المنهج الوسطي-وقانون التحدي

للسيد الأستاذ.. “مقارنة الأديان.. المنهج الوسطي في تقارب الأديان..وقانون التحدي”

للسيد الأستاذ.. “مقارنة الأديان.. المنهج الوسطي في تقارب الأديان..وقانون التحدي”

يُلقيه أساتذة وباحثون مختصون بالفكر الإسلامي

د. حيدر الخزاعي : الباحث: حسين الخليفاوي: الباحث: سليم الخليفاوي،

ضمن سلسلة بحوث: مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد

المهرجان (26): المهدي.. عِلم.. تقوى.. وسطية.. أخلاق

بابل – الحلة


وسلسلة البحوث التي نحن بصددها اليوم والموسومة “مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد” جاءت كرسالة للشباب بكل أفكارهم وتوجهاتهم، الذين ما زالوا على خطّ الاسلام وعلى خطّ التوحيد والذين اتّجهوا للإلحاد عن جهل أو عن تشويش وسوء فهم للأمور.

وفي باديء الأمر تحدث السيد الأستاذ عن القانون القرآني في التحدّي وتشخيص الحقّ لملازمته عدم التناقض والاختلاف. إنّه القانون الذي نعتمده كمرجعية أصيلة رئيسة دائمة، حيث يكون مرجع السيد الأستاذ في هذه السلسلة وكلّ بحوث الكتاب المقدّس، العهد الجديد انجيل مَتّى وانجيل مَرقُس وانجيل لوقا وغيرها، والعهد القديم سِفر التكوين وسِفر الخروج وسِفر التثنية وغيرها، وكل ما يرتبط ببحوث الأديان من مُقارَنة وتقارب وتجاذب وسقوط في شرك الإلحاد.

وقد سجّل لنا القرآن العظيم قانوناً شرعياً نفسياً اجتماعياً منطقياً في أنّ الحقّ وما يصدر من الحقّ ليس فيه تناقض ولا اختلاف، فلو كان القرآن من عند غير الله الخالق الحقّ لوجدوا فيه تناقضاً واختلافاً كثيرا. والقرآن قد تحدّى الجميع من الإنس والجِنّ بهذا التحدّي المُعلَن والمُصرَّح به في القرآن: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾” النساء، فهو تحدٍّ بأنْ يُثبتوا وجود الاختلاف في القرآن حتى يَثبُت أنَّه ليس من الله العالِم الحكيم، وإلّا فيَثبُت أنّه منه سبحانه وتعالى، وقد عجزوا وما زالوا عاجزين.
وتوجد آيات قرآنية تدخل أيضاً في سياق التحدّي منها: “وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿41﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿42﴾” فصلت، ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿9﴾” الحجر، ” بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ﴿21﴾ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴿22﴾” البروج، “وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿27﴾” الكهف.

ومن الضروري الإشارة إلى تمامية القرآن والرسالة وثبوتها بالتحدّي القرآني وغيره من المعجزات والحُجج والبراهين. وكلّ ذلك تامّ وبليغ وواضح ويقينيّ، لكنّه يكون أكثر وضوحاً وبلاغاً ويقيناً وأرسخ وأثبت عقيدةً عندما نعلم أنّ التحدّي جاء على لسان النبي الأمّيّ الذي لا يعرف الكتابة، الذي لا يقرأ. وهذا المعنى مُستفاد من قوله تعالى: “وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿48﴾” العنكبوت، وأيضاً مُستفاد من قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ…﴿2﴾” الجمعة، ومُستفاد أيضاً من قوله تعالى: ” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ …﴿157﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿158﴾” الأعراف، والتحدّي بالإتيان بالبلاغة الصراحة والمباهلة وتمنّي الموت واستنطاق الأصنام والشمس من المغرب.

وبحث السيد الأستاذ يتضمّن عدّة موضوعات، منها تحت عنوان: “قانون التحدّي والمنهج الوسطي في تقارب الأديان”:
1- البرهان والحوار والمجادَلة بالحُسنى
2- التحدّي بعدم الإختلاف
3- النبي الأمّيّ
4- تحدّي بالإتيان بمثله في البلاغة الصراحة
5- المباهلة وتمنّي الموت واستنطاق الأصنام والشمس من المغرب
6- الإنجيل والتوراة والتحدّي بعدم الإختلاف
7- “إقرأ هذا” فيقول “لا أعرف الكتابة”، نبوءة وتحدّي
8- الإنجيل يصدّق التوراة، القرآن يصدّق الإنجيل والتوراة
9- تبيان وهدىً ورحمة من غير كراهية وترهيب
10- المنهج الوسطي في مقارنة الأديان ومقاربتها

