ] لَـقَلِيلُ
. يَقِيكِ جَمِيلٌ كُلَّ سُوءٍ، أَمَـا لَـهُ
. وَقَـد قُلْتُ فِي حُبِّي [لَـكُــم] وَصَبَابَتِي
. فَعَلِّمِي..هُبُوبَ الصَّبَا، يَا بَثْنَ، كَيْفَ أَقُولُ
[دِيوَان جَمِيل بُثَيْنَة ـ دار صادر:بيروت]
الحَارِثُ المَخْزُومِيّ خَاطَبَ ظُـلَـيْـمَةَ[المُفْرَدَ المُؤَنَّثَ] بِضَمِيرِ [الجَمْعِ المُذَكَّر]؛ {أظُلَيْمُ(أَظَـلُـومُ) إِنَّ مُصَـابَـكُــمْ..سِـلْـمَـكُــمُ}:
قَالَ الحَارِثُ المَخْزُومِيّ:
. أقْوَى مِن آلِ ظُـلَـيْـمَـة َ الحَزْمُ
. إِذْ وُدُّهَـا صَافٍ وَرُؤْيَـتُـهَـا
. أَظُـلَـيْمُ(أَظَلُومُ) إِنَّ [مُصَـابَـكُــمْ] رَجُلًا
. أَهْدَى السَّلَامَ تَحِيَّة ً ظُـلْـمُ
. أَقْـصَيْـتِـهِ وَأَرَادَ [سِـلْـمَـكُــمُ]
. فَلْيَهْنِه إِذْ جَـاءَكِ السَّـلْمُ
ـ فِي الهَامِشِ قَالَ: [ظُـلَـيْـمَـة؛ هِيَ أُمّ عِمْرَان زَوْجَة عَبْدِ اللهِ مُطِيع، كَانَ الحَارِثُ ينسب بِهَا، فَلَمَّا مَاتَ زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا]
ـ [شِعْر الحَارث بن خَالِد المَخْزُومِي(88ـ92) ـ تَحقيق: د. يَحْيَى الجبوري]
قَالَ جَعْـفَـرُ الحَارِثِيُّ:
. فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى وَدَدْتث بِأَنَّنِي
. فَلَا تَـحْـسَبِي أَنِّـي تَخَشَّعْـتُ [بَـعْـدَكُــم]
. لـشَيءٍ ولا أَنيِّ من المَوْتِ أَفْـرَقُ
. وَلَا أنَّ نَفْسِي يَزْدَهِـيهَـا [وَعـِيـدُكُــم]
. وَلَكِن عَرَتْنِي مِن هَـوَاكِ صَبَابَة ٌ
. كَمَا كُنْتُ أَلْقَى منكِ إِذْ أَنَا مُطْلَقُ
[ثَلاثَة شُعَراء مقلون(150) ـ جَمْع وَتَحْقِيق وَدِرَاسة د.شَريف رَاغِب عَلاونه]
قَالَ شَـاعِـرٌ آخَـر:
. ‌فـإنْ ‌تَـنْـكِحي ‌أَنْكِحْ ‌وَإنْ ‌تَـتـأَيَّـمِي
. وإنْ كُـنْـتُ أفْـتَى [مِـنْـكُــمُ] أتَـأيَّـمُ
[أحكام القرآن(3/ 414)للجصاص، أحكام القرآن(2/ 216)لبكر بن العلاء، تفسير الطبري(19/ 165)]
بَعْدَ كُلِّ ذَلِكَ، يَأْتِي أَنْصَافُ العُلَمَاءِ وَالجَهَلَة ُ وَالمُغْرِضُونَ وَيَدَّعُونَ عَدَمَ دُخُولِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنّ) فِي آيَةِ التَّطْهِيرِ، لِمُجَرَّدِ تَحَوّلِ ضَمِيرِ الخِطَابِ مِن [جَمْعِ المُؤَنَّثِ] إِلَى [جَمْعِ المُذَكَّر]
تَاسِع عَشَرـ نَبْقَى مَعَ اللُّغَةِ وَالعُرْفِ وَأَبْيَاتِ الشُّعَرَاءِ؛ العَرْجِيِّ وَجَمِيلٍ وَالحَارِثِ وَالحَارِثَيِّ:
بِـمُلَاحَـظَـةِ الشَّـوَاهِــدِ الشِّعْـرِيَّـةِ، نَـجِـدُ أنَّ اسْـتِعْـمَالَ [الجَمْعِ المُذَكَّـرِ] لِـلْتَّعـبِيرِ عَـن [المُفْرَدِ المُؤَنَّثِ] وَاضِـحٌ وَسَـلِـسٌ وَمُـتَـكَـرِّرٌ؛ فَـمِـن المُـفْـرَدِ(المُؤَنَّثِ) يَـنْـتَـقِـلُ الشَّـاعِـرُ إلَـى الجَـمْع ِ(المُذَكَّرِ) ثُـمَّ يَـعُـودُ لِـلْمُفْـرَدِ(المُؤَنَّثِ) ثُـمَّ إلَى الجَـمْعِ(المُذَكَّرِ) ثُـمَّ لِـلْمُفَـرَدِ(المُؤَنَّثِ)، وَهَكَذَا، سَــوَاءٌ الضَّمِـيـرُ وَالصِّـيغَـة ُ.
