خطيب جمعة الشامية : لابد أن ندرك عظم الوحشة والغربة والأنين التي يعيشها الإمام المهدي -عليه السلام-

 

المركز الإعلامي-إعلام الشامية

 

تطرق خطيب جمعة الشامية سماحة الشيخ داخل الجحيشي – أعزه الله- في خطبةٍ القاها اليوم الجمعة المصادف 11 من شهر رمضان 1440هجرية الموافق 17 من شهر آيار 2019 ميلادية، في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره-


قائلا سماحته :


في حديث عن الإمام علي -عليه السلام- انه قال (لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالکيه ، حيث نفهم من ذلك إن طريق الحق بالنظرة المجردة من الإيمان والروحية نجده موحشًا لما فيه من العقبات والصعوبات والوحدة والغربة وقلة الناصر وهذه الوحشة تتلاشى مع وجود الايمان بالله وبالقضية والهدف والغاية الالهية اذن الوحشة موجودة وکلام الامام علي عليه السلام واضح في ذلك الا انه اوصانا وامرنا بان لانهتم بها ولانجعلها بابا لترک طريق الحق بل علينا ان نوطن انفسنا ونعلمها ان الصبر علينا الاذى في جنب الله هو الفوز العظيم.

وبذلك نستدل على عظم الوحشة التي يعيشها مولانا صاحب العصر والزمان وان ن الغربة وطول الانتظار وان کان قد ورد في ; الروايات انه هناك من يرد عليه وحشته في غيبته ، فعن الامام الصادق عليه السلام قال : لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة).

وأضاف خطيب الجمعة الشيخ داخل الجحيشي – دام توفيقه- :

وقد ترد عدة تساؤلات تدفعنا للتفکير والتأمل کثيرا وطويلا منها:


-اهي المميزات والصفات التي اتاحت لهؤلاء الثلاثين أن يکونوا بهذا المقام وعلى هذا المقدار من الثقة والامانه والوفاء لصاحب العصر والزمان ؟


-وهل هم من الذين اطال الله اعمارهم ام انهم يتبدلون من فترة الى اخرى ؟


-وهل لهم علاقة في تهيئة الانصار واعدادهم لليوم الموعود ام ان دورهم محصور برد الوحشه ؟


-وهل يتسنى لأي منا ان يکون واحدا منهم ؟

فحينما نقرأ ان الامام يعيش الوحشة والغربة والوحدة واهم سبب لذلك هو قلة الناصر فلابد لنا ان نستحي ولابد لنا ان نحاول ان نکون من الانصار الذين يعجلون في ظهوره على اقل تقدير فنرد عليه وحشته ونؤنس نفسه في سلوکنا طريق الحق والثبات عليه کما هو انيس نفوسنا والراد علينا وحشتنا في غربته فلولاه مابقينا وما سلکنا الى الله طريق الهداية والايمان ولولا استاذنا ونائبه بالحق لما صبرنا على الاذى ولعصفت بنا الفتن الظلماء ولغرقنا في بحور الرذيلة والفساد ولاصبحنا تسحقنا ارجل الذل والهوان بمعترک الدنيا الفانية، هذا على اقل تقدير فان کان بعد التفكير والتأمل في التساؤلات التي ذکرناها انه يتسنى للانسان ان يکون من الثلاثين بحسب ضوابط وشروط معيننه فلماذا لانکون من المبادرين الى ذلك المقام والساعين اليه بکل ما نملك من قوة وقدره السنا الاولى بذلک من غيرنا

وأشار سماحة الشيخ الجحيشي -وفقه الله- قائلا:

إنّ ما يمضي قدمًا بالإنسان في مسيرة القرب إلى الله هو العمل الصالح ، وهو العمل الذي فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى وهو كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: “الْعَمَلَ‏ الصَّالِحُ‏ حَرْثُ الْآخِرَة.


فقيمة كلّ الأعمال الصالحة تكمن في ارتباطها بالله تعالى ، فإنّ روح العمل الصالح هي التوجّه إلى الله، وهي التي تؤدّي إلى زيادة إيماننا بالله. والإيمان بالتوحيد يوجّه الإنسان نحو الله، وما يؤدّي إلى رفع هذا الإيمان هو العمل الصالح، لأنّ العمل الصالح متّحدٌ مع الإيمان، فجوهر العمل الصالح هو التوجّه إلى الله.

 






ركعتا صلاة الجمعة