خطيب جمعة البصرة / صوم شهر رمضان طاعة لله سبحانه وتهذيب للنفس وترقيتها

خطيب جمعة البصرة / صوم شهر رمضان طاعة لله سبحانه وتهذيب للنفس وترقيتها


المركز الإعلامي – إعلام البصرة


أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة السيد عباس السبتي -دام توفيقه – في جامع الإمام الباقر – عليه السلام – الواقع وسط محافظة البصرة اليوم الرابع من رمضان 1440 هجرية الموافق العاشر من أيّار 2019 ميلادية.

تطرق السيد عباس السبتي – دام عزه – خلال خطبته الى شهر الصيام والكون في ضيافة الخالق سبحانه وتعالى ” أيها الإخوة الأعزاء ونحن في بداية شهر رمضان المبارك شهر الجود والعطاء شهر الكرم والسخاء شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتؤصد أبواب النيران شهر خصه لنفسه العليم الحنان فدعى عباده لضيافته كي ينقذهم من مصائد الشيطان الشياطين في هذا الشهر أيديهم مغلولة وجماعتهم عن المؤمنين معزولة ومكائدهم ضعيفة مهزولة فلا نكون لهم عونا في فك القيود فهم في طرق الخير لنا قعود فالنحذر همسهم ونستغل ضعفهم فنلجأ إلى ضل الرحمن ونؤدي ما أراد منا في شهر القرآن فالنصم صوم الجوارح كي ننجو يوم القيامة من الفضائح وبعد فقد جاء في مقدمة كتاب الصوم لسماحة السيد الأستاذ وتحت عنوان الصوم وشهر رمضان. فقال سماحته في هذا الموجز لم نقتصر بالحديث عن الصوم فقط بل يشمل شهر رمضان بصورة عامة ليله ونهاره خاصة وأن لياليه تشمل أفضل الليالي وهي ليلة القدر المباركة وقد ورد الكثير من النصوص التي تشير الى شهر رمضان وافضليته وتشير إلى أعمال كثيرة في لياليه كما يوجد كثير من الأعمال في أوقات النهار ”
وأضاف سماحته ” والكلام في شهر رمضان يكون على مستويين المستوى الأول: أولا الجانب الحيوي البايلوجي.. لقد أوجب المولى الشرعي الصوم في شهر رمضان. ومن فوائد الصوم الفائدة الصحية فهو يزكي ويقي البدن من العديد من الأمراض والجراثيم بما يقارب المئتين حسب أخبار بعض أهل الإختصاص ونحن نعلم أن حاجة الإنسان إلى الطعام والشراب مثلا ضرورية لتحقيق التوازن الحيوي له والإسلام لم يترك هذه الحاجة والرغبة بدوم ضابطة وقانون يتحكم بها بل جعل لها سلوكا متوازنا ومناسبا حيث بين الأضرار والمضاعفات السلبية المترتبة على الشبع في الأكل والشرب وغيرهما من حيث الصحة الجسمية
ثانيا: الجانب النفسي: إن الصيام في شهر رمضان بل في كل الأيام هو عمل وفعل سلبي وعدمي ليس فيه تظاهر أمام الخلق ولا يدخله الرياء ولا طلب الجاه ولا السمعة ولا الشهرة غالبا لأنه إضافة إلى اشتراط قصد القربة في النية وعدم الرياء فإنه حتى لو علم الآخرون انه صائم فلا بد أن يبقى جزء من وقت النهار دائمآ أو غالبا لا يراه أحد وفي هذا الوقت باستطاعته أن يتناول المفطر لكنه لم يفعل …. بالقول .. ويعتبر الصوم مظهر من مظاهر التدريب النفسي والبدني على تحمل الشدائد وعدم الجري واللهاث وراء النعيم الدنيوي من المأكل والمشرب والشهوة ومن ثمراته علاج آفة الكذب حيث نهى الشارع عن الكذب في شهر رمضان مطلقا وخاصة الكذب على الله تعالى ورسوله ص وقد جعله من المفطرات وقد ورد في هذا الخصوص عن النبي ص أنه قال أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ”
ومن الجدير بالذكر إن شهر رمضان المبارك يعتبر اكبر مشروع عبادي للتقرب لله سبحانه وتعالى والذي ترعى به المرجعية الدينية الشباب والأشبال نحو الثقافة الإسلامية


ركعتا صلاة الجمعة المباركة