إذَا ثَـبَـتَ ذَلِكَ، قُـرْآنًـا وَلُـغَـة ً وَعُـرْفَا، ‌فَـيَا ‌أَيُّـهَا الجَاهِـلُ الحَاقِـدُ لِمَاذَا تُـنْـكِـرُ وَتَـجْحَـدُ مُخَاطَبَة َ أمَّهَـاتِ المُؤْمِنِين وَبَنَاتِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم) بِـضَمِيـرِ [الجَمْع ِ المُذَكَّرِ] فِي آيَـةِ التَّطْهِيرِ، وَهِيَ أَوْلَـى بِالصَّحَةِ وَالتَّمَامِيَّةِ وَالقَـبُـولِ؟!!
أـ خَاصَّة ً أَنَّ الآيَة َ جَاءَت فِي مَـقَـامِ الـتَّـنْـزِيـهِ وَالـتَّـشْـرِيـفِ وَالتَّكْرِيمِ وَالـتَّعْـظِـيـم.
بـ ـ وَبِـالأَخَـصِّ أنَّ رَسُـولَ اللهِ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه الصَّلَاةُ وَالسَّلَام) مَـشْـمُـولٌ بِالآيَـةِ يَـقِـيـنًـا.
قَالَ العَـرْجِيّ:{أَرْسَـلَـتْ..لَـيْلَى..تَـلُومُنِي..تَـقُول..أَخْلَـفْـتَـنَا.. وَعَـدْتَـنَـا..لَهَا..دَعِي..لَيْلَى..انْهَجِي..تَعُـدِّينَ..أُحْـصِي..ذُنُـوبَـكُــم..غَـيْبَتِي..عَـنْـكُــمْ..مَرَضْتُهَا..تَزِيدِينَنِي..لَيْلَى..مَرَضِي..مِـنَّـا..مِـنْـكُــمُ..دَارِي..دِيَـارِكُــمُ..شِـئْتِ..أَحْرَمْتُ..سِـوَاكُــمُ..تَغْفِرِي..مِنِّي..تَصْفَحِي..عَـظْمِي..حُـبُّـكُــمْ..شِـئْتِ..غُـرْنَــا..مَـعَـكُــم..غُـرْتُــمُ..تَـجْـلِـسُــوا..عِـتَـابُـكُــمْ..قَالَتْ..أَذْرَفَـتْ..دَمْعَهَا..بَـعِـدْتُــمُ..عَـلَـيْـنَــا..نَـرَى..لَـكُــمُ}
[دِيوَان العَرْجِيّ(205ـ207)جَمْع وَتَحْقِيق وَشَرْح: د. سجيع الجبيلي ــ دَار صَادر:بَيْرُوت]
قَالَ جَمِيل بَثَيْنَة:{حَبِّبْنِي..إلَيْهَا..نَحْنُ..مِنْهَا..نَطْمَع.. تَـتَّـقِـيـنَ..قَـتَـلْـتِـهِ..فَـأَمْسَى..إِلَـيْـكُــم..يَتَضَرَّع..جُـثْمَانِي..سِـوَاكُــمُ..فُؤَادِي..عِـنْـدَكِ..تَتَّقِينَ..بِـادِّكَارِكُم..حَبِّبْنِي..إلَيْهَا..أعْطِنِي.. مِنْهَا}..{صَدَّتْ.. بُـثَـيْـنَـةُ..عَـنِّي..أنِّي..أُحُـبُّـكُـمُ..يَا بَثْنُ..جُودِي.. آلَـيْـتُ..أَصْطَفِي..غَـيْـرَكُـمُ..كُنْتُ..عَـنْكُــم..دَعَانِي..مِـنْـكُــمُ.. تُضِيعِـنَّ..سِرِّي..ظَفِرْتِ بِهِ}..{لَا أُبَالِي..لَنَا..يَا بُثَيْنَ..تَبَدَّلِي.. بِـنَا..مِنْكِ..صَبَابَاتِي..بِـكُــم..بُـثَـيْـنَ.. نِـسْـيَـانِـيـكُــمُ..يَقِيكِ.. قُلْتُ..حُبِّي..لَـكُــم..صَبَابَتِي..فَعَلِّمِي..يَا بَثْنَ..أَقُولُ}