أيضاً يتضمّن بحث السيد الأستاذ موضوعات أخرى منها تحت عنوان “صوتُ صارخٍ في البرّيّة: توبوا اقترب ملكوت السماوات”:
المقطع الأول: إنجيل مَتّى: يَحيى يَعْمَدُ عيسى فيتكامل ويرتقي
المقطع الثاني: إنجيل مَتّى: “أعِدّوا طريق الربّ قد اقترب ملكوت السماوات”:
المبحث الأول: السبي اليهودي بين بابل وآشور
1- يَحيَى لا يحمل حذاء عيسى
2- بين مَتَّى وأشعياء
3- السبي الآشوري لليهود
4- القُدْس أورشليم تَسْلَم من السبي الآشوري
5- الشمس ترجع عشر درجات
6- السبي البابلي بعد السبي الآشوري
المبحث الثاني: صوت الصارخ، يَحيَى وعيسى تمهيد للمهدي

المطلب الأول: صوت الصارخ في البرية:
1- جَلْد ولَطْم وصَلْب وسَلْب وطَعْن، فأين المجد المُعلَن؟
2- في موته وقيامته.. الحَواريون بين الجهل والتشكيك
3- اللمس ممنوع، كيف لمسه توما؟!
4- بعد الظهور الثالث لم يعرفوه، فكيف باقي الناس؟!
5- سُجن يَحيى وقُتل والعلامات لم تتحقّق
6- يَحيى يُشكّك وقد أرسل تلميذَين
7- يَجزِم بالمخلِّص المنتظَر، لكن يشكّ بالمِصداق
8- يَحيى يمهِّد وتلامذته لم يؤمنوا بالمسيح
9- “أنتَ هو الآتي أم ننتظر آخَر؟”
10- هل أجاب عيسى على استفهام يَحيى؟
11- مَلَكوت السموات المنقِذ المنتظَر

المطلب الثاني: البِشارة والنداء بين إشعياء والإنجيل والتلمود

المطلب الثالث: التوحيد ورفض التشبيه والتجسيم والأقانيم
1- العهد القديم يدعو للتوحيد
2- الإبن خالق أو مخلوق؟
3- الأصل والفرع في الأقانيم الثلاثة
4- الآب الإبن الروح القُدُس، أقانيم أو صفات؟

المطلب الرابع: بقوة يأتي وذراعه تحكم له، المسيح شاؤول أو عيسى؟

أيضاً يتضمّن بحث السيد الأستاذ موضوعات أخرى منها تحت عنوان “من المشرق مُحاجَجة ونصر وخَلاص”:
1- البارّ الوفيّ.. النصر عند رجليه
2- مِن المشرق.. محاججة وخَلاص
3- كيف صار المشرق مَغرِباً؟
4- المسيح المنقِذ، إبراهيم أو زربابل أو عيسى أو كورش؟
5- مناظرة ومحاكمة عامّة للشعوب كافّة
6- هل قال عيسى “أنا الربّ الأول”؟ وهل مريم أقدم منه؟
7- “أنت يا عيسى عبدي نَسْل إبراهيم خليلي”
8- “لا تَخَف لأنّي معك، لا تتلفّت لأنّي إلهك”
9- “جعلتك حاصودة فلا تخف يا دودة يعقوب يا شرذمة اسرائيل
10- النبوءة والاستشراف بين التحقّق والانتظار
11- المُعضلة الفكرية والتقديس المزعزم
12- المختار المؤيَّد يضع الحقّ في الأرض
13- الله خالقك تفتح البلدان وتملك الأمم:
الأول: الربّ خالقك ومخلّصك وجعل فِديتك
الثاني: يفتح البلدان ويملك الكنوز والأمم

مقتبس من بحث السيد الأستاذ “قانون التحدّي والمنهج الوسطي في تقارب الأديان”
بعنوان “الإنجيل والتوراة والتحدّي بعدم الإختلاف”
بالعودة إلى قانون التحدّي القرآني بإيجاد الاختلاف في القرآن وإلّا فيَثبُت تمامية القرآن ومصداقيته وأحقّيّته وأصالته، نذكر بعض الكلام:
أ. هل صدر وأُعلِنَ مثل هذا التحدّي والإنجيل والتوراة، في الكتاب المقدَّس العهد القديم والعهد الجديد؟
ب. إذا لم نجد التحدّي في الكتاب المقدَّس فإنَّه لا يدلّ على عدم الوجود، فيُحتمَل أن يكون التحدّي موجوداً واقعاً وقد صدر وصُرِّح به لكنّه لم يصلنا، فلم يُدوَّن في العهدّين القديم والجديد. وعدم تدوينه يُحتمَل أن يكون عن عَمْد -كما يحتمَل أن لا يكون عَمْداً- فالإستفهامات والمُحتَمَلات عديدة.
جـ. مسألة التحدّي لإثبات صِحّة التوراة أو الإنجيل متوقَّعة جدّاً من حيث ثبوت اختلاف الناس على الكتب السماوية بين مَن آمنَ بها واتَّبعها وبين المنكِر لها والجاحد والكافر بها.د. والاختلاف على الإنجيل لا يَخفى على أحد، حيث وصل الأمر إلى إنكار أصل نُبوّة عيسى (عليه السلام) بل إنكار مصداقيّته حتّى تجرّؤا عليه، حتّى وصل الأمر بهم أنّهم عذّبوه وصلبوه وقتلوه -حسب رواياتهم-.
هـ. والاختلاف على التوراة ثابت أيضاً إلى المستوى الذي كثُر عندهم مُدّعوا النبوّة الكَذَبة وكلّ منهم صار يكتب كتاباً من عنده ومن شياطينه وإبليس سيدهم.
و. في القرآن شواهد كثيرة تُشير إلى انحراف الناس والرموز الدينية عن الكتب السماوية التوراة والإنجيل، منها: قال تعالى “فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴿79﴾” البقرة. وقال تعالى: “أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿75﴾” البقرة.
ز. نذكر شاهدَيْن آخَرَيْن من الكتاب المقدّس أحدهما من العهد القديم من سِفر إشعياء والآخَر من العهد الجديد من إنجيل مَتّى:

