خطيب جمعة الدغارة : منهجنا الأصلي ومنذ أكثر من عشرين عامًا ثابت في النصح والهداية والتربية







المركز الإعلامي_إعلام الدغارة
تحدث خطيب جمعة الدغارة الشيخ عباس الأعسم المقامة في مكتب المرجع الديني السيد الأستاذ الصرخي الحسني –دام ظله- في مدينة الدغارة اليوم الجمعة 14 رجب 1440 هجرية الموافق 22 آذار 2019 ميلادية
إن منهجنا الاصلي ومنذ اكثر من عشرين عامًا ثابت في النصح والهداية والتربية الرسالية للفرد والمجتمع من اجل تكامله وسلامه وسعادته ونبذل كل جهد ونتخذ كل وسيلة ممكنة وجائزة من اجل تحقيق رسالتنا التربوية وتراثنا الغزير يشهد لذلك وهو موثَّق بالصوت والصورة والكتب المطبوعة، ونتعامل مع كل مرحلة بظروفها ومستجداتها وعواملها المرتبطة بها، والراب أحد الوسائل التي اجتاحت المجتمع بسبب فساد رجال الدين الذين تصدوا للمشهد الاجتماعي وكان لهم السلطة والسطوة والكلمة المسموعة المؤثرة استغلوا الدين لمصالحهم ومنافعهم الخاصة وافكارهم السقيمة العدوانية المتطرفة فافسدوا في البلاد وأهلكوا العباد وجعلوهم في فقر ومرض وجوع وجهل وتهجير وضياع، التجأ الشباب إلى المخدرات بأنواعها وإلى العدوانية والتطرف والارهاب، وكان الراب قد اجتاح المجتمع الشبابي وكان وسيلة لجرّهم إلى الحرام والرذيلة والالحاد والجريمة والفساد والحشيشة والمخدرات.
واضاف الشيخ الاعسم قائلا:
بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، فاننا سنتناول في هذه الخطبة بعض الاستفهامات المطروحة والمكررة بكثرة والتي يكون محورها الراب المهدوي الإسلامي والراب الحسيني الإسلامي، وسنتعرّف على مجمل الجوانب الشرعية والاجتماعية والواقعية المتعلقة بموضوع البحث، وسنعرف ما هي علاقة الراب بالحُقنة، وعلاقة الدكتاتورية الفكرية والدعشنة بالحراميّة:
س1/ هل يمكنكم في البداية اعطاء نبذة عن انفسكم للمستمعين والقراء؟
ـ نحن مجموعة من الشباب أخذنا على عاتقنا تحمل الأمانة الشرعية في الرسالة الإسلامية الوسطية الأصيلة،
ـ وننتهج عدة سبل وفعاليات ممكنة والتي من خلالها نعمل على إيصال رسالة تربوية إسلامية ترتكز على الوسطية والتقوى والأخلاق، الرسالة التي اعجبتنا وتربّينا عليها منذ التحاقنا بمرجعية السيد الأستاذ، والتي نجد فيها الامتداد والتجديد لرسالة الإسلام الوسطي التي حملها الشهيدان الصدران الأول والثاني(رحمهما الله ورفع منزلتَيهما)،
ـ ولابراء الذمة وتبرير العمل شرعا ومجتمعا وأخلاقا كان الواجب علينا ان ننقل للآخرين الأدلة والآثار العلمية المرئية والمسموعة والمقروءة وهي الأساس المتين الحصين لمرجعية السيد الأستاذ المتضمنة للبحوث الأصولية والفقهية إضافة الى بحوث الأخلاق و الكلام والعقيدة وكذلك بحوث القرآن والتاريخ والسياسة والمجتمع وليس آخرها بحوث المنطق والفلسفة وحوار الأديان،