[دِيوَان جَمِيل بُثَيْنَة(73، 75، 104) ـ دار صادر:بيروت]
قَالَ الحَارِثُ المَخْزُومِيّ:{ظُـلَـيْـمَـة..وُدُّهَـا..رُؤْيَـتُـهَـا.. أَظُـلَـيْمُ(أظَلُومُ)..مُصَـابَـكُـمْ..أَهْدَى..أَقْـصَيْـتِـهِ..أَرَادَ..سِـلْـمَـكُــمُ.. فَلْيَهْنِهِ..جَـاءَكَ السَّـلْمُ}
[شِعْر الحَارث بن خَالِد المَخْزُومِي(88ـ92) ـ تَحقيق: د. يَحْيَى الجبوري]
قَالَ جَعْـفَـرُ الحَارِثِيُّ:{تَـحْـسَبِي..أَنِّـي..تَخَشَّعْـتُ..بَـعْـدَكُــم.. أَنيِّ..أَفْـرَقُ..نَفْسِي..يَزْدَهِـيهَـا..وَعـِيـدُكُــم..عَرَتْنِي..هَـوَاكِ..كُنتُ..أَلْقَى..منكِ..أَنَا مُطْلَقُ}
[ثَلاثَة شُعَراء مقلون(150) ـ جَمْع وَتَحْقِيق وَدِرَاسة د.شَريف رَاغِب عَلاونه]
عِشْرِين ـ قَالَ(تَعَالَى):{قُــل لِّأَزْوَاجِـكَ؛ إِن كُـنـتُـنَّ تُـرِدْنَ الْحَـيَـاةَ الـدُّنْـيَـا وَزِيـنَـتَـهَـا…وَإِن كُـنـتُـنَّ تُـرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُـولَـهُ وَالـدَّارَ الآخِـرَةَ..}:
فِي النَّصِّ الشَّرِيفِ، حُكْمٌ بِـتَخْـيِـيـرِ الزَّوْجَـةِ بَيْنَ [{الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}؛الطَّلَاق مَعَ الاسْتِحْقَاقِ المَالِيِّ وَزِيَادَة] وَ [{اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ}؛البَقَاء عَلَى الزَّوْجِيَّةِ وَمَعِـيشَةِ الكَفَاف]
نَسْتَحْضِرُ مَعَانِيَ القُرْآنِ فِي المُسَاوَاةِ وَالعَـدْلِ وَكَذَا الإحْسَـان؛ {إِنَّ أَكْـرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْـقَـاكُـمْ}[الحجرات13]
{إِنَّ اللَّهَ يَـأْمُرُ بِالْعَـدْلِ وَالْإِحْسَـانِ}[النحل90]
حُكْمُ التَّخْيِيـرِ لِلزَّوْجَـاتِ وَمَـا يَـتَـرَتَّـبُ عَـلَيْهِ، هَـلْ يَـعُـمُّ وَيَـشْمَـلُ كُـلَّ زَوْجَـاتِ المُسْلِمِينَ أَوْ يَخُصُّ زَوْجَـاتٍ مُعَـيَّـنَاتٍ[أُمَّهَات المُؤْمِنِينَ(رَضِي اللهُ عَنْهُنَّ)]؟!
لِـمَاذَا اخْـتَـصَّ الحُكْـمُ بِأُمَّهَـاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) دُونَ غَـيْرِهِـنَّ مِن زَوْجَـات؟!
الـمَلَاكُ وَالسَّـبَبُ فِي حُـكْـمِ الـتَّـخْـيِـيـرِ، هَـل يَـرْجِـعُ، أَوَّلًا وَبِـالـذَات، لِـلـزَّوْجَـاتِ أَوْ لِـلـزَّوْجِ[الـنَّـبِـيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)]؟!