سِفر إشعياء الإصحاح التاسع، قال:
“14 فيقطع الرب من إسرائيل الرأس والذنب، النخل والأسل، في يوم واحد
15 الشيخ والمعتبر هو الرأس، والنبي الذي يعلم بالكذب هو الذنب
16 وصار مرشدو هذا الشعب مضلين، ومرشدوه مبتلعين”

إنجيل مَتّى الإصحاح السابع، قال:
15 “«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!
16 مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ…
17 هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،
18 لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً.
19 كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.
20 فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.”

إذن فالسيد الأستاذ يريد أنْ يبيّن بهذه السلسة من البحوث أنّ الأديان كلّها تدعو إلى التوحيد، وتدعو إلى الفضيلة والأخلاق الكريمة، وكلّها ترفض الكراهيّة والتطرّف والإرهاب وانحطاط الأخلاق. فيريد السيد الأستاذ أنْ يوصل رسالة إلى الشباب المشتبِه والمغرَّر به والجاهل أنّ المسيح عيسى (عليه السلام) والدين المسيحي والكنيسة اليسوعية المسيحية كلّها تدعو إلى الإيمان والتقوى والفضيلة والأخلاق، ولا يوجد فيها أبداً ما يدعو أو يحلّل الخمور أو التبرّج و الإنحلال و الزنا والعلاقات غير الشرعية، فالمسيحية دين توحيد وتقوى وأخلاق وطهارة وتقديس. ونفس الكلام عن اليهود واليهودية والمعابد أو دور العِبادة عندهم.

وبهذه السلسة يريد السيد الأستاذ أن يحذّر الشباب من الوقوع في مكر وخديعة و نفاق الإلحاديين ومَن على منهجهم من الجُهّال الذين يعملون على هّزّ العقيدة واقتلاعها من قلب الإنسان وفِكره باستخدام كل وسائل المكر والخُبث، فهم يعملون على ضرب دين بدين ومذهب بمذهب وطائفة بطائفة، وتصطاد وسائلهم الماكرة من هؤلاء الشباب ممَّن يقع في شِراكها وتسحبه للإلحاد شيئاً فشيئاً بعد أن جرّدته من عقيدته. وهؤلاء الإلحاديون كالتكفيريين منتحلي الإسلام وغيره من أديان، فهم يصطادون في الماء العُكِر فيستغلّون السلبيات والفساد عند أشخاص ينتمون للإسلام أو غيره من الأديان. ليس عندهم منهج علمي وأخلاقي، فهم لا يملكون نظريات وأصول فكرية ودينية وأخلاقية، فنراهم فقط يبحثون عن السلبيات هنا وهناك ويستخدمونها من أجل تهديم أفكار الناس وعقائدهم وأخلاقهم، وليس عندهم إلّا التهديم لأنهم لا يملكون البناء الفكري الأخلاقي.

ومن هذا المقام العلمي يوجّه السيد الأستاذ رسالته للجميع بأنّ الكراهية والعنف والإرهاب يضرب في كلّ مكان ويقع على جميع الأجناس والأعراق البشرية، فالأمر خطير والمسؤولية عظيمة، يتحمّلها علماء الأديان السماوية وأهل الاختصاص. فعليهم أن يدفعوا الإختلاف وعليهم التوفيق بين معاني الكتب السماوية التي ظاهرها الاختلاف. فعليهم العمل بإخلاص ومصداقية ومهنية وعقلانية للتقريب بين المعاني والأديان واعتماد المشتَرَكات والتمكّن من تأسيس قواعد ووسائل كلية متقاربة ومشتركة في العقيدة وأصول الدين بحيث يقبلها عموم البشرية من النفوس العاقلة المتّزنة. وأن يكون ذلك وفق شروط وضوابط وقوانين لغوية وعُرفية بمنهج علمي موضوعي ناضج. ولا بدّ أن تُبذَل كل الجهود والمعارف والأفكار من أجل تأسيس منهج وسطيّ معتدل للحوار والتخاطب والفهم والتفهيم واحترام الناس وأفكارهم واختياراتهم، وكلٌّ منهم بحسب الأدلّة والحُجَج التي تصل إليه والتي يطّلع عليها، وكلٌّ منهم بحسب مستويات عقولهم وأذهانهم وبحسب الظروف والعوامل النفسية والحالة الإجتماعية التي يعيشونها”.