ـ والقاريء والمطّلع العاقل المنصف يلمس ويتيقن المنهج القويم للأستاذ وما صدر منه من مواقف ومؤلفات والتي تجسّد رسالة اخلاق واعتدال وتضحية وايثار من اجل السلام ونصرة الانسان، ليست شعارات فارغة للاستهلاكات الباطلة المختلفة بل كان التجسيد واقعيا من حيث تأسيس وتأصيل النظريات بابعادها الشرعية والتاريخية والاجتماعية ومن حيث المنهج والتطبيق والسلوك العام الثابت الذي لم تغيره السنين رغم شدة الضغوطات والاستقطابات الطائفية والقومية والاثنية والتقاتل والإرهاب الذي ساد في العراق وبلدان الجوار والمنطقة عموما،
ـ وبكل سهولة ووضوح تجد أن آثار الأستاذ العلمية واطروحاته الفكرية متميزة بالقراءات العصرية المهتمة جدا بالناس وإصلاح المجتمع، من خلال تربية وتحصين الفرد والمجتمع فكريا وعمليا وسلوكا منطبعا ثابتا، حيث تم توظيف العلم والأثر العلمي في خدمة الانسانية والمجتمع البشري من اجل تكامله والحفاظ عليه،
ـ وكذلك كان الفكر والسلوك والمنهج واضحا وصلبا في مواجهة مناهج التطرف والتكفير والارهاب وإبطالها، وثم إشاعة روح الوسطية والاعتدال، واذكر كمثال بعض عناوين البحوث التي صدرت: {{1ـ وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري. 2ـ الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم). 3ـ فلسفتنا بأسلوب وبيان واضح. 4ـ الشباب بين إقصاء العقل وتوظيف النصّ الديني لصالح التكفير والإرهاب ثم الإلحاد. 5ـ الفصل في رحلة الكشف والمحاضرات القصديّة. 6ـ الفصل في نظريّة الطور المهدوي.}}
س2/ مَن هي الجهة التي تقوم اليوم بإنتاج اعمال الراب الاعلامي؟ (هل هو مركزكم الاعلامي، ام انكم تقومون بالتعاون مع جهات أخرى)؟
نعم، مركزنا الاعلامي يقوم بإنتاج اعمال الراب وباقي الاعمال، واخوتنا الشباب الواعي ونحن معهم لا نقصّر في تقديم المساعدة لهم والتعاون معهم عند الحاجة الينا.
س3/ ما الهدف من استخدام الراب في تمرير رسائل اجتماعية؟
ج/ الجوابالبديهي الواضح، لأن الراب قد اجتاح مجتمعنا الشبابي،
ـ فصار (الراب الأمريكي الغربي) جزءً من ثقافة الشباب بالرغم مما يتضمنه من سلبيات ومخالفات للدين والأخلاق،
ـ ونحن أصحاب رسالة نريد ايصالها لشبابنا إخواننا الأعزاء، فنضطر لمخاطبتهم بالوسيلة التي اعتادوا عليها ذهنيا وعمليا، والراب قَد اعتادوا على سماعِه واستخدامِه،
ـ وبما أن هدفنا هو التربية الصالحة والإصلاح، فقد استحدَثنا وطوّرنا (الراب المهدوي..الحسيني.. الإسلامي) وجعلناه من وسائل رسالتِناالدينية الأخلاقية الوسطية المعتدلة،
ـ فصار (الراب المهدوي..الحسيني.. الإسلامي) من الوسائل والأساليب المهمة التي نستخدمها لمخاطبة الشباب لإيصال رسالة تربوية لنشر وتعزيز السلام والوسطية والاعتدال مع التقوى والأخلاق،
ـ وقد فعلنا ذلك من أجل انقاذ شبابنا المظلوم المحروم والذي فرّ من رجال الدين الكلاسيك المتخلّفين، وفرّ من الدين والاخلاق الى الرذيلة والانحلال والجريمة والمخدرات والجهل والالحاد.