بِـالتَّأْكِـيـد؛
. إنَّ الحُـكْـمَ يَـخُـصُّ أُمَّـهَـاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ)
. وَإنَّ مَـلَاكَ الحُـكْـمِ وَسَـبَـبَهُ يَـرْجِـعُ لِـلنَّـبِيِّ الأَمِـيـنِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)
. حَيْثُ يُـرِيـدُ اللهُ(تَعَالَى) أَن يُـكْـرِمَهُ وَيُـشَـرِّفَـهُ وَيُـطَهِّـرَهُ وَيُـقَـدِّسَـهُ لِـذَاتِـهِ وَنَـفْـسِـهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) وَكَـذَا بِـمَن يَـقْـتَـرِبُ مِـنْهُ(صَلَوَاتُ اللهُ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ) نَـسَـبًـا وَسَـبَـبًـا، الأَقْـرَبُ فَـالأَقْـرَبُ.
مِن هَـذَا التَّـطْهِـيـرِ وَالتَّـقْـدِيـس؛ أَرَادَ اللهُ(تَعَالَى) أَنْ تَـكُـونَ زَوْجَـاتُ النَّـبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) مِـمَّن تَـخْـتَـارُ اللهَ وَالرَّسُـولَ وَالدَّارَ الآخِـرَةَ، وَإلَّا فَـالطَّـلَاقُ وَالـفِـرَاقُ؛{أُسَـرِّحْـكُـنَّ سَــرَاحًـا جَـمِـيـلا}
تَنْبِيه: إنَّ إرَادَةَ الـزَّوْجَـاتِ وَاخْتِـيَـارَهُـنَّ للهِ وَالرَّسِـولِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) وَالـدَّارِ الآخِـرَةِ، (الإرَادَة والاخْتِيَار الَّذِي يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ بَقَاءُ الزَّوْجِيَّة)، لَا يَـكْـفِـي فِي تَـرتُّـبِ وَضَمَـانِ الأَجْـرِ وَالثَّـوَابِ، فالأَجْـرُ وَالثَّـوَابُ مَشْـرُوطٌ بِالـتَّـقْـوَى وَالإِيـمَـانِ وَكَـذَا الإِحْسَـان؛{فَـإِنَّ اللَّهَ أَعَـدَّ لِـلْـمُحْـسِـنَـاتِ مِـنـكُـنَّ أَجْـرًا عَـظِـيمًـا}
. قَالَ(تَعَالَى):{الَّذِينَ آمَـنُـوا وَعَـمِلُوا الصَّالِحَاتِ..إِذَا مَا اتَّـقَـوا وَّآمَنُـوا وَعَـمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُـمَّ اتَّـقَـوا وَّآمَنُـوا ثُـمَّ اتَّـقَـوا وَّأَحْسَـنُـوا وَاللَّهُ يُـحِـبُّ الْـمُحْـسِـنِـيـنَ}[المائدة(93)]
. قَالَ(سبحانه):{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ (مِن بَعْـدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَـرْحُ) لِـلَّذِينَ أَحْسَـنُوا مِـنْهُـمْ وَاتَّـقَـوْا أَجْـرٌ عَـظِـيمٌ}[آل عمران(172)]
نَسْتَنْتِجُ مِن ذَلِك: إنَّ حُـكْـمَ الـتَّـخْـيِـيـرِ اخْتَصَّ بِأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ(رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ) لِأَنَـهُـنَّ زَوْجَـاتُ النَّبِـيِّ لِأَنَهُـنَّ مِـن نِسَـاءِ النَّـبِيِّ لِأَنَّهُـنَّ مِـن أَهْـلِ بَـيْـتِ الـنَّـبِـيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)
حَادِي وَعِشْرِين ـ البَيَانُ السَّابِقُ يَجْـرِي هُـنَا:
إِذَا كَانَ جَـزَاءُ السَّـيِّـئَـةِ بِـسَـيِّـئَـةٍ مِـثْـلِـهَـا؛
. {مَنْ عَـمِلَ سَـيِّئَةً فَـلَا يُـجْـزَىٰ إِلَّا مِـثْـلَهَـا}[غافر(40)]
. {مَـن جَـاءَ بِالسَّـيِّـئَـةِ فَـلَا يُـجْـزَىٰ إِلَّا مِـثْـلَهَـا}[الأنعام(160)]
. {جَـزَاءُ سَـيِّـئَـةٍ بِـمِـثْـلِهَـا} [يونس(27)]
ـ فَـلِـمَاذَا اخْـتَـلَـفَ الحُـكْـمُ مَـعَ نِـسَـاءِ النَّبِيِّ[زَوْجَـاتِ النَّبِيِّ وَبَـنَاتِـه](صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم)، فَـصَـارَ جَـزَاءُ السَّـيِّـئَةِ يُـضَـاعَـفُ ضِعْـفَـيْـن؛
. {يَـانِـسَـاءَ النَّـبِـيِّ مَـنْ يَـأْتِ مِـنْـكُـنَّ بِـفَـاحِـشَـةٍ مُـبَـيِّـنَـةٍ يُـضَـاعَـفْ لَهَـا الْعَـذَابُ ضِعْـفَـيْـنِ}[الأحزاب(30)]؟!!
إِذَا كَانَ جَـزَاءُ(أَجْـرُ وَثَـوَابُ) الحَسَـنَـةِ بِـعَـشْـرِ حَسَـنَاتٍ مِن أَمْثَـالِهَـا؛
. {مَـن جَـاءَ بِالْحَسَـنَةِ فَـلَهُ عَـشْرُ أَمْثَـالِهَـا}[الأنعام(160)]
ـ فَـلِـمَاذَا اخْـتَـلَـفَ الحُـكْـمُ مَـعَ نِـسَـاءِ النَّـبِـيِّ[زَوْجَـاتِ النَّبِيِّ وَبَـنَاتِـه](صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم)، فَـصَـارَ أجْـرُ(ثَـوَابُ وَجَـزَاءُ) الحَـسَـنَـةِ مُـضَاعَـفًـا، فُـتُـؤْتَـى المُـحْـسِـنَة ُ أَجْـرَهَـا مَـرَّتَـيْـنِ، فَـتُـؤْتَـى عِـشْـرِينَ حَسَـنَةً(10 + 10 = 20حَسَـنَة) مَـع الرِّزْقِ الكَـرِيـم؛
. {يَانِسَـاءَ النَّـبِـيِّ..مَنْ يَـقْـنُـتْ مِـنْـكُـنَّ لِلَّهِ وَرَسُـولِـهِ وَتَـعْـمَـلْ صَالِحًا نُـؤْتِـهَـا أَجْـرَهَـا مَـرَّتَـيْـنِ وَأَعْـتَـدْنَـا لَـهَـا رِزْقًـا كَـرِيـمًـا}[الأحزاب(31)]؟!!
مُـضَـاعَـفَـة ُ الحَسَـنَـةِ أَو السَّـيِّـئَةِ في الجَـزَاءِ لِـنِسَـاءِ النَّـبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)، تَـشْـمَـلُ بَـاقِـي مَـوَارِدِ القُـرْآنِ(وَكَذَا السُّـنَّةِ) فِي الجَـزَاءِ(الحَسَـنَةِ أو السَّـيِّـئَة) وَإنْ لَـمْ يَـكُـنْ الجَـزَاءُ مُشَـخَّـصًا وَمُحَـدَّدًا بِـقِـيـمَةٍ مُعَـيَّـنَة، فَـيَـتَـضَاعَـفُ الجَـزَاءُ(المَذْكُورُ فِيهَا) بِـالنِّـسْـبَةِ لِـنِسَـاءِ النِّـبيّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم)؛
أ. {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ}[يونس(26)]
بـ. {مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه(124)]
جـ. قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ..قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا..وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ}[الأنعام(31)]
د. {قَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا* مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا}[طه(100)]
هـ. {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة(8)]
و. {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ..أُولَـٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}[الرعد(18)]
ز. {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}[النجم(31)]
اتَّـضَحَ جِـدًّا: إِنَّ مَـلَاكَ الحُـكْـمِ وَعِـلَّـتَـهُ تَـرْجِـعُ أَوَّلًا وَبِـالـذَاتِ لِـلـرَّسُـولِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم)..وَثَانِيًـا وَبِالعَـرْضِ لِـلنِّـسَـاء؛ لِأَنَّهُـنَّ مِن آلِ النَّـبِـيِّ لِأَنَّهُـنَّ نِسَـاءُ النَّـبِيِّ لِأنَّهُـنَّ مِن أَهْـلِ بَـيْـتِ النَّـبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)..لِأَنَّ اللهَ(سُبْحَانَه) يُـرِيـدُ أَن يَـكُـونَ أَهْـلُ البَـيْـتِ (وَالأقْـرَبُ فَـالأَقْـرَبُ) عَلَى مُسْتَـوَى عَـالٍ مِنَ التَّـقْـوَى وَالصَّلَاحِ وَالطَّهَـارَةِ وَالتَّـكَـامُـل.
ثَانِي وَعِشْرِين ـ …
 المهندس الصّرخِيّ الحسنيّ 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة الحسابات الرسمية للمهندس الصرخي الحسني على مواقع التواصل :