قال الله تعالى{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}الاعراف199
س4/ الراب أساسا هو نوع موسيقي غربي، اَلَا يتعارض ذلك مع احكام الشريعة الاسلامية؟ وأليس من الجدير خلق نوع جديد محلي عوضا عن استيراد صيحة غربية؟
ـ قبل نزول القرآن وقبل البعثة النبوية وقبل الإسلامكانت الجاهلية تسود المجتمع كلّهفي كل بلدان العالم، فكانت الموسيقى والاطوار والالحان كلها تستخدم في مجالس اللهو والطرب والحرام،
ـ ثم جاء الإسلام ونزل القرآن فصار المسلمون ولا زالوا يقرأون القرآن والأدعية والأذكار والأناشيد والمراثي والمجالس والنعي وثم القصائد الحسينية ونحوها، وهذه كلّها يتم قراءتها على الأطوار والالحان والموسيقى السائدة في المجتمع والتي هي كلها في الأصل من الجاهلية ماقبل الإسلام ومن مجالس الغناء واللهو،
ـ فكل الالحان والاطوار والموسيقى في الأصل من الجاهلية ومجالس اللهو والطرب والموسيقى الحرام في كل البلدان وكل الأزمان، ولكن تم استخدامها في الحلال، في القرآن والأدعية والأذكار والمواليد والتعازي والمجالس والقصائد الحسينية(الرَّدّات) وغيرها،
ـ اذن فالموسيقى بعنوانها العام من الأمور المباحة شرعا، ولا فرق فيها سواء كانت عراقية أو إيرانية أو امريكية أو هندية أو باكستانية أو صينية أو جنوب افريقية أو شرقية أو غربية أو أفريقية أو آسيوية أو أوربية، فلا فرق في كل ذلك،
ـ ويبقى الاستخدام والمستَخدِم هو الذي يجعلُها محرمة بعنوان ثانوي أو محللة،
ـ فالراب والموسيقى حالها حال باقي الأمور المشتركة التي يمكن ان تُستخدم في الحرام والإفساد واللهو والتكفير والاجرام، كما يمكن ان تُستخدم في الحلال والإصلاح والسلام والتربية الصالحة والأخلاق،
ـ فمثلا: الذرّةُ والعِلمُ نفسُه،قد استخدمه وسخّره البعض للحروب والاسلحة الحربية والقنابل الذرية والقتل والإرهاب، فيما استخدمه وسخّره اخرون للاكتشافات العلمية المفيدة للناس في كافة مفاصل ومناحي الحياة فيما يخدم البشرية والأجيال،
ـ والراب كذلك، فهو كالحُقنة(السرنجة)، مرة تستخدم في الحرام في حقن الجراثيم والسموم والقتل والموت، ومرة تُستخدَم في الحلال في حقن المغذي والعلاج والشفاء والإصلاح، فالراب المهدوي راب الحلال راب المغذي والعلاج والشفاء والتربية والإصلاح والسلام والأعتدال، أما الراب الذي اجتاح المجتمع بسبب العمائم المتخلّفة المتحجّرة، فهو راب الحرام راب السموم وسوء الخُلُق والطائفية والكراهية والتطرف والتكفير والحشيشة والمخدِّرات وتضييع الشباب والإلحاد،
ـ واذا كان الكلام عن الاستيراد من الغرب وامريكا، فهل عندنا أصلا أو بقي عندنا شيء غير مستورد من أمريكا والغرب؟! بل حتى (الديمقراطية) مستوردة أو مفروضة من أمريكا والغرب؟! كذلك الراب والحُقنة (السرنجة) مستوردة من الصين والغرب وأمريكا، وأما السرنجة(الحُقنة) التي تُستخدم لتخدير الشعوب وسرقتها ونهبِها وتضييعها، فقد استوردها العمائم الحراميّة من ابليس اللعين الرجيم!! ونكرر ونؤكد أننا تعاملنا مع الراب بعد أن اجتاح المجتمع بسبب الحرامية المنغلِقين، وهذّبناه وجعلناه “الراب المهدوي” الحامل للتربية والأخلاق والوسطية والاعتدال،
ـ فالراب سواء أكان أسلوبَ مخاطبة او طورًا او لحنًا او موسيقى، فحكمُه حكم اخواتِه المستخدمة في العلاجات الطبية والاناشيد العسكرية والاعراس، وفي الاذكار والتواشيح والمواليد والاناشيد والمراثي والمجالس والقصائد الحسينية والمواكب الحسينية، فالحكم واحد للجميع ولا فرق بينها.







ثم اقيمت ركعتا صلاة الجمعة